العالم يحترق.. كيف نواجه غضب الطبيعة؟

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب
رغم أن العالم ينظر إلى الأزمة الروسية الأوكرانية على أنها التهديد الأكبر للأمن الغذائى والسلم والأمن الدوليين، نظرا للتداعيات السلبية التى أحدثتها الأزمة على صعيد ارتفاع موجة التضخم، وإحداث توترات سياسية فى المجتمع الدولى من شأنها أن تحول العالم إلى جمرة من نار حال إطالة أمد الصراع، لكن هناك تهديدا آخر لا يقل خطورة من هذه الأزمة، وهو غضب الطبيعة بسبب التغيرات المناخية، ولهذا نواصل كتابة سلسلة مقالات نسلط الضوء عليها، من منطلق ضرورة مواصلة الوعى والتوعية، تجاه ظاهرة تعد هى الأخطر التى تواجه البشرية جمعاء، وتطلب مسؤولية تشاركية من الجميع - أفراد ومؤسسات وحكومات ودول.
 
نعم قضية تغير المناخ هى الأخطر الآن، فليس هناك فى كوكبنا ركن واحد بمنأى عن الآثار المدمرة لتغير المناخ، وها نحن نرى حرائق الغابات فى القارة العجوز، وحرائق فى تونس والمغرب، وجفاف يضرب نصف قارة أوروبا، حيث قررت المملكة المتحدة فرض حالة الطوارئ بعد ارتفاع درجة الحرارة ل40 درجة فى سابقة هى الأولى من نوعها، وكذلك الجفاف الذى يضرب عددا من الدول، مثل إسبانيا وإيطاليا، الأمر الذى اضطرت حكومات إخلاء بلدان من المواطنين ونزوح آلاف السكان، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، فالعالم يحترق بفعل غضب الطبيعة، ومشاهد حريق قطار فى بريطانيا واحتجاز الركاب لساعات وتحليق الطائرات فوق أجواء اليونان لإخماد الحرائق خير دليل.
 
والخطورة أن عواقب أزمة المناخ كما ذكر أمين عام الأمم المتحدة، أنها لن تتوقف عند حدود الكوارث البيئية فحسب، بل إنها ستمتد لتفسد كل ركن من أركان الحياة بدءا من انهيار الاقتصاد، والذى يترتب عليه انعدام الأمن الغذائى والمجاعات والفقر وانتشار الحروب والعنف بين البشر والحرمان من التعليم، وتهديد الحياة بشكل عام صحيا واجتماعيا وأمنيا، لأنه ببساطة، تغير المناخ يؤدى إلى زيادة موجات الحرارة الشديدة والفيضانات والجفاف والأعاصير والحرائق، لذلك ستظل قضية تغير المناخ من أخطر القضايا التى تهدد البشرية جمعاء فى ظل تفاقم الأزمة وأنانية العالم الصناعى والغنى من القيام بمسؤولياته تجاه المواجهة بشكل عملى بعيدا عن أحاديث وتصريحات المؤتمرات.
 
ومن الأمور المبشرة، ونحن نتحدث عن هذه القضية الخطيرة، يجب أن نتوجه بخالص التقدير للدولة المصرية فى تعاملها مع هذه القضية، حيث إنها ومنذ 2014 تبذل مجهودات حثيثة ومقدرة، وكان أول هذه الجهود تأسيس المجلس الوطنى للمتغيرات المناخية وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للمتغيرات المناخية 2015، غير أنها كانت من أوائل الدول التى وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ عام ‏1994، وكذلك بروتوكول كيوتو الذى صدقت مصر عليه عام ‏2005، بالإضافة إلى دورها الرائد المتمثل فى قيامها المرتقب باستضافة قمة المناخ “COP-27” فى مصر نوفمبر 2022، حيث سيكون أول مؤتمر للمناخ ينظم فى إفريقيا بعد اتفاق باريس، وهنا تقوم مصر بدور إقليمى فى قارتها الأفريقية، والتى تعد أكثر القارات تأثرًا بالتغيرات المناخية، على الرغم من أن انبعاثات القارة كلها لا تتجاوز 4% من إجمالى الانبعاثات العالمية.
 
وختاما، ندق ناقوس الخطر من أجل التحرك السريع لمواجهة هذا الخطر قبل أن يدفع الجميع الثمن، لأن مواجهة الظاهرة أمر لا مفر منه مستقبلا وإلا سنكون جميعا أمام غضب للطبيعة لا يعلم مداه إلا الله.
 
 
 
 
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سيراميكا يختتم استعداداته لمواجهة الأهلى فى كأس عاصمة مصر

موعد مباراة الزمالك ضد حرس الحدود فى كأس عاصمة مصر

هل المستأجرون الممتد إليهم العقد ملزمون بالقيمة الإيجارية الجديدة؟

الحسابات الفلكية تكشف موعد بداية شوال وأول أيام عيد الفطر 2026

نقابة المهن التمثيلية تتخذ الإجراءات القانونية ضد ملكة جمال مصر إيرينا يسرى


باريس سان جيرمان يحقق إنجازا تاريخيا بعد التتويج بلقب كأس الإنتركونتيننتال

تحذير هام من الشبورة المائية.. حالة الطقس اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025

لماذا تعجل فيفا فى إيقاف قيد الزمالك؟ السر فى صفقة شيكو بانزا

باريس سان جيرمان يتوج بكأس إنتركونتيننتال على حساب فلامنجو بركلات الترجيح

صحتك بالدنيا.. أعراض واختلافات بين كورونا والإنفلونزا يجب معرفتها هذا الشتاء.. فحص دم جديد يكشف الأورام السرطانية فى الرئة.. أطعمة تحتوى على سعرات وسكريات خفية.. ونصائح للحفاظ على صحتك بعد الأربعين


قرار عاجل من النيابة فى واقعة وفاة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

مواعيد مباريات منتخب مصر فى بطولة أمم أفريقيا

طبيب الأهلى يكشف تطورات حالة أشرف بن شرقى

اتحاد الكرة: 9 مكاسب فى إسقاط منتخب مصر لنيجيريا قبل أمم أفريقيا

الرئيس السيسي يرحب بتوقيع اتفاق الدوحة للسلام بين الكونغو وتحالف نهر الكونغو

مستشار رئيس الجمهورية: مصر تمتلك كفاءات علمية وبحثية قادرة على قيادة البحث الطبى

رئيس الوزراء: سنناقش إنهاء إجراءات تحويل الدعم العينى إلى نقدى الأسبوع المقبل

أول أيام شهر شعبان فلكيًا الثلاثاء 20 يناير 2026.. وعدته 29 يوما

ترحيل المتهم بالتعدى على طلاب مدرسة دولية إلى سجن برج العرب بالإسكندرية

أزمة هجومية تضرب سيراميكا قبل مواجهة الأهلى فى كأس عاصمة مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى