كيف تحولت الثانوية العامة من "بعبع" للطلاب لفرحة الأسرة؟ الطب النفسى يجيب

طالب ثانوية عامة
طالب ثانوية عامة
كتبت- نورا طارق

ظلت "الثانوية العامة" طوال سنوات طويلة بمثابة "بعبع"، بالنسبة لأفراد الأسرة، التى كانت تشعر بالخوف والقلق طوال العام، خوفاً من عدم استطاعة ابنهم الطالب الحصول على الدرجة التي تؤهله للالتحاق بالكلية التي يحلمون بها منذ ولادته، لذلك كانوا يجهزون غرفة معينة لأبنائهم خالية من الضوضاء، حتى تساعدهم على التركيز، مع توجيههم بين الحين والآخر، بضرورة المذاكرة ومراجعة المواد الدراسية طوال الوقت، حتى يستطيعون الحصول على الدرجة التي يحلمون بها، الأمر الذى كان يؤثر بشكل سلبى على نفسية الطالب، وقد يجعله لا يستطيع المذاكرة والحصول على الدرجة التى يحلم بها هو وأسرته.

صورة أخرى لطالبات السيدة زينب
صورة أخرى لطالبات السيدة زينب

لكن الأمر اختلف هذا العام، وشعر الطلاب بالسعادة والاطمئان الذى ظهر على ملامحهم بنهاية ماراثون الثانوية العامة، حتى إنهم عبروا عن شعورهم بالسعادة بطرق مختلفة من زغاريد وقرع الطبول والرقص، لكن لا يعود هذا فقط على سهولة أسئلة الامتحانات هذا العام، بل لسبب آخر وهو العامل النفسى، الذى أوضحه الدكتور على القط، استشاري الطب النفسي وطب نفس الأطفال والمراهقين، حيث قال لـ"اليوم السابع"، التعامل مع المشاعر، موضوع محتاج تدريب ومحاولات كتير، لأننا تعودنا على التعامل مع السلوك أو النتيجة الملموسة منذ صغرنا، مثل ضرب الأب لابنه عند قيامه بسلوك خاطئ أمام الآخرين، دون مراعاة مشاعره أو شعوره بالإحراج، أوالدوافع التى قادته للقيام بهذا السلوك، مثل أن يكون بحاجة للاهتمام، أو أسباب أخرى، وهذا لا يختلف كثيراً عن التعامل مع أولياء الأمور مع طلاب الثانوية حيث كانوا يهتمون بحصول أبنائهم على الدرجات دون الاهتمام بمشاعرهم".

وأضاف "ضغط أولياء الأمور على أبنائهم للحصول على المجموع الذي يحلمون به والذي يؤهله للالتحاق بكلية معينة، جعلت الطالب يشعر بأن ذاته وقيمته مترسخة في الدرجة أو المجموع الذى يحصل عليه، والذى يشكل أيضاً مظهره أمام أسرته والمجتمع".

وأشار إلى أن مقارنة الأسرة الدائمة بين أبنائه وأبناء أصدقائه وأقاربه، أثرت سلبياً على نفسيتهم وبالتالي أثر ذلك على تحصيلهم الدراسى، وتقديرهم لذاتهم، ولكن هذا اختفى هذا العام، بسبب استيعاب الكثير من الأسر الدرس النفسى، وبدأت في الاهتمام بنفسية الطالب أكثر، حيث حرصوا بالتأكيد على أبنائهم بأنهم أهم لديهم من أى نتيجة أو مجموع، وإن أهم شىء لديهم هو محاولات أبنائهم المستمرة للنجاح والسعى وأنهم بجانبهم دائماً مهما كانت النتائج".

طلاب المحلة
طلاب المحلة

وأضاف "الكثير من الأسر بدأت تعيش مشاعر أبنائها بمرحلة الثانوية العامة، وأصبح لديهم خبرات أكثر في التعامل مع الطلاب في هذه المرحلة خاصة بعد أن عاشوا هذه التجربة مع أشقائهم الأكبر منهم، فتعلموا من أخطائهم وتجنبوا تكرارها، كما ساعد نظام التعليم الحديث الأسر في التقليل الضغط على الطلاب مع فهم واستيعاب نفسية الطلاب، وبعض الأسر  ساعدهم التوجه الإعلامي حول التعامل مع مناهج الثانوية العامة ونفسية الطلاب في هذه المرحلة".

جانب أخر من الاحتفالات
جانب آخر من الاحتفالات

وبالإضافة إلى كل ما سبق، أشار الطبيب النفسى إلى أن بعض الأسر اهتمت مؤخراً بزيارة عيادات الطب النفسي طلبا للدعم لهم ولأبنائهم بوعي منهم، وبعض الأسر مازالت محتاجة تتعلم وتتشجع أن تخوض هذه التجربة للحفاظ على نفسية أولادهم والتخلص من الأفكار المعرفية المغلوطة المشوهة، والتخلص من فكرة أن الثانوية العامة هي التى تحدد مصير طالب أو نجاحه وفشله المستقبلي، وتتخلص من فكرة أن الأبناء يحتاجون فقط توفير إحتياجاتهم المادية مع تجاهل مشاعرهم واستيعابهم ودعمهم".

صورة أخرى
صورة أخرى

 

 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

دونجا وآدم كايد على مقاعد بدلاء الزمالك أمام مودرن سبورت

عدى الدباغ وخوان ألفينا فى تشكيل الزمالك الأساسى لمواجهة مودرن سبورت

بدرية طلبة تمثل أمام لجنة مجلس تأديب من 5 أعضاء.. اعرف التفاصيل

10 مباريات جمعت الزمالك ومودرن سبورت قبل لقاء الليلة.. إنفو جراف

فيديو وصول الرئيس السيسى مطار نيوم والأمير محمد بن سلمان فى استقباله


النيابة العامة تكشف حقيقة رقص فتاة على منصة القضاء ونقيب الممثلين يعتذر

زفاف بعد السبعين.. فريد وفاطمة يتحديان السن ويدخلان عش الزوجية فى المنوفية

مى القاضى طليقة أحمد فهمى فى مسلسل 2 قهوة والعرض قريباً

رئيس اللجنة الهندسية: الحفر لم يتوقف في استاد الأهلي..وما يتردد غير صحيح

الآن نتيجة الدور الثانى للشهادة الإعدادية لمحافظة سوهاج بالاسم ورقم الجلوس


رودريجو يحسم مستقبله مع ريال مدريد ويقرر البقاء

محمد صلاح يحقق إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق في الدوري الإنجليزي

وفاة حالتين و18 إصابة خطيرة.. ننشر أسماء ضحايا حادث طريق مطروح

الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى إلى 62,192 شهيدا

أمير كرارة يحقق بالشاطر أعلى إيرادات فى مشواره السينمائى

قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار

الأنظار تتجه نحو إطلالة إيميلي بلانت في فيلم The Devil Wears Prada 2

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

ذكرى ميلاد عزت أبو عوف.. كيف انتقل من مشرط الطبيب إلى أوتار الموسيقى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى