عيد الأضحى فى حلايب وشلاتين شكل تانى.. تجميع الأضاحى بمكان مخصص للذبح.. علامات برقاب الحيوانات لمعرفة مالكها.. أحد الشباب: "بنقسم اللحمة ونوزعها على الفقراء.. أبو عبيدة: ندخل إلى قلب الصحراء لإعطاء غير القادرين

تختلف العادات والتقاليد من مكان لآخر، وتتحكم فى أغلب العادات والتقاليد طبيعة المكان، حيث تتنوع العادات فى المجتمعات المصرية المختلفة فى المناسبات المختلفة، وتزامنا مع عيد الأضحى المبارك لقبائل حلايب وشلاتين عدة عادات وتقاليد مميزة فى الأعياد يتبعها أهالى المنطقة ويتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل.

تجمع الأهالي في المناسبات

من أهم تلك العادات والتقاليد فى ذبح الأضاحى، اختلاف طريقة الذبح فى حلايب وشلاتين وتوزيع لحومها، حيت يلتزم المضحون بأن تكون عملية التوزيع مطابقة للسنة النبوية، فيتم تجميع الحيوانات المعدة للذبح كأضاحى من الجمال والأغنام والماعز فى مكان واحد واسع "المذبح"، وعادة ما يقع وسط القرية، حيث تسبق عملية الذبح بأسابيع وضع علامات من القماش الملون فى رقاب هذه الحيوانات لمعرفة مالكها .

كما يتم تقسم الأضاحى على 3 أقسام متساوية بالعدل، وأن عملية التجميع لحيوانات الأضاحى تتم فور الانتهاء من صلاة وخطبة العيد، ويتجمع شيوخ القبائل وأهالى القرية جميعا من الفقراء والأغنياء لتبادل التهانى بالعيد، ثم تبدأ عمليات الذبح من خلال عدد من أبناء القبائل المدربين على الذبح.

ذبح الاضاخي

من جانبه، قال ابو عبيدة الشناوى من شباب الشابتين إنه عند الانتهاء من ذبح الأضاحى فى العيد يتم تجميع اللحوم من كل نوع، وتقسيمها على ثلاثة أقسام، ثم تبدأ عملية التوزيع من خلال اختيار 3 من كبار شيوخ القبائل ويبدأ التوزيع بتحديد الثلث الأول للفقراء من أبناء القرية الذين لا يستطيعون التضحية، والثلث الثانى لأصحاب الأضاحي، ثم الثلث الثالث والأخير لأقارب أصحاب الأضاحي.

وأكد الشناوى أن الهدف من ذلك التجمع هو زيادة الروابط بين أبناء القرية وباقى القبائل، وحتى يحصل الجميع على لحوم متنوعة من الجمال والأغنام والماعز، مؤكدا أن شيوخ القبائل يرسلون مندوبين من الشباب إلى التجمعات البدوية البعيدة فى الأودية الصحراوية البعيدة لتوزيع لحوم الأضاحى عليهم بالإضافة إلى توزيع جزء من اللحوم على الموظفين والمدرسين المغتربين الذين يعملون بالقرية.

وتابع : أن عقب الانتهاء من الذبح والتوزيع يبدأ يجتمع شيوخ القبائل مع الشباب ويتم تجهيز الغذاء من وجبة السلات الشهيرة فى حلايب وشلاتين وهى عبارة عن شوى لحم على الأحجار الصوان أو قطع الجرانيت. 

يشتهر أهالى حلايب وشلاتين بعدة أكلات مرتبطة بشكل كبير بطبيعة المنطقة الجبلية يتناولونها فى الأعياد والمناسبات المختلفة، منها "السلات" وهى عبارة عن شواء اللحم الضانى بعد تصفية العظم منه على نوع من الحجارة، وهى حجارة البازلت التى يتم وضعها على طبقة من الجمر ويطهى من لحوم الضانى المرتبطة بعيد الأضحى.

وتعد "السلات" من أشهر وأشهى الأكلات فى حلايب وشلاتين، وأشهى طبق فى عيد الأضحى المبارك لأهل المنزل ويقدم للضيوف، حيث تبدأ عملية تجهيز وجبة السَّلات، بعد ذبح الأضحية ويتم وضع اللحم على البازلت بعد تقطيعه شرائح لضمان، وتسويته بشكل جيد ثم يقلب على البازلت حتى تنضج. 

ذبح الاضاحي في العيد بحلايب وشلاتين

ويتم تجهيز المكان المخصص لإعدادها من خلال جمع أحجار البازلت وغسلها ومن ثم إشعال الفحم والحطب أسفلها وعند اشتعال النار توضع أحجار البازلت فوق الفحم حتى يتحول إلى جمر، ويجمع أهالى المنطقة الأخشاب والأعشاب والأغصان الجافة لتسوية السلات ويتم تقليبها لمدة ساعة مع إضافة قليل من الملح والليمون وسميت "سلات"، ويوجد أمام كل منزل موقد لإعدادها.

وتكون التهنئة بالعيد فى حلايب وشلاتين بطريقة قبائل البجا، حيث عقب انتهاء الصلاة اسمه جملة "أيد هوى شبوبنا" وتعنى عيد سعيد بلهجة قبائل البجا، والتى ينتمى إليهم قبائل البشارية بحلايب وشلاتين .

ويتناول أهالى حلايب شلاتين قبل صلاة العيد وعقب الصلاة مشروب الجبنة وهى عبارة عن قهوة بالزنجبيل، كذلك من عاداتهم تجمع  النساء فى مكان والرجال فى مكان آخر ويتناولون وجبة الغذاء التى تحتوى على لحم الأضحية والمطهية بطريقة السلات. 

وتحرص النساء على عمل خبز الجابورى على الساج وهو الخبز الرسمى للمنطقة وهى عبارة عن دقيق وماء ويعجن ثم توقد نار على الأرض لتسخن الأرض ثم يطب بالعجينة على خشبة صلبة ويتم إظهار الوقود من الأرض السخنة ويوضع الفحم الموجود على الجانب الآخر على العجينة لمدة ثوان حتى لا تحترق العجينة ثم تدفن العجينة بالأرض السخنة مع وضع بعض الوقود المفحم عليها  لمدة حوالى نصف ساعة ويتم إخراجها مرة ثانية من الوقود ومن الأرض السخنة وتقليبها على الجانب الثانى ودفنها فى الأرض السخنة وتركها لمدة ربع ساعة ثم إخراجها على منديل نظيف أو قطعة قماش ليتم أكله طازجا.

ضهي لحوم الأضاحي