سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 9 يونيو 1839.. محمد على باشا لابنه وقائد جيوشه إبراهيم : «العدو العثمانى تجاوز كل حد معقول ويبذر بذور الفتن ذات اليمين وذات الشمال»

محمد على باشا
محمد على باشا
سعيد الشحات
زحف الجيش العثمانى بقيادة «حافظ باشا» إلى الأراضى السورية، وعبر نهر الفرات فى 17 مايو 1839، وعسكر فى ضواحى «نصيبين» وهى بلدة واقعة فى الأراضى العثمانية، لكنها على مسيرة ساعات قليلة من الحدود التركية السورية.. يذكر «داود بركات» فى كتابه «البطل الفاتح إبراهيم»، أن حافظ باشا أرسل قوة من الفرسان احتلت بعض القرى السورية، وتقدم القائد العثمانى الثانى «سليمان باشا»، واحتل قرى «عينتاب» حول القلعة المعسكرة فيها الحامية المصرية، ثم أخذ القواد العثمانيون يحرضون السوريين على الثورة ضد إبراهيم باشا قائد الجيش المصرى، ويوزعون عليهم السلاح والذخائر والمال.
 
استهدف هذا التحرك العثمانى استرداد الشام من حكم محمد على باشا، والذى بدأ منذ 1831 بانتصارات الجيش المصرى بقيادة إبراهيم باشا فى عكا ودمشق وحمص وبعلبك، وغيرها، وفى عام 1833 انعقدت اتفاقية «كوتاهية» للهدنة بين محمد على والدولة العثمانية، لكن استعدادات الطرفين كانت تتم لاستئناف القتال، حسبما يؤكد الدكتور عبدالرحمن زكى فى كتابه «التاريخ الحربى لعصر محمد على الكبير»، ويذكر عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «عصر محمد على»، أن تركيا كانت تزداد تحفزا لتجريد جيشها على سورية، ولم يكن غرضها استرداد سورية فحسب، بل كانت ترمى إذا ما ظفرت بالجيش المصرى أن تستمر فى زحفها حتى تغزو مصر».
 
تذكر الدكتورة لطيفة سالم فى كتابها «الحكم المصرى فى الشام «1831 -1841»، أنه مضى العمل المكثف ضد الإدارة المصرية فى الشام، وتحولت القنصليات الأجنبية لبؤرة نشاط فى هذا المجال، وكانت بريطانيا صاحبة التحرك الأكبر فى هذا الصدد، ووضعت ثقلها لإسقاط عرش محمد علي، وجاء اللقاء الحربى بين الطرفين فى «نصيبين» 24 يونيو 1839، وذلك عندما تحركت القوات العثمانية لاسترداد الشام بقوة السلاح إلا أن النصر كان لإبراهيم.
 
يرصد «عبدالرحمن زكى» الحوادث الممهدة لمعركة «نصيبين»، ومن بينها رسالتين،الأولى من «إبراهيم باشا» إلى «حافظ باشا» يوم 8 يونيو 1839، والثانية من «محمد على باشا» إلى ابنه إبراهيم فى 9 يونيو، مثل هذا اليوم، 1839.. فى الرسالة الأولى، كتب «إبراهيم» إلى «حافظ»: «إذا كنتم يا صاحب السعادة تلقيتم الأمر بإعلان الحرب فما فائدة الاسترسال فى بث الدسائس وتحريك الفتن، وإذا كنتم تودون القتال فهلموا إلى ميدانه بصراحة وإقدام وأملى ألا يفوتكم فى هذه الحالة أن تعرفوا أنكم تقاتلون أبطالا لايعرف الخوف سبيلا إلى قلوبهم، أما الدسائس التى تمضون فى تدبيرها فإنها ليست مما يطاق احتماله طويلا»، ورد حافظ باشا على هذا الكتاب بعبارة منمقة، ولكنه حاذر أن يبدى رأيا صريحا.
 
أما رسالة محمد على إلى ابنه إبراهيم فى 9 يونيو 1839، فقال فيها: «إن اعتداء العدو علينا قد تجاوز كل حد معقول، وإذا ما عثرنا عليه بعد ذلك عز علينا أن نوقفه لأنه يبذر بذور الفتن ذات اليمين وذات الشمال، وكلما صبرنا عليه رغبة منا فى عدم معارضة رغبات الدول الكبرى زاد عدونا توغلا فى بلادنا، وزادت الأمور تحرجا، وتلك حال ترغمنا على العمل، فعلينا أن نرد هجومه بهجوم مثله، ولما كان العدو هو المعتدى فإن الدول لن تلقى علينا التبعة، فنصيحتى إليك أن تبادر عند وصول رسالتى إلى يديك بالهجوم على جنود العدو الذين دخلوا أرضنا، وألا نكتفى بإخراجهم منها، بل عليك أن تزحف على جيش العدو الأكبر وتقاتله، وبعون الله إذا وفقت النصر فاستمر فى تقدمك إلى مالطية وخربوط وأورفا وديار بكر».
 
يؤكد «زكى» أن ما جاء فى هذه الرسالة كان أمرا صريحا لإبراهيم بالهجوم وهو ما حدث يوم 24 يونيو 1839 وتحققت فيه هزيمة الترك .. يذكر زكى، أن إبراهيم اتجه إلى خيمة القائد التركى حافظ باشا فى المعسكر ليكتب رسالته إلى أبيه، وجاء فيها: «أكتب هذه الأسطر تحت خيمة حافظ باشا، التى لم ينقل العدو شيئا مما كانت تحتويه، وقد استولينا على الأمتعة والمهمات والمدافع والخزانة، وأسرنا عددا عظيما من الجنود، وإنى أود أن اقتفى أثر الأعداء ولكنى لا أجد منهم أحدا، وكان تفرق الجيش العثمانى أشتاتا وفراره بسرعة لم نستطع معها إدراكه بعد معركة دامت ساعتين فقط.. كان هجومنا عليه من جميع النقط معا، كان أحمد باشا المنكلى على قيادة ميمتنا، وسليمان باشا على قيادة الميسرة، أما القلب فكنت أتولى قيادته، وكانت نيران مدفعيتنا حامية جدا، وأعاد هذا الفوز السريع إلى ماكنت عليه فى سن العشرين من النشاط والإنشراح والقوة.
 
يذكر زكى، أن الهزيمة حلت بجيش السلطان العثمانى، وأصبح إبراهيم باشا بعد معركة نصيبين سيد الأناضول، وأصبح الطريق مفتوحا أمامه إلى استانبول.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

بي اس جي ضد الريال.. مشوار عملاقي أوروبا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية

الطقس اليوم الأربعاء 9-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

انطلاق خامس أيام الترشح لمجلس الشيوخ.. اعرف المستندات المطلوبة

المتهمان بسرقة الشقق: بنسرقها بأسلوب التسلق


محاولات لإنهاء أزمة سيف الجزيرى في الزمالك

طائرة الريال تهبط فى نيويورك بعد تأخرها بسبب العاصفة وإلغاء مؤتمر ألونسو

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

مبابي ضد باريس سان جيرمان في قمة تصفية الحسابات بمونديال الأندية

للأزواج.. إجراء بمحكمة الأسرة لو زوجتك طالبتك بنفقات غير مستحقة


ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

غادة عبد الرازق ترد على اتهامها بالنصب وتتخذ الإجراءت القانونية

رجال الحماية المدنية بالجيزة يشاركون فى إخماد نيران سنترال رمسيس.. صور وفيديو

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

رئيس المخابرات الفرنسية: تقييم أولي يفيد بتضرر كل مكونات البرنامج النووي الإيراني

بطل من الحماية المدنية.. مدير إدارة عمليات يصعد على السلم ليساعد في إخماد حريق سنترال رمسيس

فيفا يرد علي استفسار الاسماعيلي بشأن أزمة القيد

‌مصر تطلق أول برنامج لمكافحة نواقل الأوبئة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى