مجموعة السبع تتعهد بتقديم 29.5 مليار دولار إلى أوكرانيا

أعلن زعماء مجموعة دول السبع، اليوم الاثنين، أنهم يعتزمون الاستمرار في فرض عقوبات فردية ضد روسيا، وتعهدوا بتقديم 5ر29 مليار دولار إلى أوكرانيا؛ لمساعدتها على سد الفجوة المالية لديها وضمان تقديم الخدمات الأساسية للشعب الأوكراني.
وقال زعماء مجموعة الدول السبع الصناعية - في بيان مشترك - "إننا سنستمر في إدانة الحرب الوحشية وغير المشروعة وغير المبررة التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا - بمساعدة من بيلاروسيا - ولن نعترف بمحاولات روسيا المستمرة لإعادة رسم الحدود بالقوة؛ لأن هذه الحرب المدمرة أدت إلى عواقب دراماتيكية تجاوزت نطاق أوروبا".
وأضاف زعماء مجموعة دول السبع : "سنستمر في استخدامنا المستهدف للعقوبات بطريقة منسقة طالما استلزم الأمر ذلك، ونحن نستخدم هذه العقوبات من أجل الدفاع عن النظام الدولي المستند إلى قواعد، والذي تنتهكه روسيا بشكل صارخ"، مشيرا إلى أن الدول السبع ستمنع روسيا من المشاركة في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى الحد من عائداتها، بما فيها صادرات الذهب.
وأردف زعماء المجموعة: "إننا سنستمر في البحث عن سبل جديدة لعزل روسيا ومنعها من الاشتراك في السوق العالمية، ونحن مصممون على العمل من أجل خفض إيرادات روسيا، بما في ذلك إيراداتها من الذهب، وسنواصل العمل من أجل خفض إيرادات الصادرات الروسية عن طريق اتخاذ خطوات مناسبة لتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية".
وأكدوا أن مجموعة السبع تعتزم أيضا الحد من حصول روسيا على الخدمات الصناعية الأساسية والتكنولوجيا التي تنتجها اقتصاديات دول المجموعة، وخاصة التكنولوجيا التي تدعم قاعدة صناعات التسليح الروسية والقطاع الفني.
وأشار زعماء مجموعة دول السبع الصناعية إلى أنهم سيستمرون في التنسيق بشأن الرسوم الجمركية على الواردات من روسيا، واستكشاف السبل الممكنة لاستخدام الإيرادات الناتجة عن ذلك لمساعدة أوكرانيا.
وفي السياق، أكد قادة دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى على مواصلة توفير الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي لأوكرانيا، والوقوف إلى جانبها مهما استغرق الأمر.
وأشار قادة مجموعة السبع - في بيان بشأن أوكرانيا بعد وقت قصير من محادثاتهم مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نقلته قناة (دويتشه فيله) الألمانية - إلى ضرورة أن تسمح موسكو لشحنات الحبوب أن تغادر أوكرانيا لتجنب حدوث أزمة غذاء عالمية، مطالبين أيضا بعودة المواطنين الأوكرانيين الذين تم أخذهم إلى روسيا رغما عن إرادتهم، بالإضافة إلى ضرورة عدم إفلات مرتكبي جرائم الحرب والفظائع الأخرى من العقاب.
وأضاف قادة السبع أن بعض العقوبات قد تستهدف الأفراد المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب أو ممارسة سلطة غير قانونية في أوكرانيا، مشيرين إلى أن الاقتصادات الرائدة ستسعى إلى توفير ممر آمن للاجئين من البلاد، من بينها تبسيط إجراءات الهجرة ومتطلبات التأشيرة. 
وذكر البيان أن الدول ستبحث سبل الإيفاء بالحاجات الإنسانية لأوكرانيا والتي من بينها التعافي وإعادة الإعمار، والتي قد تتضمن استخدام الأصول الروسية المجمدة بما يتماشي مع القوانين الوطنية.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، أجرى اليوم، محادثات عبر تقنية الفيديو مع زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، في ثاني أيام قمتهم المنعقدة في قصر إلماو بولاية بافاريا جنوب ألمانيا.
وخلال الجلسة المخصصة لأوكرانيا في القمة، حذر رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي من خسارة أوكرانيا خلال العملية الروسية، لما لها أيضا من تداعيات على النظم الديمقراطية بشكل عام كنموذج للحكم.
ونقلت وكالة أنباء "آكي" الإيطالية عن دراجي قوله: "نحن متحدون مع أوكرانيا وإذا خسرت ستخسر جميع الديمقراطيات. إذا خسرت أوكرانيا فسيكون من الصعب دعم الديمقراطية كنموذج فعال للحوكمة".
وحسب مصادر في الحكومة الإيطالية، توجه دراجي بالشكر للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي شارك في الجلسة عبر نظام الفيديو، "على الترحيب الاستثنائي بكييف" خلال زيارته منتصف الشهر الجاري للعاصمة الأوكرانية رفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، وقال إن قرار منح أوكرانيا وضع الدولة المرشحة مهم لكييف، وأيضًا للاتحاد الأوروبي، الذي عدّل "بشكل عميق" سياساته واستراتيجياته طويلة الأمد تجاه البلدان المجاورة.