مشهد بعيون مختلفة

أحمد التايب
أحمد التايب

مما لا شك، أن سيطرة العالم الافتراضى على حياتنا أدى إلى كوارث أخلاقية ومجتمعية كثيرة، وساهم بقوة فى ضرب هويتنا وقيمنا بشكل يحزن، فكلنا بكينا على مشهد إنهاء حياة الطالبة نيرة أمام أبواب جامعة المنصورة، وبعيدا عن التحليل أو التفسير للواقعة، هناك أمر لا استوعبه حتى الآن، وهو مشهد العامة الموجودين فى محيط الواقعة فى التفاعل مع الحدث، والاهتمام بالتصوير أكثر من السعى للإنقاذ، لأنه إذا افترضنا أن الجانى كان تحت تأثير المخدر فهل كل من حوله كان كذلك..!!

لذلك أعتقد، أنه يجب الالتفات إلى هذا المشهد المحزن وتقييمه تقييما صحيحا بعيدا عن أى مبررات أو حجج، لأنه أعظم ما كان يميز المجتمع، أنه مجتمع الشهامة والجدعنة والمروءة، فمحفور فى أذهاننا كيف يكون الحال عند نشوب حريق مثلا فى بيت من بيوتنا؟.. وكيف يكون حال الجيران وأهل القرية أو أهل الحى أو الشارع فى التفاعل مع الحريق؟.. فلا شك أن الكل ينتفض، الصغير والكبير، والمرأة والرجل، والكل يغض الطرف عن أى مشكلة مقابل التضامن والتكاتف لإبعاد الأذى، فى مشهد يعكس روح الألفة والشهامة.

وأرى أنه من الأمور التى يجب الإنتباه إليها أيضا، قضية القدوة والنموذج فى حياتنا، فمن هو القدوة الآن فى عقول شبابنا، خاصة أنه للأسف الشديد فى ظل انتشار السوشيال ميديا، والاهتمام بالقضايا الجدلية محل القضايا المهمة، وانتشار التفاهة والسطحية، أصبح هناك نماذج لا قيمة لها محل اهتمام من الشباب، غير إدمان كثير من الشباب للمواقع التواصل والانفتاح على ثقافات غريبة وعجيبة وهم غير متسلحين بالوعى، ما أوقعهم فى براثن ظواهر غير حميدة، وعززت فى عقولهم نماذج قدوة أيضا غريبة وعجيبة جراء ما يشاهدونه  من أعمال درامية وفنية غير منضبطة وتؤصل للعنف والسطحية، وما يتابعونه على هذه المنصات الرقمية من أفكار شاذة ومتطرفة.

لذا، يجب  مواجهة هذا الخطر بكل شجاعة وبالعلاج الصحيح والمناسب، وهنا أتحدث إلى كل المؤسسات الدينية والإعلامية والتعليمية، وأيضا إلى الأسرة بضرورة الأخذ بأيدى الشباب ليعبروا بهم إلى بر الأمان وغرس السكينة والهدوء والسلام النفسى فى قلوبهم وعقولهم، وأعتقد أن هذا لا يتأتى إلا من خلال الوعى والتوعية، وأن يعلم الجميع أننا بصدد حرب شرسة ألا وهى حرب الجيل الخامس، التى تستهدف فى الأساس ضرب هويتنا وقيمنا فى مقتل، وذلك من خلال نشر السطحية والتطرف والإلحاد والشذوذ، وبما أن الشباب هم دروع المستقبل وقاطرة التنمية فهم الفئة الأولى المستهدفة فى تلك الحرب القذرة.

وأخيرا.. هناك مقولة نعرفها جميعا، وهى ستحصد ما تزرع، فعلينا بزرع القيمة حتى لا نحصد كوارث ودمار نتيجة إهمالنا وتقصيرنا وعدم الشجاعة في مواجهة مشاكلنا ومعالجتها وطرح الحلول السليمة والعلاج المناسب التى يضمن لنا النجاة..

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

هنادى مهنى مذيعة بودكاست فى حكاية "بتوقيت 28" والعرض السبت على dmc

ضربة لحيتان المقاولين.. إزالة 6 أبراج مخالفة فى منطقة اللبينى بالهرم.. صور

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

علياء قمرون أمام النيابة: "معرفش يعنى إيه غسيل أموال.. كنت بفرح بالدعم عشان أجهز نفسى"


مصابة بحادث طريق الواحات أمام النيابة: الشباب طلبوا منا النزول من السيارة

الإعدام شنقا للمتهم بقتل زوجته حرقا فى الشرقية

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

أول صورة للمتهمين بمطاردة فتيات طريق الواحات

اتحاد الكرة يرد على شكوى الزمالك ضد زيزو ..اعرف التفاصيل


موعد مباراة ليفربول ضد بورنموث فى افتتاح الدورى الإنجليزى

الأزمة مستمرة.. الفلسطينى حامد حمدان خارج مباراة بتروجت وكهرباء الإسماعيلية

قبل قمة ألاسكا الجمعة.. نيويورك تايمز: ترامب يتبنى لهجة مختلفة تجاه بوتين

الإسماعيلى يفقد 6 لاعبين اليوم أمام بيراميدز فى الدورى.. النبريصى الأبرز

النيابة تحقق فى مطاردة 3 طلاب سيارة فتيات بطريق الواحات

كولومبوس الأمريكى يخطر الأهلى بموعد إرسال القسط الأول من صفقة وسام أبو على

حسام حسن يعلن قائمة المحترفين لمواجهتي مصر ضد أثيوبيا وبوركينا الأسبوع المقبل

هل يجوز إخلاء وحدات الإيجار القديم بالتراضى بعد صدور القانون؟.. التفاصيل

ميلانيا ترامب تتوعد هانتر بايدن بمقاضاته إذا لم يسحب تصريحاته ضدها والاعتذار

الاتحاد يستقبل مودرن سبورت اليوم بحثا عن الفوز الأول في الدورى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى