"الاستشراق الألمانى".. كتاب يرصد السياسات الثقافية منذ أواخر القرن الـ 18

صدرت حديثًا عن المركز القومى للترجمة برئاسة الدكتورة كرمة سامي، الطبعة العربية من الجزء الأول والثانى لكتاب "الاستشراق الألمانى فى زمن الإمبراطورية" تأليف سوزان مارشاند، وترجمة وتقديم رضوان السيد.

ويقول المفكر الكبير رضوان السيد فى مقدمة الكتاب:"يتناول هذا الكتاب السياسات الثقافية والفكرية من جانب النخب الفكرية والثقافية الألمانية منذ أواخر القرن الثامن عشر وإلى ثلاثينيات القرن العشرين فى كل ما يتعلق بالشرق بالمعنى الواسع له أى من الشرقين الأوسط والأدنى (شرق العهدين القديم والجديد) وإلى الشرق الأّسيوى البعيد الهندى اليابانى والصينى وآسيا الوسطى وتركستان وإلى نواحى من أفريقيا استعمرها الألمان.

إن قاعدة هذه المحاولة الجديدة لدراسة عوامل ودوافع التفكير بالثقافات الشرقية لدى الألمان، هى إنسانويات القرن الثامن عشر فى جانبيها الكلاسيكى اليوناني/الرومانى والرومانسى الذى تبلورت تأثيراته فى القرن الثامن عشر، وهناك عوامل كانت هى الأبرز فى الاندفاع نحو الشرق، العهدان القديم والجديد والمنهج التاريخى فى دراستهما ودراسة الثقافات الأخرى المجاورة أو البعيدة وأيضًا الصراع على الشرق ومستعمراته بين القوى الأوروبية وهو الصراع الذى دخلته ألمانيا متأخرة.

وتابع: "بشأن هذه الدراسة فأننى منذ قرأتها عام 2010 أردت أن أترجمها لكننى تأخرت كثيرًا فى ذلك لطولها وللصعوبات المحيطة بتعبيرها ومصطلحها والمناهج المركبة التى استخدمتها الدراسة فى المقاربة والمعالجة

يتكون الكتاب من عشرة فصول تأتى بعنوان: "الاستشراق فى المديات الطويلة"، "المستشرقون أيام الافتتان بالحضارة الهيلينية"، "مستشرقون متوحدون"، "نهضة الاستشراق الثانية"، "غضب استشراقي"، "نحو مسيحية شرقية"، "الانفعالات والاثنيات"، الاستشراق فى عصر الامبريالية"، "تأويل الفن الشرقي"، "المستشرقون والآخرون

المؤلفة سوزان مارشاند ،متخصصة فى التاريخ الفكرى والثقافى الأوروبى والأمريكى الحديث، أستاذ التاريخ الفكرى بجامعة الدولة بلويزيانا، لها عدد كبير من الدراسات فى التاريخ الثقافى لكل من أوروبا والولايات المتحدة فى القرنين التاسع عشر والعشرين .

رضوان السيد، أستاذ الفكر العربى والدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية (1977-2015) وأستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة الأمريكية ببيروت منذ العام 2016، حصل على الليسانس فى العقيدة والفلسفة من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بمصر عام 1970 وعلى دكتوراه الفلسفة فى التاريخ الدينى المبكر فى الإسلام من جامعة توبنجن بألمانيا الاتحادية عام 1977م، ألف وترجم عدد كبير من الكتب الهامة نذكر منها :"محمد والقران "، صورة الإسلام فى الغرب"، "مفهوم الحرية فى الإسلام"و"الدين والسياسة فى إيران".

حصل على "جائزة الملك فيصل" فى الدراسات الإسلامية وأيضًا "جائزة النيل للمبدعين العرب" فى المجلس الأعلى للثقافة 2021.