الأسرة فى زمن الحداثة وغياب سطوة الوالدين

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

في ظل سيطرة مواقع التواصل الاجتماعى على حياتنا، وانتشار ثقافات مستوردة لتحل محل عاداتنا وقيمنا في تربية الأبناء، أعتقد أن هناك اتفاقا محل إجماع من الجميع، مفاده أن الأسرة أصبحت تعانى من حالة من التفكك، والأخطر أن التفكك  في تزايد لعدم المواجهة الحاسمة.

واعتقادى، أن هذا التفكك الأسرى من أخطر التحديات بل التهديدات التي يعيشها المجتمع الآن، فلك أن تتخيل حجم المأساة الحادثة الآن من الخلافات الأسرية بين الأبناء والحوادث الأسرية بين أفرادها، فهل ينكر أحد أننا أصبحنا نرى جرائم قتل وعنف، وفوضى أسرية، لم تتصور عقولنا يوما أننا نسمع عنها في مجتمعنا الداعم دائما للترابط والمودة والمحبة والمحافظ على هذا الكيان، لأن ببساطة الأسرة هي درع المواجهة الأول لأى أخطار تواجه المجتمع.

فأين المودة والمحبة والترابط والتضحية، مما يحدث الآن في ظل عصر الحداثة، الذى انشغل الأب والأم بالجلوس على منصات التواصل الاجتماعى على حساب تربية الأبناء، وانشغلا أيضا بتوافه الأمور وتسطيح الأشياء عن منح وإعطاء القدوة والأسوة الحسنة في التصرفات الحياتية وسلوكيات المعيشة المحترمة للأبناء، فقولا واحدا هناك تشوهات كبيرة أصابت هذا الكيان.

ومؤكد أن هناك عوامل كثيرة تقف أمام هذا الانحدار والضياع، لذلك أرى، أن أهم هذه الأسباب أو العوامل، غياب سطوة الوالدين "الأب والأم" بالقيام بدورهما في حماية الأبناء، فكيف سيمارس الأب – مثلا - سطوته وهو يمارس تفاهات أنتجتها وسائل الحداثة أمام أبنائه؟.. وكيف يمارس سطوته وهو يتلفظ بألفاظ نائية وخادشة للحياء أمام أبنائه وكذلك الأم؟.. وكيف يقوم الأب بدوره وهو يتصرف تصرف الصغار في منزله؟.. وكيف يحقق الأب سطوته وهو في خلاف دائم مع الأم؟.. وكيف يحافظ الأب على هيبته وابناؤه يرونه يشاهد مناظر ومواد عير لائقة على هاتفه؟.. وكيف يصدر الوالدين الأسوة الحسنة وهما بعيدان كل البعد عن العبادات الربانية وأولها الصلاة؟.. وكيف يعزز الأب الانتماء والولاء عند أبنائه وهو أول ضحايا الشائعات بترديدها وتصديقها؟.. وكيف يسمع الأبناء لنصيحة الأب والأم والحوار قد غاب عنهم وساد الانقسام وأصبح كل فرد في الأسرة في وادٍ والأخر في وادٍ أخر بفعل السوشيال ميديا ومقتضيات الحداثة.  

وختاما.. غياب دور الحماية عامل مهم في معاناة الأجيال الجديدة من التفكك الأسرى، وذلك بسبب غياب سطوة الوالدين – الأب والأم - بفعل مقتضيات الحداثة واستيراد أفكار في التربية يظنان أنها الطريق السليم وهو للأسف طريق إلى التفكك والانحلال والفوضى الأسرية..

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصر تدعو المواطنين المتواجدين فى ليبيا بتوخى أقصى درجات الحيطة

وزارة الداخلية تضبط قضية غسيل أموال بقيمة 280 مليون جنيه

أكثر من 1000 فرصة عمل فى الإمارات ورواتب تصل إلى 4000 درهم شهريا

ترامب: رفع العقوبات عن سوريا ونعمل على إضافة دول إلى اتفاقات أبراهام

زى النهارده.. مانويل جوزيه يظهر للمرة الأخيرة مدرباً للأهلى


جيش الاحتلال يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانيء فى اليمن

زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب تونجا

رحمة محسن من بائعة قهوة لتصدر مشهد الأغنية الشعبية

اشتباكات مسلحة وفوضى أمنية فى ليبيا.. فرار أخطر السجناء من سجون طرابلس

حدث ليلا.. تغطية شاملة لزلزال اليوم بقوة 6.4 ريختر: كان قويًا نسبيًا


أوهام 5 نجوم وتذاكر مزيفة.. كيف يخدعك نصابو العمرة؟

تفاصيل زلزال "نص الليل".. سكان القاهرة والمحافظات يشعرون بهزة أرضية بقوة 6.4 ريختر.. البحوث الفلكية: قوى نسبيًا.. واستغرق أقل من 20 ثانية.. ورصدنا هزتين ارتداديتين.. والهلال الأحمر: لم ترد بلاغات بوقوع أضرار

وجه جديد لمرسى مطروح.. الكورنيش يتألق قبل المصيف بتطوير غير مسبوق.. إضافة وتأهيل شواطئ جديدة وتوسعة الطريق أبرز التغييرات.. إنشاء أكثر من ممشى ومناطق خدمية وترفيهية تحدث طفرة حضارية.. صور

بيراميدز ضد صن داونز.. موعد مباراة نهائى دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة

كريم الدبيس يقترب من العودة لمباريات الأهلى بعد التعافى من إصابة الكاحل

زلزال اليوم.. هزة أرضية تضرب القاهرة وعددا من المحافظات.. البحوث الفلكية: قوته 6.4 ريختر على بعد 631 كم شمال رشيد.. ورئيس المعهد: عمق الزلزال كان كبيرًا.. ويطمئن المواطنين: نتابع تداعيات الهزة الأرضية بشكل دقيق

عاجل.. رئيس معهد الفلك: عمق زلزال اليوم كان كبيرًا.. ونتابع توابعه بدقة

تعرف على مواعيد الجولة السابعة من مرحلة حسم دوري نايل والقناة الناقلة

بيان عاجل خلال دقائق.. معهد الفلك يكشف تفاصيل زلزال القاهرة

عاجل.. زلزال يضرب القاهرة وعددا من المحافظات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى