مرکز تريندز للبحوث: جماعات التطرف أدركت مبكرا أهمية الإنترنت فى تحقيق أهدافها

 الدكتور محمد العلي الرئيس التنفيذي لمرکز تريندز للبحوث والاستشارات
الدكتور محمد العلي الرئيس التنفيذي لمرکز تريندز للبحوث والاستشارات
كتب لؤى على
أعرب الدكتور محمد العلى، الرئيس التنفيذى لمرکز تريندز للبحوث والاستشارات عن سعادته بالمشاركة فى هذا المؤتمر العلمى العالمى الذى تستضيفه أرض مصر، قلعة العرب وحصنهم وصمام أمان المنطقة كلها، موجهًا خالص الشكر والتقدير إلى راعى هذا الحفل الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وإلى دار الإفتاء المصرية وعلى رأسها  الدكتور شوقى علام، ومركز سلام على هذه الدعوة للمشاركة فى هذا المؤتمر المهم، الذى يناقش موضوعًا بالغ الحيوية، وهو موضوع التطرف الدينى.
 
جاء ذلك خلال كلمة له ألقاها فى افتتاح الجلسة الرابعة "مواجهة التطرف فى العصر الرقمى" بمؤتمر "التطرف الدينى.. المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة" الذي ينظمه مركز سلام التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، مضيفًا أن التطرف الديني يشغل العالم كله اليوم، شرقًا وغربًا، وأضحى مصدرًا أساسيًّا من مصادر تهديد أمن وسلام واستقرار ورفاهية كثير من الشعوب والمجتمعات.
 
وأثنى على مجهودات مركز سلام الذي استطاع أن يجمع نخبة من الباحثين من مختلف دول العالم، مشيدًا بالعديد من المداخلات والكلمات المهمة التي أَثْرَتِ النقاش وولَّدت الأفكار على مدى جلسات اليوم الأول التي ألقت الضوء على كثير من جوانب هذه الظاهرة وأبعادها، وطرحت أفكارًا قيمة لكيفية التفاعل معها ومواجهتها.
 
ولفت الدكتور العلي النظر إلى أن جماعات التطرف أدركت مبكرًا أهمية شبكة الإنترنت في تحقيق أهدافها؛ فما توفره هذه الشبكة المترامية الأطراف من قدرات هائلة وغير مسبوقة على التواصل مع الأفراد والمجتمعات، يساعد هذه الجماعات في نشر فكرها الضال والمضل، واستقطاب وتجنيد أتباع وعناصر جدد، وإيصال الرسائل والتعليمات إلى الأعضاء في مختلف دول العالم، بالإضافة إلى الحصول على الموارد المالية والدعم اللوجستي.
 
وشدَّد على أننا في حاجة إلى استراتيجية متكاملة الأركان من أجل تحقيق هذا الهدف؛ فعلى سبيل المثال، بذلت كبرى شركات التكنولوجيا، مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب" وغيرها، جهودًا مهمة في مواجهة التطرف الرقمي، من خلال إغلاق العديد من المواقع والصفحات التابعة لحركات التطرف، لكن دائمًا ما تجد هذه الحركاتُ السبلَ التي تتمكَّن من خلالها من التحايل على هذه الجهود، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى وجود تلك الاستراتيجية التي تستهدف بالأساس تحصين المجتمع بأكمله ضد هذه الحركات وما تروجه من أفكار على الشبكة العنكبوتية.
 
وأوضح د. العلي أن هناك العديد من الأبعاد التي ينبغي أن تشملها أي استراتيجية مقترحة لمواجهة التطرف في العصر الرقمي، لكنه سيركز على ثلاثة أبعاد رئيسية يراها متكاملة، ويمكنها أن تحقق النتيجة المرجوة، أولها البعد الأمني: ونعني به الجهود المبذولة من أجل تتبع وحذف أو حظر المحتوى والمواقع والحسابات الإلكترونية التي تحضُّ على التطرف والكراهية، أو تمجِّد أعمال العنف والإرهاب.
 
وأردف : وثاني هذه الأبعاد هو البعد التربوي والتعليمي: يستهدف هذا البعد تحصين النشء ضد مخاطر التطرف في الفضاء الرقمي، وذلك من خلال تربية أفراد يمتلكون شخصية قادرة على إدراك خطورة التطرف، سواء على أنفسهم أو على مجتمعهم ككل.
 
وثالثها البعد الفكري: يستهدف هذا البعد تحصين المجتمع فكريًّا ضد التطرف، من خلال غرس بعض القيم الأساسية فيه؛ مثل الانفتاح، وقبول الآخر، ونبذ الكراهية، وتوعيته بخطورة ما يروِّجه المتطرفون من أفكار ضالَّة، وكشف مخططاتهم وأهدافهم الحقيقية الساعية إلى تدمير الدول والمجتمعات وخرابها.
 
واختتم كلمته باستعراض تجربة "مرکز تريندز للبحوث والاستشارات" الذي يعمل بصورة نشطة في هذا المجال، ويدعم بقوة الجهود المبذولة الهادفة إلى محاربة التطرف على المستوى الفكري، وخاصة في العالم الرقمي، حيث يعكف المركز على إعداد موسوعة تتكون من 35 كتابًا تتناول جماعات الإسلام السياسي، وفي القلب منها جماعة الإخوان الإرهابية، تستهدف تفكيك خطاب هذه الجماعات وأهدافها وفضح مخططاتها، وقد أصدر مركز "تريندز" سبعة كتب منها حتى الآن، وترجمها إلى ست عشرة لغة من اللغات العالمية المهمة، كما ينشر على موقعه الإلكتروني أوراقًا بحثية ودراسات يكتبها متخصصون في مجال الإسلام السياسي عمومًا والتطرف والإرهاب خصوصًا، وينظِّم فعاليات عديدة يستضيف خلالها متخصصين وعلماء دين لتناول هذه القضية، ويجري أيضًا استطلاعات رأي ترصد توجهات المجتمعات تجاه تلك الجماعات.
 
كما شدَّد على أهمية تفعيل دَور المؤسسة الدينية الرسمية في معركة الأمن الفكري، ولا سيما مواجهة التطرف الرقمي؛ إذ إن هناك ضرورة قصوى لأن يكون لهذه المؤسسة وجود فعال في العالم الرقمي، تسعى من خلاله إلى توظيف المواقع الإلكترونية عمومًا، ووسائل التواصل الاجتماعي خصوصًا، في تفنيد ودحض دعاوي المتطرفين وحججهم، وذلك عبر إصدار الفتاوى وتوضيح تعاليم الدين السمحة، والأحكام الفقهية في القضايا الخلافية، بالإضافة إلى نشر الوسطية والفكر المعتدل وقيم التسامح وقَبول الآخر والحوار، ونبذ التعصب والكراهية بأسلوب عصري يقبله الشباب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

الدستورية: الشروط غير المألوفة في عقود هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة تضفي عليها الصفة الإدارية

الرئيس السيسى: استقرار ليبيا جزء لا يتجزأ من استقرار مصر ومهتمون بإعادة إعمارها

الرئيس السيسى يؤكد على أهمية الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها

هل يكون وسام أبو علي اللاعب رقم 8 فى قائمة الراحلين عن الأهلى؟

اختبارات القدرات 2025.. الأوراق المطلوب تقديمها عند أداء الاختبار بالكلية


البرتغال تودع جوتا اليوم.. وليفربول يخصص رحلة جوية لحضور الجنازة

مصرع شخصين وإصابة آخر فى حادثى سير بسوهاج

ريال مدريد يواجه دورتموند فى قمة أوروبية على بطاقة نصف نهائى مونديال الأندية

باريس سان جيرمان يتحدى بايرن ميونخ فى نهائى مبكر بمونديال الأندية

ملخص وأهداف مباراة بالميراس ضد تشيلسي فى كأس العالم للأندية 2025


المحكمة الدستورية تفصل بعد قليل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

بالميراس ضد تشيلسي.. بالمر يفتتح أهداف البلوز بالدقيقة 16 "فيديو"

إنريكي: مباراة بايرن ميونخ صعبة.. وهدفنا التتويج بلقب مونديال الأندية

حر لا يطاق.. حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت 5 يوليو 2025 فى مصر

إيهاب توفيق يرقص مع محمد لطفى فى حفل زفاف ابنة محمد فؤاد (صور)

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى