دينا عبدالعليم تكتب: قبل أن تتآكل إنسانيتنا «2» .. نقل الحدث وردة الفعل لا يعنى المتاجرة بلحظات الانهيار ولا إفساد الفطرة.. لا ندعو لمنع النشر وإنما هى دعوة للرشد ومراعاة الإنسانية وعدم إفساد الذوق العام

دينا عبد العليم
دينا عبد العليم
لم أتعجب من ردود الأفعال الكثيرة على الدعوة التى أطلقتها فى مقال أمس الأول، الأربعاء، بخصوص تجريم تصوير ونشر الجرائم على السوشيال ميديا، كنت أتوقع ردة الفعل، وعلى الرغم من أن حديثى كان واضحا تماما بخصوص تجريم تصوير الحوادث ونشرها، خاصة أن كانت جريمة ذبح شخص، إلا أن البعض اعتبر الأمر دعوة للتعتيم على الجرائم، وهذا أمر بعيد تماما عن الواقع، فمنذ أكثر من مئة عام وقبل ظهور السوشيال ميديا كانت هناك قضية رأى عام هزت مصر والعالم كله وهى قضية السفاحتين ريا وسكينة، لم يصور أحد جرائمهما، ولم تنشر مشاهد ذبحهما للنساء ليشاهدها ملايين عبر الفضاء الإلكترونى، لكن قضيتهما كانت قضية رأى عام، ولم يتم التعتيم عليها، والمتهمتان نالتا جزاءهما.
 
سأقولها بصيغة أخرى، جميعنا معرض للحادث فى الشارع، من منكم «لا قدر الله» يقبل على نفسه أن يصبح جثمانه المذبوح والملقى على الأرض مادة للنشر والمشاهدة؟ لم أدع لعدم توثيق الجريمة أو الحديث عنها، فقط كانت الدعوة لمحاولة إنقاذ المجنى عليها والستر على الجثمان، والرحمة بوالد المجنى عليها ووالدتها وأهلها وجيرانها وكل من يعرفها وحتى من لا يعرفها من بشاعة المنظر.
 
حقيقة الأمر أننا لا نحتاج لقانون يجرم تصوير ونشر الجرائم فقط، بل نحتاج للمزيد، نحتاج لإعادة النظر فى مواثيق النشر كلها ليس على السوشيال ميديا وفى الصحافة أيضا.
 
لا ندعو هنا لعدم النشر أو التعتيم على القضايا، بل ندعو للمزيد من الإنسانية، نعم واجب الصحافة نقل الحوادث ونشر ردة الفعل، لكن لا ينبغى أن نتخذ من أوجاع الناس وانهيارهم ولحظات ضعفهم وانكسارهم مواد إعلامية، فللأموات حرمة، وللحظات الضعف حرمة، وللمجتمع حرمة، وقيم تجب مراعاتها، وللمرة الثانية والثالثة والرابعة، هذه ليست دعوة لمنع النشر، وإنما دعوة للرشد، دعوة لمراعاة الإنسانية، دعوة لعدم إفساد الذوق العام، دعوة للرحمة بالمجنى عليه وأهله، دعوة لاحترام جسد ملقى على الأرض غارق فى دمائه، ورأفة بقلوب وأعين فى لحظات انهيار وحزن على ضياع أعز ما تملك، دعوة لكم جميعا إن رأيتمونى أذبح فى الشارع فقط حاولوا إنقاذى وإن عجزتم فأوصيكم «لا تصوروا ولا ترفعوا على السوشيال ميديا ولا تنقلوا الحزن علىّ ولا تصوروا أمام قبرى، فقط ادعو لى ولأنفسكم وللجانى بالرحمة».
 
p.3
 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الذكرى التاسعة لرحيل الفنان حسن مصطفى أيقونة المسرح والدراما المصرية

تعرف على محتويات الأرشيف السرى لجاسوس الموساد بسوريا إيلى كوهين

وزارة العمل تجدد تحذيرها للمواطنين: جميع خدماتنا مجانية ولا وسطاء فى الوظائف

أفضل 10 فرق لن تشارك فى كأس العالم للأندية 2025.. ليفربول الأبرز

الأهلي يحدد موعد إعلان تنصيب ريفيرو مديراً فنياً للفريق


وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

جولة بالأتوبيس الترددى بعد التشغيل التجريبى للمرحلة الأولى بإجمالى 14 محطة.. يعمل بالكهرباء ومدعم بكاميرات مراقبة وهذا سعر التذكرة.. أنفاق داخل المحطات لربطها بجانبى الطريق.. والميكروباص لن يعود.. صور

%93 من القراء يؤيدون تكثيف الحملات لضبط المتهمين باستغلال الأطفال فى التسول

بيان هام بشأن حالة الطقس اليوم الإثنين 19-5-2025

عماد النحاس يُجهّز تقريراً شاملاً عن لاعبي الأهلي للإسباني ريفيرو


"مشروع إستر" خطة سحق الحركة الداعمة لفلسطين فى أمريكا.. نيويورك تايمز: مؤسسة التراث اليمينية المحافظة صاحبة المقترح.. والأهداف تشمل القضاء على أى تأييد حقوق للفلسطينيين بالمدارس والجماعات والكونجرس

رابط معرفة رقم الجلوس ولجنة الامتحان لطلبة الدبلومات الفنية 2025

"فاضل على الحلو دقة".. ترتيب الأهلي وبيراميدز فى صراع حسم الدوري قبل آخر جولة

نهائى دوري الأبطال.. موعد مباراة بيراميدز وصن داونز والقناة الناقلة

نجل عبد الرحمن أبو زهرة: الرئيس السيسى أثنى فى مكالمته على والدى ووصفه بالأيقونة

انتشر فى العظام.. تشخيص جو بايدن بسرطان البروستاتا "عدوانى"

عبد الواحد السيد مرشح للعودة لقناة الزمالك ضمن خطة التطوير

ثروت سويلم: الأهلى أبلغنا بصعوبة إقامة دورى بدون الإسماعيلى

بعثة منتخب الناشئين تعود من بولندا بعد مشاركة قوية في بطولة الاتحاد الأوروبي للتطوير

جنوب أفريقيا يهزم المغرب (1 – 0) ويتوج بكأس أفريقيا للشباب للمرة الأولى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى