لهذا تحولت البيوت إلى جزر منعزلة

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب
مؤكد أن العائلة كانت أقوى ضمان ضد الانحراف، حيث التمسك بالقيم والثوابت الوطنية والأخلاقية، إلا أنه وللأسف الشديد فقد فرحنا بعصر الحداثة وأدمنا مواقع التواصل الاجتماعى ومنصات السوشيال ميديا فاختلطت الأمور وانقلبت إلى حد السكين، فأصبح حال العائلة إلى الهاوية لتختلف طبيعة الحياة بين زحام المسئوليات وأحلام العولمة، وفى خضم ذلك المعترك تحول البيت إلى جزر، وبات شمل العائلة تائهًا، وزاد الفراق وتغلغل الانعزال فأصبحنا أمام زمن قل فيه توقير الكبير وانتشرت فيه كافة الرذائل، وضاعت اللمة، وسادت العزلة، وأصبح الكل يبحث ويلهث وراء مصالحه، ينافق من يشاء، ويود من يشاء، فلا قيمة للصدق ولا للحق.
 
ونسينا أو أنستنا الحداثة قيمنا، رغم حث كافة الأديان على التمسك بها، فها هو نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام يقول، "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" وهو القائل أيضا "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا"، و"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
 
لكن للأسف، نستبدل الآن الذى هو خير بالذى هو أدنى، فأين الترابط الأسرى؟ وأين جبر الخواطر؟ وأين التضامن والتكاتف بين الأهل والجيران؟، وأين الشهامة والمروءة في نفوس الناس؟ لذلك فإن اعتقادى أن الداء معروف والعلاج لكافة أزماتنا متوفر، فقط علينا بالتشارك وقيام الكل بمسئولياته من أجل ضبط حركة المجتمع من جديد والعودة إلى ما افتقدناه من الزمن الجميع حيث الصدق والأمانة والمودة والمحبة والرضا والقناعة.
 
نعم الطريق معروف ومعلوم، لكننا غير جادين وبات كل همنا الآن المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة، وتحقيق الشهرة الزائفة حتى ولو تم انتهاك الخصوصية، وملء الكروش والجيوب ولو بالسلب والنهب، ولسان حال الجميع يقول "أن للبيت رب يحيمه".
 
وختاما، فإن لمة العائلة دائما مفتاح لانتشار الخير، لأنها تعنى وجود الكبير والتواصل، وتصحيح الخاطئ ومعالجة القاصر، وكذلك حصن لمواجهة المصائب، لذا، يجب أن نرجع إلى هويتنا وأن نسترد عاداتنا الجميلة خاصة الانتماء فالإنسان بطبيعته وفطرته بحاجة دائما إلى الانتماء وليس هناك أفضل من إشباع هذه الحاجة بانتماء الإنسان إلى عائلته التى تتمتع بالقيم والأخلاق..
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انطلاق فترة القيد الأولى لأندية محترفي اليد اليوم

أدوية مغشوشة تهدد الأرواح.. والداخلية تضبط مصانع الموت الصامت

نابولى يقترب من التوقيع مع لورينزو لوكا بعد تعثر صفقة نونيز

وزارة التعليم تواصل تصحيح امتحان اللغة العربية للثانوية العامة 2025

"يديعوت أحرونوت": ترامب يريد إنهاء حرب غزة بأقرب وقت


باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية

تشيلسى يتأهل لربع نهائى مونديال الأندية برباعية ضد بنفيكا فى 120 دقيقة مثيرة

البرلمان الأوكرانى يعمل على إعداد مشروع قانون حول الانتخابات

محمد فضل شاكر يغنى لوالده ويدعو له بالفرج فى حفله بمهرجان موازين

محمد شيحة يحصل على درجة الدكتوراة فى "المحاسبة عن الاستثمارات البشرية فى المنشآت الرياضية"


إنتر ميلان يحسم صفقة يوان بوني مقابل 26 مليون يورو

القيعى: 4 ركلات ترجيح غيرت مصير الأهلى فى الموسم الماضى.. وما تم غباء اصطناعى

ميدو: هذا موقفنا من اعتزال شيكابالا.. وتأخر إعلان المدرب يُحسب لنا

شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة

مصرع 3 فتيات وشاب فى انقلاب مركب صغير داخل نهر النيل بالمنيا

الصين تواصل جهود الإغاثة في محافظة رونججيانج المتضررة من الفيضانات

تحذير عاجل من هيئة الأرصاد الجوية لسكان هذه المحافظات

مباراة بالميراس ضد بوتافوجو تتجه للعب شوطين إضافيين فى كأس العالم للأندية

المقاولون يقترب من ضم بـ3 صفقات استعدادا للموسم الجديد

دماء الأخوة على مذبح الطمع.. المؤبد لمتهم بقتل شقيقه فى فارسكور بسبب الميراث

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى