اليوم الثانى لمؤتمر "سلام".. المفتى: "الإرهابية" تحاول إيجاد كيانات لها فى كل المجالات منذ نشأتها.. محمد البشاري: تطبيق فكرة الدولة بمنظور الجماعات المتطرفة مستحيل.. ومشارك: الغربُ يغفل أهميةَ الخطابِ الديني

مؤتمر مركز سلام التابع لدار الإفتاء المصرية لمواجهة التطرف
مؤتمر مركز سلام التابع لدار الإفتاء المصرية لمواجهة التطرف
كتب لؤى على

 

لليوم الثانى واصل مؤتمر"التطرف الديني: المنطلقات الفكرية، واستراتيجيات المواجهة" الذي نظَّمه مركز سلام التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وقال الدكتور شوقي علام إن موضوع التطرف من الموضوعات المهمة التي يجب أن نهتم بها، مضيفًا أن جماعات الإخوان الإرهابية تحاول إيجاد كيانات رسمية ومشروعة لها في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية منذ نشأتها في سنة 1928م.

 

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح جلسة "الدولة الحديثة عند المتطرفين: عرضٌ ونقد"، التي ألقاها بصفته رئيسًا للجلسة في مؤتمر "التطرف الديني: المنطلقات الفكرية، واستراتيجيات المواجهة" الذي نظَّمه مركز سلام التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم.

 

وفى بداية الجلسة قال الدكتور رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة محمد بن زايد: لدينا من القرن التاسع عشر تصوران للدولة الحديثة؛ أولهما لرفاعة رافع الطهطاوي في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وثانيهما لخير الدين التونسي من ستينيات القرن التاسع عشر.

 

 مضيفًا أنَّ كلا التصورين فرنسي النموذج، ورسم الطهطاوي أولهما في قصة رحلته التعليمية والاستطلاعية لباريس بعنوان: تخليص الإبريز في تلخيص باريز، بينما رسم خير الدين التونسي ثانيهما في كتابه: "أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك".

وأضاف: إنَّ معارف العرب والمسلمين ما تغيَّرت بشأن الدولة الحديثة ومؤسساتها وشروط قيامها واستمرارها، إنما الذي تغيَّر هو الوعي بها لدى الجماعات الإسلامية الجديدة، فالمتطرفون هم الذين يربطون مشروعيتها بتطبيق الشريعة.

 

وشدد على أنَّ نظام الدولة الحديثة هو نظامٌ عالميٌّ لا يمكن التخلي عنه أو الخروج عليه إذ من طريقه تتحقق المصالح الضرورية للناس. وإذا قيل: لكنَّ النظام العالمي ظالم؛ وهذا ممكن، إنما العمل على إصلاحه هو جهدٌ عالميٌّ أيضًا، وكما أننا جزءٌ من النظام العالمي فنحن ينبغي أن نكون جزءًا من مبادرات وجهود إصلاحه.

 

واختتم السيد كلمته قائلًا: فلنناضل من أجل استعادة السكينة في الدين، واستنقاذ تجربة الدولة الوطنية، وتصحيح العلاقة مع العالم. نحن لا نريد إخافة العالم، ولا الخوف منه، وإنما نريد أن نكون بالدولة الوطنية الحديثة، جزءًا منه ونشارك في سلامه وتقدمه.

من جهته قال الدكتور فيصل بن معمر المشرف العام على مركز سلام للتواصل الحضاري: إنَّ من المتطلبات الضرورية لعلاج التطرف لا بد من توافر إرادة وإدارة لهذا الملف سياسيًّا وأمنيًّا، وكذلك لا بد من تحديد علاقة السياسة بالدين.

 

وأضاف أنه بعد أحداث سبتمبر 2001م ظهرت بقوة مصطلحات المواجهة بين الإسلام والغرب، وقد صدرت العديد من الإصدارات الكثيرة الصادرة من مراكز البحوث حول هذا الموضوع.

 

واختتم كلمته بعرض تجربة مركز سلام للتواصل الحضاري بتدريب أكثر من 150 شابًّا وشابة ممن يجيدون ثلاث لغات على نشر قيم تعزيز المشترك وقبول الآخر، موصيًا بضرورة الاهتمام بذلك في مناهج التعليم.

 

في الإطار ذاته قال الدكتور محمد البشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة: إن التطرف الديني شكَّل مدرجًا حامي الوطيس انطلقت من زواياه المتعرجة الكثير من الانحرافات المرتبطة بالوعي والإدراك، مما لعب دور البطولة في استمرار مسلسل المنطلقات الفكرية والاستراتيجيات الموجهة، في سياق بعيد كل البعد عن مقاصده الدقيقة.

 

جاء ذلك خلال كلمة له بعنوان "الدولة الحديثة عند المتطرفين.. عرض ونقد" ألقاها في مؤتمر "التطرف الديني: المنطلقات الفكرية، واستراتيجيات المواجهة"، الذي نظمه مركز سلام التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، مضيفًا فضيلته أن الضبابية قد شابت قضية تفسير أو توضيح "إسلامية" الدولة، إذ فسرت الجماعات الإسلامية ذلك بعدَّة أشكال، تنوَّعت بين تفسيرها على أساس أصلها من النص المقدس "القرآن الكريم"، أو إحالتها إلى تفسيرات وتأويلات وقراءات وشروحات القرآن الكريم، مع الاستعانة بما فاضت به السنَّة النبوية الشريفة من أحاديث. أما الدولة الحديثة، فهي تمثل النموذج الحديث للبناء المشبع بآخر التطورات والنتيجة الملموسة لتسلسل تطوري بُني على نماذج قديمة، واستمرَّ في الإضافة عليها، فهي امتداد لا يمكن فصله كنموذج متفرد الجوانب والأساسات.

 

ولفت البشاري النظر إلى أن مفهوم الدولة والدولة الحديثة قد حمل من الاختلاف، والتعدد، والتنوع الكثير، تبعًا لما يصاحبها من طريقة تحليل هذه الظاهرة، إلا أنَّ هذا المفهوم لدى الجماعات المتطرفة، اتَّخذ مسارًا مشابهًا لدلالاتهم الاصطلاحية الأخرى من حيث تطويعها المفضي لإبراز اتجاههم الفكري، والانتصار له دون غيره، موضحًا أن مجمل الدراسات والفلسفات التي تُنعم النظر في البناء الدولي، وما يدور حوله، اتفقت مجمعةً على أن الدولة مدنية الطابع، وديمقراطية بسلطة بشرية مسئولة، تعلي من مكانة العقل، وتبحث في مساقات المصلحة الإنسانية المشتركة، وتركز على ديمومة عقد اجتماعي متين، يحترم كل ما فيه من أسس وقواعد تكفل حقوق الأفراد، وتسمح بتأدية واجباتهم على أمثل وجه في إطار الدولة الوطنية.

 

وشدَّد على أن تطبيق فكرة الدولة التي ترسمها بعض الجماعات المتطرفة، وبخاصة "المتأسلمة" منها، تبدو مستحيلة التحقق، لا سيما أنها تعتمد على أساسات "غير دقيقة"، ومفاهيم مغلوطة.

 

وأوصى الدكتور البشاري بضرورة مناقشة كافة السيناريوهات المحتضنة للتطرف، وفهم دوافعه التبريرية وتفكيكها، والعمل على عقد حوار غايته الكبرى الإفهام وتوسيع الدائرة الإدراكية لما يقف وراء ذلك الفكر المتطرف، وتبيان هشاشته وزيف دعاماته.

 

فيما تحدث الدكتور لورينزو فيدينو، مدير البرنامج المعني بالتطرف في مركز الأمن الإلكتروني والوطني بجامعة جورج واشنطن، عن خطورة الفكر لما له من أهمية محورية، ويعد سببًا أساسيًّا لجميع أشكال التطرف، مشيرًا إلى إن الغرب يتحدث عن أن الإعلام هو السبب فيما يرجع المثقفون الأمر للفقر والتمييز، لكننا نعلم أن هذه عوامل فرعية وليست الأسباب الأساسية ونحن في الغرب نستبعد قوة الفكرة.

 

وأضاف أن الأفعال تنتج عن الأقوال التي تؤدي إلى العنف، ونحن في الغرب نخشى من تناول الإسلام بالتحليل خشية الاتهام بالإسلاموفوبيا، حيث يغفل الغرب أهمية الخطاب الديني وأهمية استخدام المصطلحات الإسلامية الرصينة مثل الجهاد بالكلمات: حيث لا يستخدم أحد في الغرب تلك اللغة، لافتًا النظر إلى أن هناك أسبابًا عديدة أدت إلى  هذه الأمور الثلاثة، لكن أهم ما في الأمر هو دور الإخوان المسلمين، الذين يحتكرون النقاش ويتهمون أي شخص بالإسلاموفوبيا والعداء للإسلام، لذلك نحتاج إلى مساعدتكم؛ لأنكم تستطيعون قول أشياء لا أستطيع التكلم بها، أشياء تمنح القوة للناس للوقوف ضد التطرف والإرهاب وفهم الإسلام بشكل أفضل.

 

وينعقد مؤتمر سلام لدراسات  التطرف الديني  المنطلقات الفكريه.. واستراتيجية المواجهة الذي ينظمه مركز سلام لدراسات التطرف  التابع لدار الافتاء المصرية في الفترة من 7-9 يونيو الجاري تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وبحضور عالمي يضم مفتي الدول الإسلامية وعلماء المسلمين من جميع أنحاء العالم.

 

IMG-20220608-WA0024
 جانب من مؤتمر السلام 

 

IMG-20220608-WA0020
مؤتمر السلام 
 
 
IMG-20220608-WA0025
جانب من المؤتمر 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فرقة عبد الحليم نويرة تحيى حفلا غنائيا فى الأوبرا 11 سبتمبر المقبل

نجم يظهر فى السماء يعلن بداية العد التنازلي لصيف 2025.. تفاصيل

بعثة رجال طائرة الزمالك تتوجه إلى الإمارات اليوم للمشاركة فى دورة ودية

سماع دوي انفجار ضخم في العاصمة السورية دمشق

إعادة تقييم مسلسل Dexter وإلغاء الحلقة التمهيدية.. اعرف الحكاية


سيدة تلاحق زوجها بدعوى طلاق للضرر بسبب أجر المسكن.. تعرف على التفاصيل

باريس تستدعي السفير الأمريكي لدى فرنسا.. وصحيفة: يسير على خطى نتنياهو

سقطة جديدة للإخوان.. أحزاب: محاولات الإرهابية التظاهر أمام السفارات المصرية إفلاس سياسى ومحاولة فاشلة لتصدير صورة سلبية عن الدولة المصرية..ونواب: مصر قادرة على صد أى اعتداء ومواصلة جهودها لدعم غزة رغم المضللين

تفاصيل التحقيق مع 4 عاطلين بتهمة الإتجار فى المواد المخدرة

حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025 فى مصر


جوناثان ديفيد يسجل أول أهدافه ويقود يوفنتوس لانتصار ثمين على بارما 2 - 0

كهربا يودع جماهير الاتحاد الليبي بعد الانتقال للقادسية

الزمالك يقدم تظلم لوزارة الإسكان على سحب أرض أكتوبر

24 لاعبا فى قائمة بيراميدز استعدادا لمواجهة مودرن سبورت

منتخب مصر تحت 17 عامًا يفوز على السعودية للمرة الثانية

أخبار مصر.. انخفاض بدرجات الحرارة غدا والعظمى بالقاهرة 35 درجة والإسكندرية 32

لماذا تسقط الشهب والنيازك بفعل الجاذبية الأرضية ولا تسقط الأقمار الصناعية؟.. هل كلما ابتعدنا عن كوكب الأرض بمسافة يمكن أن نرى أحداث الماضي؟.. أستاذ فيزياء فلكية يرد على المغرمين بعلوم النجوم

انفجارات تهز العاصمة اليمنية صنعاء جراء غارات إسرائيلية مكثفة

التحقيق فى اتهام شاب للتيك توكر علاء الساحر بالاحتيال بزعم الاستثمار فى عملات رقمية

الاستماع لأقوال أفراد أسرة شاب فقد حياته بسبب المخدرات فى الطالبية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى