الاقتصاد الكورى الجنوبى يجابه تداعيات الأزمة الاقتصادية بتدهور غير مسبوق فى العملة المحلية.. الأزمة فى كوريا الجنوبية هى الأولى من نوعها منذ ربع قرن.. وارتفاع نسب التضخم يهدد الوون أمام ارتفاع الدولار الأمريكى

تشهد كوريا الجنوبية ارتفاع فى نسب التضخم بوتيرة سريعة وغير مسبوقة منذ نهاية القرن الماضى وذلك جراء ارتفاع تكاليف الطاقة، لتؤثر الأخيرة بدورها على أسعار الفائدة حسب ما نشرت سكاى نيوز.

وكانت هيئة الإحصاء الكورية قد أعلنت ارتفاع أسعار المستهلكين بنسبة 6% خلال الشهور الماضية مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى الذى شهد ارتفاع بنسبة 5.4%.

ويعتبر الارتفاع الحالى فى نسب التضخم هو الأعلى من نوعه منذ نهاية القرن الماضى الذى شهد الأزمة المالية الأسيوية بين عامى 1997 و1998 حين ارتفعت نسب التضخم 22%.

وسببت الحرب الدائرة فى شرق القارة الأوروبية العجوز ارتفاع فى سلع النفط الخام والسلع الأساسية الأخرى، وهو ما يراه خبراء الاقتصاد تداعيات للحرب التى تبدو دون نهاية حتى الأن.

وتظهر البيانات المالية انكماش ملحوظ فى احتياطيات النقد الأجنبى منذ أربع شهور على التوالى، وهو الهبوط الأكبر من نوعه منذ الأزمة المالية فى عام 2008. وتأتى خطوة بيع الدولار دعما للعملة المحلية كواحدة من مسببات الأزمة أيضا.

وتراجعت احتياطيات العملة الأجنبية فى بنوك كوريا بمقدار 9.43 مليار دولار (178 مليار جنيه مصري) فى شهر مايو حسب بيانات بنك كوريا.

وأرجع بنك كوريا هذا الانكماش إلى قوة الدولار الأمريكى التى خفضت من قيمة الأصول المتواجدة فى عملات أخرى، وتدخلاته لبيع الدولار لبيع الوون الضعيف.

وشهد الوون الكورى الجنوبى انخفاض بنسبة 8.4% أمام الدولار الأمريكى للشهر السادس على التوالى، ليقترب من أدنى مستوى له منذ 13 عاما، جراء صعود العملة الأمريكية وزيادة العجز التجارى.

ويرافق الين اليابانى الوون الكورى الجنوبى فى تدهوره بالقارة الأسيوية خلال الشهور الست الأولى من العام الجارى، وكان الأول قد خسر 15% من قيمته أمام الدولار.

وكان محافظ البنك المركزى بكوريا الجنوبية رى تشانج يونج قد اجتمع مع وزير المالية تشو كيونغ فى يونيو الماضى لدراسة الخطوات الاستباقية التى من شأنها تقليص مخاطر الازمة الاقتصادية العالمية على البلد الأسيوى.