ملتقى الحضارات بالمنصورة.. حكاية دار ابن لقمان مع الحروب الصليبية وسجن لويس التاسع

متحف دار ابن لقمان
متحف دار ابن لقمان
الدقهلية - مرام محمد

في زاوية من شارع بورسعيد وسط مدينة المنصورة، يقع متحف المنصورة القومي أو "دار ابن لقمان"، عنوان عزة جزيرة ورد محافظة الدقهلية، كتاب من عبق التاريخ سجلت سطوره بطولات وإنجازات شعب كافح وناضل وضحى بدمائه لفداء الوطن وتحرير أراضيه، تاريخ حافل بالذكريات التاريخية من حياة الفدائية الشعبية، توجت بانتصار الشعب المصرى فى معركة العزة ورد الكرامة ونهاية الحروب الصليبية، لتصبح المنصورة بما تحقق فيها من انتصار حاسم مقبرة لمقاومة الصليبيين في الحملة الصليبية السابعة ونهاية أسطورة لويس، وشاهدة على الدور البطولي للفلاحين المصريين في مواجهة الغزو الصليبي دفاعا عن أرضهم ووطنهم.

اكتسب دار ابن لقمان شهرته الواسعة لما يؤرخه من تاريخ الحملات الصليبية وبسالة المصريين في التصدي لها، كونه يعد شاهد عيان على نهاية آخر الحملات الصليبية التي غزت مصر والشرق العربي وهي الحملة الصليبية السابعة التي قادها لويس التاسع، وما أبرزته مقتنياته الأثرية من دور الشعب المصري في تحطيم الصليبيين، حيث أسر الملك لويس التاسع ملك فرنسا به لمدة شهر بعد هزيمته المريرة على يد قوات المماليك في معركة فارسكور بالقرب من المنصورة في 8 فبراير سنة  1250م، بعدما لاحقته قوات الجيش المصري بقيادة المملوك بيبرس البنقدارى، وطوقته فى قرية ميت الخولي عبد الله شمال مدينة المنصورة وأسره المصريون هناك واقتادوه ذليلا إلى المنصورة، وهو ذات التاريخ الذي اختارته محافظة الدقهلية يوما لعيدها القومي.

بني الدار على الطراز العربي، مسقوف بسقف من البراطيم والألواح الخشبية تتدلى منه بعض المصابيح الزجاجية المنقوشة بعبارات إسلامية، يتكون من باب كبير يصل طوله إلى ما يزيد عن مترين، منقوش أعلاه أبيات تحكي عن تاريخ الدار، ومنقسم إلى باب آخر يحويه لا يتجاوز طوله الأربعين سنتيمتر ويقال أن الباب الصغير أنشئ خصيصا في قلب هذا الباب لكي يدخل الملك لويس محني الظهر إلى غرفة الأسر.

يتكون الدار من طابقين، الطابق الأول أصبح جزءا منه بعد تطوير الدار متحفا مصغرا افتتحته وزارة الثقافة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1960، والذي يؤرخ تاريخ الحملات الصليبية بما يحتويه من لوحات فنية زيتية تاريخية وقطعا أثرية نادرة، حيث يوجد به لوحة ضخمة تمثل مسارا لمعركة المنصورة أمام الصليبين، يشرح خط سير الحملة الصليبية داخل مصر عبر نهر النيل "فرع رشيد"، حتى وصولها إلى مدينة المنصورة واشتباكها مع الأهالي، ولوحة أخرى تظهر في تفاصيلها مشاهد من المعركة التي انتهت بفوز المقاومة الشعبية على جنود الحملة وطردهم من المدينة، وشجاعة المصريين في مواجهتهم لجنود الحملة الصليبية بأدوات حديدية زراعية بسيطة، ولوحة ثالثة تظهر انسحاب جنود الحملة الفرنسية بعد أسر عدد كبير من أفرادها داخل المنصورة وهزيمتهم، ولوحة تصور لحظة أسر لويس التاسع في قرية ميت الخولي عبد الله وتوثق طريقه إلى الدار، ولوحة فنية أخرى توثق نهاية الحكاية بتصويرها للحظة الإفراج عن لويس التاسع بعدما جاءت زوجته من فرنسا ودفعت فدية كبيرة للإفراج عنه.

وتضم القاعة المتحفية بالدار بعض الخرائط المجسمة التي تصور هجوم الصليبيين وهزيمتهم، ونص خطاب لويس التاسع للملك نجم الدين، والذي هدد فيه المصريين بالحرب بعبارات الوعيد، وخطاب آخر تضمن رد المصريين عليه بعبارات الاستعداد والثأر، كما تضم تمثالا نصفيا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتمثال الفارس المصري، إلى جانب تماثيل أخرى صنعها عدد من الفنانين للملك لويس التاسع وتوران شاه والملكة شجرة الدر وتمثالا يرمز لمدينة المنصورة، وكذلك مجموعة من الأسلحة المستخدمه في تلك المعركة من أسهم ودروع وخناجر خاصة بالأهالي، وسيوف مصرية وفرنسية، وزي عسكري واقي وخوذة مصرية مصنوعة من النحاس المؤكسد.

أما الطابق الثاني فيتكون من غرفة واحدة فقط، وهي الغرفة التي أسر بها لويس التاسع، حيث تم تجسيد الكيفية التي أسر بها ملك فرنسا آنذاك، بما يحتويها من تمثال بالحجم الطبيعي للملك لويس جالسا على كرسي من الخشب الزان مصمم على الطراز الإسلامي والأغلال في يده وخلفه الطواشي صبيح وهو حارس كان يقوم بحراسته وتلبية احتياجاته داخل الأسر، إلى جانب وجود المقعد الذي جلس عليه الملك الفرنسي وقت أسره.

أبيات-ابن-مطروح-عن-المعركة-والانتصار
أبيات ابن مطروح عن المعركة والانتصار

 

المقتنيات-الأثرية-لمتحف-دار-ابن-لقمان
المقتنيات الأثرية لمتحف دار ابن لقمان

 

تمثال-بالحجم-الطبيعي-للملك-لويس-التاسع-وخلفه-تمثالا-للطواشي-صبيح-القائم-بحراسة-الملك-داخل-الأسر
تمثال بالحجم الطبيعي للملك لويس التاسع

 

تمثال-لويس-التاسع-أسيرا
تمثال لويس التاسع أسيرا

 

تمثال-نصفي-لشجرة-الدر-من-الجبس-للفنان-عبد-القادر-رزق
تمثال نصفي لشجرة الدر 

 

تمثال-نصفي-للرئيس-الراحل-جمال-عبد-الناصر
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

 

تمثال-يرمز-لمدينة-المنصورة
تمثال يرمز لمدينة المنصورة

 

تمثثال-نصفي-لتوران-شاه-من-الجبس-الملون-للفنان-محمد-مصطفى
تمثثال نصفي لتوران شاه
 
خريطة-مجسمة-تصور-هجوم-الصليببيين-على-منطقة-الدقهلية-في-الفترة-من-4-يونيو-1249-إلى-8-فبراير-1250
خريطة مجسمة تصور هجوم-الصليببيين
 
خطاب-لويس-التاسع-للملك-نجم-الدين-وخطاب-رد-المصريين-عليه
خطاب لويس التاسع للملك نجم الدين

 

دار-ابن-لقمان-بمدينة-المنصورة
دار ابن لقمان بمدينة المنصورة

 

زرد-على-شكل-قميص-أثري-استخدمه-الجنود-أثناء-المعركة
قميص أثري استخدمه الجنود

 

لوحات-فنية-زيتية-تجسد-مسار-معركة-فارسكور-والقضاء-على-الصليبيين
لوحات فنية زيتية تجسد-مسار معركة فارسكور
 
لوحة-فنية-زيتية-تصور-أسر-الملك-لويس-التاسع-في-دار-ابن-لقمان
لوحة فنية زيتية تصور أسر الملك لويس التاسع
 
لوحة-فنية-زيتية-تصور-لحظة-دفع-الملك-لويس-التاسع-للفدية-وفك-أسره
لوحة فنية زيتية تصور لحظة دفع الملك لويس التاسع للفدية وفك أسره

 

لوحة-فنية-زيتية-للملك-لويس-التاسع-أثناء-أسره-بدار-ابن-لقمان
لوحة فنية زيتية للملك لويس التاسع أثناء أسره بدار ابن لقمان

 

متحف-المنصورة-القومي-يحكي-عن-معركة-فارسكور-وهزيمة-الصليبيين-في-المنصورة
متحف المنصورة القومي 

 

متحف-دار-ابن-لقمان
متحف-دار-ابن-لقمان

 

مجموعة-من-الخناجر-والسيوف-المصرية-المستخدمة-في-الحرب
مجموعة-من-الخناجر-والسيوف-المصرية-المستخدمة-في-الحرب

 

مدخل-القاعة-المتحفية-بالدار-وأمامه-تمثالا-يرمز-للوحدة-العربية
مدخل-القاعة-المتحفية-بالدار-وأمامه-تمثالا-يرمز-للوحدة-العربية

 

مدخل-منزل-دار-ابن-لقمان-وموقع-الأسر
مدخل-منزل-دار-ابن-لقمان-وموقع-الأسر

 

مسار-الحملة-الصليبية-السابعة-في-مصر-وأسر-الملك-لويس
مسار-الحملة-الصليبية-السابعة-في-مصر-وأسر-الملك-لويس

 

معركة-البحر-الصغير
معركة-البحر-الصغير

 

معركة-النصر
معركة-النصر

 

معركة-فارسكور
معركة-فارسكور

 

معركة-فارسكور-للفنان-حسين-فوزي
معركة-فارسكور-للفنان-حسين-فوزي

 

مقتنيات-دار-ابن-لقمان-بالمنصورة
مقتنيات-دار-ابن-لقمان-بالمنصورة

 

مكان-أسر-الملك-لويس-التاسع-بدار-ابن-لقمان
مكان-أسر-الملك-لويس-التاسع-بدار-ابن-لقمان

 

موقع-أسر-لويس-التاسع-ملك-فرنسا
موقع-أسر-لويس-التاسع-ملك-فرنسا

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طب المنصورة قلعة طبية مصرية مصنفة من أفضل كليات الطب في الشرق الأوسط وأفريقيا.. دشنت برنامج "مانشستر للتعليم الطبي" في 2006 لمنح مستوى عالمي لدرجة البكالوريوس.. ويمكن للطالب السفر للتدريب فى جامعة مانشستر

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

ريال مدريد يرصد أعلى مكافأة فى تاريخه للتتويج بلقب كأس العالم للأندية

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

وزارة الزراعة: ضخ 300 ألف طن من الأسمدة خلال الشهرين الماضين مع بداية الموسم الصيفى.. و250 ألف طن مخزون استراتيجي لتلبية احتياجات المزارعين.. وتوافر الأسمدة بجميع الجمعيات التعاونية


إمام عاشور يبدأ جلسات العلاج الطبيعي في الأهلي

بدأت حياتها مفتشة جمارك وجسدت أدوار الشر ببراعة.. ميلاد علية الجباس

ثورة تطوير فى اتحاد اليد استعدادا للموسم الجديد

تعويض مليون جنيه لمطلق بسبب تهديد زوجته السابقة له.. اعرف التفاصيل

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الثلاثاء


غادة عادل وأبطال وتر حساس 2 يبدأون تصوير أول مشاهد المسلسل 20 يوليو

وزارة الطيران: تأخر محدود في إقلاع الرحلات لعطل بشبكات الاتصالات والإنترنت

تعرف على موعد حفل ميادة الحناوى فى الأردن

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

بعد عام على استشهاده فى غزة.. العثور على رفات اللاعب رامز الكفارنة

الزمالك يواجه أورانج فى أولى ودياته استعدادا للموسم الجديد

البيت الأبيض: أولوية ترامب إنهاء حرب غزة

وزير الاتصالات يتابع حريق سنترال رمسيس.. واستعادة الخدمة خلال ساعات

شركات المحمول: تأثير حريق سنترال رمسيس قيد التقييم.. وفرق الدعم تتابع

رسامة جديدة تعلن: مها الصغير نسبت لوحتى لنفسها.. لست الأولى فقد سرقت 3 آخرين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى