فنكوش جمعيات رعاية مرضى السرطان

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

إعلانات الجمعيات الأهلية لا تنقطع عن ملاحقتنا بصورة منتظمة، سواء في شهر رمضان أو باقي العام، بل وتستغل كل مناسبة من أجل جمع التبرعات، واستعطاف الناس، تحت فكرة معاونة المرضى وتخفيف آلامهم وتوفير العلاج اللازم لهم، وتدبير نفقات الدعم والرعاية، لكن حين تتعامل مع هذه الجمعيات على الأرض سوف ترى الروتين بكل صوره وأشكاله، خاصة إن كنت تبحث عن توفير علاج لمريض.

حينما تصل إلى الجمعية كأي مواطن عادى، يسمعونك أولا ويطلبون الإجابة على عدد من الأسئلة، واستيفاء مجموعة من الأوراق الشكلية، بالإضافة إلى التقارير الطبية التي تشرح تفاصيل المرض، وما يحتاجه المريض، ثم تحصل على رقم ملف، يتم وضعه على الرف مع عشرات الحالات، وانتظر لأشهر، حتى تجد من يتصل بك ليطلب مرة أخرى أملاً في الحصول على فرصة لائقة للعلاج.

بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية تعلن دائماً أنها توفر العلاج للمرضى في سرية تامة وبأقصى سرعة ممكنة، لكن التجربة عين الحقيقة، وقد كان لي واقعة مع أحد هذه الجمعيات لتوفير علاج لمريض سرطان، فشلت الأدوية الكيميائية في علاجه ويحتاج إلى بروتوكول جديد من العلاج لا تصرفه وزارة الصحة ولا تتحمل نفقاته، وللأسف الحالة الاقتصادية للمريض لا تحتمل نفقات هذا العلاج، فكانت نصيحة أحد الأصدقاء التوجه إلى الجمعيات المعنية بعلاج الأورام.

تم التواصل مع العديد من رموز العمل الأهلي الذين لا ينقطعون عن بث الرسائل الإيجابية عبر الفيس بوك عن البناء والتنمية، ودعم الفقراء والمساكين والمحتاجين، لكن يبدو أن   البعض يفعل الخير فقط على السوشيال ميديا، ويقدم الدعم من خلف الكيبورد، وبمجرد طلب معاونة مريض أو إغاثة محتاج يتراجع الجميع خطوة للوراء، ويختفون فجأة دون مقدمات، وللأسف هذا حال قطاع كبير من المسئولين عن الجمعيات الأهلية التي تصدع رؤوسنا ليل نهار بإعلاناتها حول دعم المرضى والمحتاجين.

بعد إحضار الأوراق الرسمية اللازمة لأحد الجمعيات المسئولة عن رعاية وعلاج مرضى السرطان، لإثبات الحالة الصحية للمريض، والأدوية التي يحتاجها، حصلنا على "كود"، مكون من مجموعة أرقام، طلبت الجمعية الحفاظ عليه، وكأنه الرقم المعتمد لدخول "الجنة"، ومنذ هذه اللحظة، لا حس ولا خبر ولا اتصال ولا سؤال ولا أي شيء، وهذا أكبر دليل على أن هذه الجمعيات "فنكوش"، أغلبها يعمل من أجل الدعاية وجمع الأموال دون أن يكون لها دور حقيقي في دعم الفقراء أو المرضى ومن يحتاجون الرعاية العاجلة.

البعض يقول إن قوائم الانتظار كبيرة، وأن هناك ضغط مستمر على الجمعيات الأهلية المتخصصة في علاج مرضى السرطان تحديداً، لكن هذا مردود عليه، فهناك حالات لا تحتمل التأخير، والإهمال في صرف علاجها يعنى الموت المحقق، خاصة مع وصول المرض إلى مراحل خطرة، لم يعد يستجب معها لوسائل العلاج التقليدية، لذلك قضية قوائم الانتظار ليست أكثر من حيلة يتم الاعتماد عليها في زيادة أعداد الحالات الموجودة على الأرفف، من أجل المتاجرة بها، واستخدامها في الحصول على الدعم والتبرعات من جيوب الناس، وللحديث بقية..

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزمالك يعود إلى تدريباته اليوم استعداداً لمواجهة بتروجت

تفاصيل سقوط تاجر حشيش قبل ترويج بضاعته فى الوراق

تجديد مسلسل The Diplomat لموسم رابع

موعد مباراة الزمالك وبتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

رادار المرور يلتقط 1136 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة


ميدو ينفى مفاوضات الزمالك مع ريفيرو.. ويؤكد: كل ما يثار حول صفقاتنا غير صحيح

احذر.. الولاعات والسجائر الإلكترونية والعطور قد تؤدى إلى انفجار السيارة

هبة مجدي بعد تكريمها من السيدة انتصار السيسي: فرحت من قلبى وأهم تكريم فى حياتى

منتخبات مصر ترسم خارطة المستقبل للكرة المصرية.. أملٌ متجدد وطموحات عالمية

متى تُنظر دعوى الحجر على الدكتورة نوال الدجوى من أحفادها؟


رئيس الحكومة لـ"اليوم السابع": لأول مرة سيتم وضع الموازنة لـ3 سنوات مقبلة

بعد أزمة عبد الرحمن أبو زهرة.. رئيس الوزراء يوجه التأمينات بالتدقيق المستمر

"أصحابه حاولوا ينقذوه وفشلوا".. غرق طالب بالمرحلة الإعدادية فى النيل بدسوق

صبرى عبد المنعم: أنا محارب سرطان وبشتغل وما اقدرش أزعل من حد

فى رسالة إلى المجلس الأحمر .. كولر ينفى الاتفاق مع الأهلى حول الشرط الجزائى

اليوم السابع يطلق أكبر بوابة للمراجعات النهائية لطلاب الثانوية العامة

إنهاء إجراءات الإفراج عن المخرج عمر زهران بعد قضائه نصف المدة

وظائف فى الأردن بمرتبات تصل إلى 22 ألف جنيه شهريا.. رابط التقديم

ديشامب يعلن قائمة فرنسا لنصف نهائي دوري الأمم الأوروبية ضد إسبانيا

فحص عقود بيع 6 فيلات بقيمة 50 مليون جنيه من نوال الدجوى إلى حفيدتيها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى