حد شاف طوارئ العيد!

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوي

تتباهى المؤسسات الخدمية والمرافق المختلفة خلال الأعياد والمواسم والإجازات الرسمية بفكرة "رفع الطوارئ"، ومنها على سبيل المثال المستشفيات، المصانع، المخابز، أجهزة الحكم المحلي، والكهرباء، وتعلن جميعها أنها على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طوارئ، وأنها جاهزة تماماً خلال العيد بإلغاء الإجازات ومواصلة العمل، خاصة إن كانت الإجازة ممتدة وتصل إلى نحو 9 أيام، كما هي الآن في عيد الأضحى.

الحقيقة أن رفع حالة الطوارئ في المرافق والخدمات المذكورة في السطور السابقة ليس أكثر من حبر على ورق، وعبارات اعتادنا رؤيتها وقراءتها في وسائل الإعلام فقط، بينما على أرض الواقع لا نجد شيئاً، ولو ألمت بك وعكة صحية مفاجئة لن تجد طبيب واحد في أي تخصص يعمل خلال فترة العيد، والمستشفيات الخاصة شبه خالية من الأطباء، وعياداتها الخارجية مغلقة، ولن تجد بها إلا الاستقبال، الذى قد تجد به طبيب ممارس عام أو لا، حسب الظروف، المستشفيات العامة كذلك ليست أحسن حالا مما سبق،  فكل الأقسام خالية إلا من بعض التمريض والعمال، وهذا يضع أعباء مضاعفة على عاتق أصحاب الأمراض المزمنة أو من يحتاجون إلى رعاية خاصة ويذهبون إلى المستشفيات بصورة متكررة.

إذا أردت أن تتأكد من حالة الطوارئ التي يتم الإعلان عنها من خلال أخبار ومنشورات متكررة في كل عيد، حاول تفقد الشارع الذي تعيش فيه، ستجد كل ما حولك مغلقاً، بداية من محل البقالة، الذي كان يعمل على مدار الساعة في 3 ورديات متواصلة دون توقف، حتى المخابز السياحية الخاصة، والبنوك والمراكز الخدمية المختلفة، فالشوارع خالية وخاوية إلا من المقاهي والكافيهات والمطاعم والأندية، والمناطق الترفيهية.

لا أشعر بأن هناك طوارئ في عيد الأضحى، وعمل على قدم وساق، واستعداد حقيقي بأعداد غفيرة من العمال والموظفين إلا في حديقة الحيوان، التي تستقبل عشرات الآلاف من الزوار يومياً خلال فترة العيد، ما عدا ذلك أشك في إطلاق مفهوم الطوارئ، فالكل يستمتع بالإجازة، وسعداء بأنهم خارج العمل، وهذه ثقافة للأسف نعيشها خلال الوقت الراهن، ونعانى منها أشد المعاناة، لما لها من خطورة في سير العمل ومعدلات الإنتاج.

لا أتفق مع قرار الحكومة بأن تكون إجازة العيد أسبوع كامل، فهذه فكرة لم تكن موجودة من قبل ولم نعرفها إلا عبر السنوات القليلة الماضية، على الرغم من أن الوقت الراهن نحتاج خلاله إلى رفع معدلات العمل إلى أقصى درجة، والسعي والحركة والإنتاج بصورة تضمن الحفاظ على معدلات النمو عند الحدود المعقولة والمقبولة في عالم يعاني أزمة اقتصادية طاحنة، سبيل الخروج الوحيد منها هو العمل والإنتاج وتقليل الفجوة بين الصادرات والواردات وتوفير السلع الأساسية وتقليل الاستهلاك، والتقشف الحكومي، وقبل ذلك كله الوعى العام، الذى يضبط كل ما سبق ويعتبر ضمانة حقيقية لنجاح أي جهد في سبيل حل هذه الأزمة العالمية، التي باتت تبعاتها متجلية على العالم كله، ولا تفرق بين الدول القادرة الغنية، وتلك التي تصنف باعتبارها العالم الثالث.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هدافو مواجهات نيوكاسل يونايتد ضد ليفربول.. محمد صلاح يطارد رقم أوين

قطار تالجو.. مواعيد الرحلات على خطوط السكة الحديد

سفير إسرائيل لدى أمريكا: لن نوقف الحرب قبل القضاء على حماس

كنز "إمبراطور الكوكايين" يخرج من تحت الأرض بعد سنوات من دفنه.. العثور على أموال بابلو إسكوبار بعد 30 عاما من مقتله.. ثروته تتجاوز 70 مليار دولار وغموض لا ينتهى.. والأموال التالفة والجرذان جزء من قصصه الغريبة

"ليلة المباراة".. موعد مباراة الزمالك وفاركو فى دوري نايل والقناة الناقلة


موعد مباراة الأهلى مع غزل المحلة اليوم فى الدوري المصري والقناة الناقلة

وزارة الصحة تكشف عن أسباب الإصابة بسرطان البروستاتا.. تفاصيل

الآن.. بدء تصويت المصريين فى الخارج بأستراليا

نجم يظهر فى السماء يعلن بداية العد التنازلي لصيف 2025.. تفاصيل

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 25- 8- 2025 في ملاعب العالم والقنوات الناقلة


وزير الرياضة: سنمنح الأندية لتوفيق أوضاعها وعلى مجلس الزمالك الرد على أسباب سحب أرض أكتوبر

سماع دوي انفجار ضخم في العاصمة السورية دمشق

سيدة تلاحق زوجها بدعوى طلاق للضرر بسبب أجر المسكن.. تعرف على التفاصيل

مواعيد القطارات اليوم على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس

ريال مدريد يصعق أوفييدو بثلاثية فى الدورى الإسبانى.. فيديو

حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025 فى مصر

الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل استهدافه مواقع في صنعاء

الأهلي يبحث مع ريبيرو مستقبل الشحات.. واتجاه لتجديد عقده موسمين

وزير الدفاع ورئيس الأركان يلتقيان رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية

دينا فؤاد تبرز إطلالتها الساحرة بالأبيض في شوارع كان الفرنسية.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى