جامعة خاصة ولا مشروع صغير؟

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

مع انتهاء أعمال امتحانات الثانوية العامة، واقتراب موعد إعلان النتيجة، المنتظر في الأسبوع الأول من شهر أغسطس المقبل، كما أعلنت وزارة التربية والتعليم، بدأت الجامعات الخاصة سباقاً للإعلان عن أسعارها وخدماتها لزبائنها الجدد، والتسهيلات التي تقدمها للطلاب، ومستوى التعليم وهيئة التدريس، والرفاهية التي يحصل عليها الطالب خلال سنوات الدراسة، والمجموع البسيط الذي تطلبه، مقارنة بالجامعات الحكومية، وقد بدأت وسائل الإعلام على مختلف أشكالها عرض أسعار وتكاليف هذه الجامعات وما تقدمه من فرص لطالب الثانوية العامة.

من حق الجامعات الخاصة أن تعلن عن أنشطتها وخدماتها المختلفة، والتسويق لكلياتها، كما تشاء، فهذا حق مشروع، خاصة أن الكثير منها يقدم نوعية جيدة من التعليم ومستوى متميز من الأنشطة والمهارات، قد لا تتوفر في الجامعات الحكومية، نظراً لزيادة الأعداد الموجودة في تلك الأخيرة، لكن نصيحتي لكل من يخطط للالتحاق بالجامعات الخاصة أن يضع في اعتباره حسابات المكسب والخسارة، وينظر  للموضوع بطريقة برجماتية عملية بحتة، ويحصر إجمالي النفقات المفترض دفعها على مدار  سنوات الدراسة، ومدى مناسبة هذه التكلفة مع العائد.

ليس مقبولاً أن يفقد أولياء الأمور مدخراتهم ويصبحوا "على الحديدة" من أجل أن يلتحق أبناؤهم بالجامعات الخاصة، فمن ينفق نصف مليون جنيه خلال 4 سنوات، ليحصل نجله على بكالوريوس إدارة الأعمال، أو الإعلام، أو الهندسة، ليخرج بعد سنوات الدراسة بلا عمل، عليه أن يفكر في مشروع صغير أو متوسط بهذا المبلغ، يؤمن للطالب مستقبله، ويضمن له فرصة عمل مؤكدة ودخل مناسب، وأرى أن هذا التفكير أقرب إلى للقلب والعقل في وقت واحد، دون أن يغامر بكل ما يملك - هنا أتحدث عن طبقة الموظفين أو ما نسميها افتراضاً الطبقة المتوسطة -  ثم بعد سنوات الدراسة والتخرج ينضم الابن أو البنت إلى صفوف العاطلين، دون أن يجد ما يضمن له بداية مختلفة أو عمل لائق.

قبل التفكير في الانضمام للكلية الفلانية أو العلانية علينا التنبه جيداً لمستوى الفرص المتاحة، ومستقبل القطاع الذى يدرس فيه الطالب، ومدى حاجة المجتمع له، والمنافسة المحتملة من الكليات الأخرى وأعداد الخريجين، فهناك كليات ومعاهد تطرح آلاف الخريجين سنوياً دون وجود فرص عمل مباشرة لهم، لذلك لا أرى مستقبل لهؤلاء إلا في البداية المختلفة من خلال مشروعات صغيرة ومتوسطة، تخلق فرص عمل، وتوفر منتجات محلية تسد فجوة الاستيراد من الخارج، وتقلل الضغط على الحكومة، التي ينتظر منها الجميع توفير مئات الآلاف من فرص العمل سنوياً.

لابد أن تخضع حسابات اختيار الجامعات الخاصة وكلياتها لدراسة دقيقة من جانب الطالب وأسرته، دون أن يكون للموضوع جوانب عاطفية أو سيكولوجية، مرتبطة بضرورة أن يصبح هذا الابن أو البنت دكتور أو مهندس أو محاسب أو صحفي.. إلخ، وعلينا أن نعرف جيداً أن المستقبل مرهون فقط بفرص العمل ومعدلات الإنتاج، بعيداً عن الأفكار التقليدية القديمة، وفلسفة التعامل مع الشهادة الجامعية، التي لم تعد ميزة في حد ذاتها داخل مجتمع وصل عدد سكانه إلى 103 ملايين نسمة، ولا فرصه أمامه إلا السعي والعمل.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إقامة كأس أمم أفريقيا كل 4 سنوات وإلغاء بطولة المحليين

عقد قران ابنة أحمد سليمان على المغربي محمود بنتايج لاعب الزمالك.. صور

البنك الأهلي يحدد شروطه للاستغناء عن أسامة فيصل فى يناير

نيوكاسل يونايتد ضد تشيلسي.. البلوز يتأخر 2 - 0 فى الشوط الأول.. فيديو

5 تساؤلات مثيرة عن إيقاف القيد لنادي الزمالك 8 مرات


محمد صلاح يعلن التحدى قبل مواجهة زيمبابوي فى أمم أفريقيا

محمود حميدة وأشرف زكى ومنير مكرم يحضرون جنازة الفنانة سمية الألفى

مصدر بالأهلي يكشف آخر تطورات صفقة انضمام حامد حمدان فى يناير

الرئيس السيسى: مصر رغم خلافها مع إثيوبيا لم توجه أبداً أى تهديد لها

الرئيس السيسى: لا إشكالية مع الأشقاء بإثيوبيا.. مطلبنا عدم المساس بحقوقنا بمياه النيل


برشلونة يرفع عرضه المالي لضم حمزة عبد الكريم فى يناير المقبل

الطقس غدا.. أجواء شديد البرودة وانخفاض بدرجات الحرارة والصغرى بالقاهرة 11

ترتيب مجموعة الزمالك فى كأس عاصمة مصر قبل مواجهة حرس الحدود الليلة

دار الإفتاء تعلن نتيجة رؤية هلال شهر رجب لعام 1447 هجريا بعد المغرب

تعرف على سبب انفصال سمية الألفي عن فاروق الفيشاوي وقصة بكاءهما عند الطلاق

التشكيل المتوقع للزمالك أمام حرس الحدود.. بيزيرا وناصر وشريف فى الهجوم

إخلاء سبيل طليقة إبراهيم سعيد بعد مشاجرة بينهما فى فندق بالتجمع

وفاة الفنانة سمية الألفى بأحد مستشفيات المهندسين بعد صراع مع المرض

الطقس اليوم السبت.. الأرصاد تحذر من انخفاض جديد فى درجات الحرارة

دار الإفتاء تستطلع اليوم هلال شهر رجب لعام 1447 هجريا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى