تقرير: الروبوتات خيار أفضل أقل تكلفة وأكثر أماناً

روبوتات
روبوتات
وكالات
يمكن القول إن إرسال بشر إلى الفضاء انتصار للخيال البشري، وهو إنجاز علمي وأعجوبة هندسية بكل معنى الكلمة، لكن إلى أي حد نحتاج فعلاً إلى وجود بشر في الفضاء؟ وفيما تعزز جهود رواد الفضاء فهمنا للكون، وتلهم أسفارهم الشباب في تخصصاتهم، عندما يتعلق الأمر بالاستكشافات، إلا أن الروبوتات تتفوق عليهم وتفعل ذلك بتكلفة أقل بكثير ومن دون مخاطر على الحياة حسبما نقلت البيان الإماراتية.
 
ويجادل مارتن ريس عالم الفلك البريطاني، ودونالد غولدسيمث عالم الفيزياء الفلكية الأمريكي، اللذان نشرا كتاباً بعنوان "نهاية رواد الفضاء: لماذا تشكل الروبوتات مستقبل استكشاف الفضاء"، أن تكلفة سفر البشر إلى الفضاء تفوق فوائده إلى حد كبير، وأن الروبوتات تمضي لتصبح أكثر قدرة في حين أن الأجسام البشرية لن تفعل ذلك.
 
وحتى هذه اللحظة، إذا أرسلنا مسباراً إلى المريخ، لن يتمكن من تحديد مكان الحفر، لكن في غضون 10 إلى 20 عاماً، فإن الذكاء الاصطناعي الذي يتيح للآلات النظر في حوالي 100 ألف صورة أشعة سيحدد ذلك أفضل من البشر، ومع نوع التكنولوجيا تلك، لن يكون هناك حاجة للبشر، ثم هناك التكلفة المرتفعة للغاية، عدا التذكير بأن عملية إطلاق المكوكات فشلت مرتين من أصل 135، وفيما يستطيع الروبوت أن يقضي ستة أشهر في طريقه إلى المريخ دون أن يستهلك شيئاً تقريباً، يحتاج الإنسان من أجل القيام بتلك الرحلة إلى هواء منتظم وحماية من العواصف الشمسية وغيرها من التأثيرات الصحية، كآثار انعدام الجاذبية على البشر لفترة طويلة.
 
ومن جهة أخرى، مع إظهار بعض الأشخاص الاستعداد للذهاب على نفقتهم الخاصة، قد تكون هناك اصطدامات إن لم يكن مع مركبات بشرية، فعندئذ مع أقمار اصطناعية نستمر في وضعها هناك، وسيكون الفضاء للمغامرين فقط على الرغم من احتمال إقامة مستعمرة بشرية محدودة العدد بنهاية القرن.
 

سلسلة مركبات

وفي اقتباس لكتابهما، ذكرت مجلة "وايرد" البريطانية أن البشر تمكنوا من وضع مركبة جوالة شبه مستقلة على سطح المريخ، هي واحدة من سلسلة متواصلة من المركبات المدارية والهبوطية، التي تضم كاميرات وأدوات لسبر تربة المريخ وإيجاد مسارات حول العوائق، وهذا لم يتمكن مسبار سابق من القيام به.
 
وأشارت إلى أنه منذ أن غادرت مركبة أبولو 17 للقمر في عام 1972، لم يسافر رواد الفضاء أبعد من المدار الأرضي المنخفض، وفي هذا المجال، كانت أعظم الإنجازات التي حققوها مع بعثات الإصلاح الخمس لتلسكوب هابل، التي أطالت عمره لعقود من خلال توفير كاميرات محسنة وأنظمة أخرى، وقد كلفت كل تلك المهام حوالي مليار دولار، فيما تكلفة تلسكوب مكان هابل بلغت مليار دولار أخرى، وكانت إحدى التقديرات قد حددت تكلفة بعثات الإصلاح الخمس بتكلفة بناء سبعة تلسكوبات بديلة.
 
كذلك، تمكن علماء الفيزياء الفلكية من إرسال جميع مراصدهم المحمولة في الفضاء إلى مسافات أبعد أربع مرات من القمر، حيث يستعد تلسكوب جيمس ويب لدراسة مجموعة من الأجسام الكونية؛ وفي المقابل، زارت الروبوتات جميع كواكب الشمس (بما في ذلك بلوتو) بالإضافة إلى مذنبين وكويكب، حيث قامت بتوفير كميات هائلة من البيانات عنها وعن أقمارها، مثل «يوروبا» للمشتري و"انسيلادوس" لزحل.
 
ومع زيادة قدرات الروبوتات والأهمية العلمية لاكتشافاتها، ستكون الكلفة أقل بكثير من رحلة واحدة يقوم بها البشر، وهذه الأخيرة تبقى مستحيلة في العقود القليلة المقبلة باستثناء ربما القمر والمريخ.
 
وفي عام 2020، كشفت وكالة "ناسا" عن "20 إنجازاً من 20 عاماً من العلوم على متن محطة الفضاء الدولية" كان 17 منها يمكن أن تؤديه روبوتات، كإطلاق أقمار اصطناعية صغيرة واكتشاف جسيمات كونية وتوظيف ظروف الجاذبية الصغرى لتطوير الأدوية ودراسة اللهب والطباعة ثلاثية الأبعاد في الفضاء، هذا في حين تعاملت المهمات الثلاث الباقية مع ضمور العضلات وهشاشة العظام أو زراعة الطعام أو التعرف على الميكروبات في الفضاء، أشياء لها أهمية للإنسان في تلك البيئة، لكن بالكاد تشكل سبباً منطقياً لإرساله إلى الفضاء.
 
أما لماذا يتصور كثيرون أن استكشاف الفضاء مجال للمستكشفين البشر وليس الآليين؟ يشير الكتاب أولاً إلى التقاليد: من ماركو بولو إلى يوري غاغارين ونيل ارمسترونغ، كان التصور أن الاكتشاف يتطلب مشاركة مباشرة من البشر، ثم هناك، ثانياً، عامل يتعلق بأن امكانيات واحتمالات التواصل مع البشر هي أكثر استقراراً منها من الآلات، وثالثاً حب المغامرة، فاكتشاف الفضاء بقيادة البشر يعد مصدراً للإلهام، إذ يتخيل الأطفال الذهاب إلى الفضاء ويزيد اهتمامهم بالعلوم، وهم يتلقون أيضاً تحفيزاً مستمراً من أفلام الفضاء.
 
وتوفر حقوق الملكية دافعاً رئيسياً، إذ يبدو أن الدول الحديثة مستعدة لتأكيد مطالباتها بأجزاء من القمر، وعلى الأخص فوق "ذروة النور الأبدي" بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، حيث تشرق أشعة الشمس على الدوام، وتشمل المنافسة إنشاء مستعمرات قمرية أو تعدين القمر.
 
ومع الملكية تأتي الرغبة في الثورة، حيث يحلم رواد الأعمال في الحصول على مواد نادرة ومفيدة من نظير الهيليوم النادر إلى عناصر الأرض النادرة المتوفرة فقط من عدد قليل من المواقع وبشكل أساسي في الصين، التي أصحبت ضرورية لمنتجات مثل الهواتف المحمولة والسيارات الكهربائية والطائرات المقاتلة، واللافت أنه باستثناء الهيليوم 3 المدفون في تربة القمر، فإن بعض الكويكبات تقدم فرصاً واعدة أكثر لمثل هذا التعدين.
 
وبغض النظر عن الموقف من قضايا الملكية والثورة، فإنه يمكن القيام بها بنجاح باستخدام الآلات، وهذا ينطبق أيضاً على الأنشطة العلمية مثل بناء تلسكوب بشكل أكثر كفاءة وأرخص بكثير من البشر على الجانب البعيد من القمر.
 
لكن في المستقبل المنظور، ما بين 10 أعوام أو أكثر، لن تكون المغامرات البشرية في الفضاء سياحة روتينية، فقد تحطم مكوك الفضاء مرتين من أصل 135 عملية إطلاق، وخطر الموت نسبته 2% تقريباً، لكن مغامرين من القطاع الخاص سيقبلون بكل سرور على هذه المغامرة، حتى أنه سيكون هناك متطوعون لرحلات باتجاه واحد إلى المريخ، مع إدراك أن الاكتشافات العلمية وبناء الهياكل الكبيرة والتقنيات التي في الفضاء، يمكن أن تتم بتكلفة أقل وبفعالية أكبر عن طريق الروبوتات دون أي خطر على حياة البشر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ليفربول يبدأ رحلة الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي ضد بورنموث الليلة

حصاد تاريخي من الألقاب لـ فابيان رويز مع باريس سان جيرمان ومنتخب إسبانيا

عمر مرموش يتصدر أغلى اللاعبين الأفارقة في الدوري الإنجليزي الموسم الجديد

اندلاع حريق فى محطة نووية برومانيا

مواعيد قطارات خط القاهرة أسوان والإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15-8-2025


أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

أعظم العسكريين بالتاريخ الفرعونى.. تمثال الملك تحتمس الثالث بمتحف الغردقة

موعد مباريات اليوم الجمعة 15 -8 -2025 في الدورى المصرى

ورطة نتيناهو تنسف وهم "إسرائيل الكبرى".. فشل تمديد استدعاء قوات الاحتياط فى جيش الاحتلال.. ائتلاف نتنياهو يفشل فى تأمين الأغلبية للتصويت على تمديد الخدمة.. انتقادات للحكومة وضباط يرفضون الامتثال للخدمة العسكرية

غدا.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى 2025


جدول ترتيب هدافى الدورى الممتاز.. عبد الرحيم دغموم ينفرد

الشيبي رجل مباراة بيراميدز والإسماعيلي بدروي Nile

رقم قياسي لـ مصر في حضور الجماهير بمونديال ناشئي اليد رغم وداع البطولة.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى