"ذا ديبلومات": اليابان نحو تحقيق حلم شينزو آبي بزيادة ميزانيتها الدفاعية

رئيس الوزراء اليابانى السابق شينزو آبى
رئيس الوزراء اليابانى السابق شينزو آبى
أ ش أ
سلطت مجلة "ذا ديبلومات"، المتخصصة في الشئون الآسيوية، الضوء على اعتزام اليابان زيادة إنفاقها العسكري والدفاعي ما من شأنه جعلها ثالث أكبر دولة إنفاقا على الدفاع في العالم، مُتسائلة عما إذا كانت اليابان قد تخلت عن المبادئ السلمية التي اتبعتها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
 
وأشارت المجلة - في تقرير لها بهذا الشأن - إلى أن رئيس الوزراء الياباني السابق، شينزو آبي، كان يمارس ضغوطا قوية، قبل حادثة اغتياله، من أجل مضاعفة ميزانية الدفاع اليابانية، خاصة مع تنامي المخاوف الأمنية في اليابان إزاء الصين وكوريا الشمالية والتي أثارتها الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
 
وأوضحت أنه على ضوء انتخابات مجلس المستشارين (مجلس الشيوخ) الناجحة التي نظمت في يوليو الجاري وفوز الائتلاف الحاكم بها، من المرجح أن يضمن رئيس الوزراء الياباني الحالي، كيشيدا فوميو، تحقيق آخر أمنيات شينزو آبي من خلال زيادة ميزانية الدفاع اليابانية من 1% إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي على مدار 5 سنوات.
 
وترى مجلة "ذا ديبلومات" أن عدم وجود معارضة على الساحة السياسية اليابانية لمثل هذا التغير الجذري يُشير بوضوح إلى ضعف موقف الدعوة إلى السلمية والسلام في اليابان حاليا.
 
ووفقا للمجلة المتخصصة في الشئون الآسيوية، فإن الاتجاه نحو زيادة ميزانية الدفاع اليابانية إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي تتسق مع الأهداف التي وضعها حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، والتي تُمثل بالتأكيد جزءا من رؤية كيشيدا الواسعة لتعزيز العلاقات بين اليابان والناتو، خاصة بعد مشاركته في قمة الناتو بمدريد خلال الشهر الماضي، والتي تعد الأولى من نوعها لرئيس وزراء ياباني للمشاركة في اجتماع للناتو، مما يؤشر إلى دخول العلاقات بين الناتو واليابان مرحلة جديدة.
 
وترى المجلة أن حكومة اليابان ستخصص نسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي لصالح ميزانيتها الدفاعية على غرار ما تتبعه دول حلف شمال الأطلنطي (ناتو) في إطار الاستجابة الواقعية لبيئة أمنية غير مستقرة على نحو متزايد.
 
وكان رئيس الوزراء الياباني قد وصف نسبة الـ 2% بأنها "ملائمة" لاستعداد اليابان دفاعيا، لكنه لم يوضح سبب اعتبار هذه النسبة بأنها أكثر ملائمة من نسبة 1% أو 3% أو حتى 4%، على سبيل المثال، وهو ما اعتبرته "ذا ديبلومات" نسبة اعتباطية تماما على ما يبدو ولا تستند إلى أي أساس فيما يخص تقييم التهديدات الخارجية أو الاحتياجات العسكرية الفعلية لليابان.
 
وبحسب المجلة المتخصصة في الشئون الآسيوية، فإن مثل هذه الانتقادات أثيرت سابقا من جانب المحافظين عندما اقترحت اليابان لأول مرة تخصيص نسبة 1% من ناتجها المحلي الإجمالي لصالح الإنفاق الدفاعي في عام 1976، وكانت هذه النسبة حينها بمثابة حدا اعتباطيا من شأنه فصل الإنفاق العسكري لليابان عن تقييمات البيئة الأمنية اليابانية، فيما يربطه جوهريا بنمو الناتج المحلي الإجمالي، وهو أمر أثار انتقادات واسعة لا سيما من جانب المحللين العسكريين حينها وزادت انتقاداتهم مع احتدام الحرب الباردة في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي، حيث رأى هؤلاء أن من غير المنطقي ربط الإنفاق الدفاعي بنمو الناتج المحلي الإجمالي دون أي تقييم للتهديدات الخارجية للبلاد.
 
وأشارت "ذا ديبلومات" إلى أن تحديد نسبة الـ1% كان هدفه تبديد أي مخاوف من إعادة تسلح اليابان وطمأنة العالم تجاه نوايا طوكيو بعدم التحول إلى قوة عسكرية كبرى مرة أخرى، وهو قلق تولد بين الدول المجاورة لليابان في ستينيات القرن الماضي بعد النمو الاقتصادي الهائل الذي حققته اليابان إبان تلك الفترة، لافتة إلى أنه على الرغم من عدم منطقية ربط الإنفاق الدفاعي بالناتج المحلي الإجمالي من الناحية العسكرية؛ إلا أنه كان منطقيا من الناحية الدبلوماسية كرمز لسلمية اليابان، وهي سياسة حققت نجاحا فيما يخص الحد من المخاوف الإقليمية من إعادة تسليح اليابان.
 
وترى المجلة أن الضغط من أجل رفع سقف المخصصات الدفاعية إلى نسبة 2% (المستوحاة من مخصصات ميزانية الدول الأعضاء بالناتو) في اليابان لم يكن بالأمر المفاجئ لاسيما بعد مضي ما يقرب من نصف قرن على تقليص القيود الأمنية السلمية؛ الأمر الذي ساهم بدوره في احتضار النزعة السلمية اليابانية، لكن المدهش في الأمر أن عدم وجود معارضة من دعاة السلام الذين أصبحوا - بعد انتكاسات لا حصر لها - يركزون فقط على حماية أقدس رموز السلام اليابانية وهي المادة 9 من الدستور والتي تنبذ الحرب.
 
واختتمت المجلة بأنه إذا أراد دعاة السلام في اليابان الحفاظ على درجة بعينها من الاعتدال العسكري في بلادهم مقارنة بالدول الأخرى، فينبغي عليهم تخفيف تركيزهم على المادة 9 من الدستور، والتي جرى إفراغها فعليا من مضمونها عبر سلسلة لا نهاية لها من إعادة التفسيرات، ومنح المزيد من الاهتمام للتغييرات الفعلية على الأرض وللميزانية العسكرية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

خالد دومة: العهد 3 .. صوت هابيل

خالد دومة: العهد 3 .. صوت هابيل الإثنين، 07 يوليو 2025 03:34 ص

الأكثر قراءة

الأهلي يستعجل كريم نيدفيد لتحديد وجهته بالموسم الجديد

تلقى طلبات الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لليوم الثالث على التوالى

جماعة الحوثى: الدفاعات الجوية اليمنية تصدت بفاعلية للعدوان الإسرائيلى

للأزواج.. إزاى تقدم استئناف على حكم الطلاق للضرر الصادر للزوجة

نبيل الكوكي يُقسم مران المصري لـ 3 فقرات استعداداً للموسم الجديد


منتخب المكسيك بقيادة أجيرى يتوج بالكأس الذهبية بثنائية ضد أمريكا.. فيديو

237 مليون دولار إيرادات عالمية لفيلم براد بيت الجديد F1: The Movie

البنك الأهلي يخوض سلسلة وديات في المرحلة الثانية من الإعداد بالإسكندرية

ترامب: إيلون ماسك ينحرف تماما عن مساره ويتحول إلى كارثة حقيقية

روشتة أمنية عاجلة لإنقاذ الأرواح على الطريق الإقليمى.. تعرف عليها


أحمد أبو مسلم: اللاعب المصرى طماع.. ومصطفى محمد قريب من الأهلى بنسبة 80%

اعترافات المتهمين بالتنقيب عن الآثار بحثا عن الثراء فى بولاق الدكرور

إعلام عبرى: طائرات سلاح الجو ألقت نحو 20 صاروخا ثقيلا على الحديدة

جيش الاحتلال: استهدفنا موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف ومحطة كهرباء مركزية

سان جيرمان يبدأ تحضيراته لمواجهة ريال مدريد فى قمة مونديال الأندية.. صور

سيف زاهر: الأهلى لديه عروض لـ3 لاعبين بمبالغ تتخطى المليار جنيه وإمام هيجدد

أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غزة: نرفض الادعاءات الأمريكية باستهداف مؤسسة الإغاثة الإنسانية.. إيران: عدوان إسرائيل يحمل عواقب وخيمة على السلام عالميا.. ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على إنهاء الحرب

الاتحاد السكندرى يترقب رد الأهلى على طلب استعارة عبد الله ضمن صفقة مروان عطية

تحويلات مرورية بالدائرى الإقليمى لتنفيذ أعمال تطوير ورفع كفاءة الطريق

صحتك بالدنيا.. اعرف حقيقة أشهر 10 خرافات عن "السكر".. دراسة تؤكد: ممارسة الرياضة بعد التعافى من السرطان تمنع تكرار المرض.. تحذيرات بريطانية من متحور كورونا الجديد "ستراتوس".. وأعراض "الكوليسترول" لدى الأطفال

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى