سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 28 يونيو 1976.. المشير محمد على فهمى قائد الدفاع الجوى فى حربى الاستنزاف وأكتوبر يكشف أسرار بناء حائط الصواريخ وقفزته قبل سريان وقف إطلاق النار

قرر الرئيس جمال عبدالناصر أن يصبح للدفاع الجوى قيادة مستقلة فى القوات المسلحة، واختار العميد محمد على فهمى مسؤولا أول عن تلك القيادة، والصورة الوحيدة المنشورة له وقتها صورته، وهو يقابل عبدالناصر وإلى جواره الفريق أول محمد فوزى، وزير الحربية، حسبما يذكر الكاتب الصحفى محمود عوض، فى كتابه «اليوم السابع، الحرب المستحيلة، حرب الاستنزاف»، مشيرا إلى أن القرار جاء فى الإعداد الجيد للحرب، التى قررت مصر أن تخوضها لاستعادة الأراضى المحتلة فى 5 يونيو 1967.
 
أنشأ محمد على فهمى سلاح «الدفاع الجوى»، فأحدث تغييرا فعليا فى مسار حرب الاستنزاف ببنائه حائط الصواريخ، وشهدت عملية بنائه ملحمة وطنية مشهودة ورائعة، كما كان هذا السلاح من الأسباب الرئيسية لانتصار الجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973.. يذكر محمود عوض: «كان هناك امتحان كبير وفاصل للإرادة والعسكرية المصرية، وكانت النتيجة أن استطاعت هذه الإرادة أن تفجر جوهر الإنسان المصرى، وتعلم العالم دروسا جديدة فى العسكرية، فى هذه المرة محور الدروس الجديدة هو: كيف تستطيع الصواريخ أرض/ جو والأسلحة المضادة للدبابات القيام بإذلال وقهر أحدث الطائرات والمدرعات المتاحة لإسرائيل».
 
فى حديث نادر أجرته «الأهرام» مع الفريق محمد على فهمى، ونشرته فى 28 يونيو، مثل هذا اليوم، 1976، وكان وقتئذ رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة، يكشف جانبا من أسرار الملحمة البطولية فى بناء حائط الصواريخ، قائلا: «فى 30 يونيو 1970 استطعنا أن نحقق أكبر إنجازاتنا وأكثرها مدعاة لفخرنا، فاعتبارا من ذلك التاريخ، برزت إلى الوجود شبكة الصواريخ المصرية التى فاقت شهرتها كل حد.. لم يكن الأمر مجرد مجموعة من قواعد الصواريخ، استطاعت أن تسقط عددا من طائرات الفانتوم الإسرائيلية، بل الأمر أعمق من ذلك وأبعد أثرا، فشبكة الصواريخ فى جبهة قناة السويس كانت تجسيدا لتفوق الإنسان المصرى وقدرته الخلاقة، وكانت مؤشرا على أن القوات المسلحة المصرية مسكت زمام المبادرة، وضمنت لأول مرة فى تاريخ الصراع أهم دعائم النصر فى المعركة المرتقبة».
 
يؤكد «فهمى» أن هناك أسرارا كثيرة فى هذا الإنجاز، لكنه يختار كشف أسرار حدث واحد أثار ضجة ضخمة فى حينه، وتناولته الصحافة العالمية بالعرض والتحليل، يذكر: «فى 7 أغسطس 1970، أبلغتنى القيادة العامة للقوات المسلحة «الفريق أول محمد فوزى» فى حوالى الساعة العاشرة صباحا، أن مصر قررت قبول وقف إطلاق النار «مبادرة روجرز»، وسيسرى اعتبارا من الدقيقة الأولى يوم 8 أغسطس 1970، وينص الاتفاق على تسكين الموقف فى جبهة القتال، أى أنه لن يسمح بعد تنفيذ الاتفاق بإدخال مزيد من قواعد الصواريخ أو تقريب حائط الصواريخ إلى قناة السويس، فأخذت أعيد حساباتى وأراجع موقف قواتى على ضوء هذا القرار، خاصة أن قواتى تحرز كل يوم المزيد من الانتصارات، وخسائر إسرائيل فى الطائرات والطيارين تتزايد يوما بعد يوم، وكنا على وشك أن نحقق هدفنا باستكمال بناء حائط الصواريخ، ففى كل ليلة كنا ندفع بمزيد من قواعد الصواريخ إلى الأمام فى اتجاه قناة السويس، ولم أتردد واتصلت بالقيادة العامة، وطلبت استغلال الساعات المتبقية على بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، لاستكمال بناء حائط الصواريخ طبقا للخطة الأصلية، سواء فيما يتعلق بعدد قواعد الصواريخ، المقرر أن يشملها الحائط أوالمسافة من قناة السويس، المخطط أن يتمركز عليها النسق الأول لقواعد الصواريخ، وصدقت القيادة العامة، وكان ذلك يعنى أنه ينبغى علينا أن ننجز فى ساعات قليلة ما كان مقررا للوصول إليه فى أيام، وهكذا تحول الصراع فى الساعات الباقية على بدء سريان الاتفاق إلى صراع رهيب مع الزمن».
 
يكشف فهمى: «طلبت من قادة التشكيلات مصارحة مرؤوسيهم بالموقف، فقد كنت أعلم تماما أنه، وفقا للحسابات المجردة، يصعب تنفيذ ما أمرت به، ولكنى كنت على يقين أن فى مقدرة الجندى المصرى أن يصنع المعجزات إذا ما آمن بما يفعل، وفعلا تمكن أبطال الدفاع الجوى، خلال هذه الساعات وقبل التوقيت المحدد لسريان الاتفاق، من تحقيق معجزة بكل المقاييس، قد أمكنهم مضاعفة عدد القواعد المكونة لحائط الصواريخ، وامتد الحائط ليغطى كل منطقة القناة ويفرض عليها سيطرته تماما، ولعلى الآن أكون قد أوضحت السر وراء الضجة المفتعلة، التى فجرتها إسرائيل عقب وقف إطلاق النار عام 1970، عندما فوجئت القيادة الإسرائيلية بالصور، التى التقطتها الأقمار الصناعية الأمريكية صباح 8 أغسطس 1970».
 
يكشف فهمى، عن متى وكيف بدأ التفكير فى إنشاء ما أطلق عليه «غابة الصواريخ» فى غرب القناة.. فماذا قال؟
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

3 مواجهات قوية اليوم في افتتاح دورى المحترفين.. السكة والترسانة الأبرز

حوافز لصناديق الاستثمار والشركات الداعمة للمشروعات الصغيرة وريادة الأعمال.. تشمل تخصیص أراض بالمجان أو مقابل رمزى وإعفاءات وتخفيضات فى قيمة توصيل المرافق.. والقانون ينظم تخصيص العقارات بنظام بيع حق الانتفاع

جوجل تعتزم تزويد الحكومة الأمريكية خدمات الذكاء الاصطناعى

عمر مرموش.. موعد مباراة مانشستر سيتي ضد توتنهام في الدوري الإنجليزي

موعد مباراة الزمالك المقبلة بعد الفوز على مودرن سبورت


كل عام وأنتم بخير.. معهد الفلك يكشف موعد المولد النبوى الشريف 2025

هل ينجح لبنان فى معركة "حصر السلاح"؟.. حزب الله يتمسك بسلاحه ويهدد باحتجاجات فى الشوارع.. إيران تجدد الدعم.. جلسة لمجلس الوزراء فى نهاية أغسطس لمناقشة الجدول الزمني للتنفيذ.. وضغوط إسرائيلية تزيد المشهد تعقيدًا

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 22 - 8 - 2025 والقنوات الناقلة

الأهلي السعودي يفتح خط المفاوضات مع نجم أستون فيلا أمادو أونانا

موعد مباراة الأهلي ضد غزل المحلة فى الدوري والقناة الناقلة


غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

إبراهيم دياز يوافق على تجديد عقده مع ريال مدريد بدعم من تشابي ألونسو

يانيك فيريرا يرفض منح لاعبى الزمالك راحة بعد الفوز على مودرن سبورت

أسعار اشتراكات المترو لكل الفئات وموعد فتح اشتراك الطلبة وأماكن المكاتب

خالد منتصر: أنغام ليست مصابة سرطان وألمها بدون تفسير بعد جراحة بالروبوت

الزمالك يتقدم على مودرن سبورت 1-0 فى أول 15 دقيقة بهدف برازيلى أصلى

منتخب مصر للناشئين تحت 17 سنة يهزم السعودية بثلاثية وديًا

الإسماعيلي يعلن إلغاء بند شغل المناصب الشاغرة من أعمال الجمعية العمومية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى