خدمة وشوشة.. "مش قادرة اتجاوز كراهية إخواتي ليا ولأمي"

فتاة حزينة
فتاة حزينة
كتبت سارة درويش
"عمري 22 سنة، فقدت أبي في سن الخامسة. أنا وحيدة أمي لكن لي أخوة غير أشقاء من الأب. تزوج أبي من أمي بعد وفاة والدتهم، وكانوا وقتها كبار وتزوجوا. وأمي كانت حنونة عليهم ولم تعاملهم أبدًا معاملة "مرات الأب"، على العكس تنازلت لأصغرهم عن ميراثها من أبي وتركت له شقتها ليتزوج فيها. رغم كل ما فعلته أمي لأجلهم قوبل هذا منهم بالحقد والكره. بدأت المشاكل تظهر بعد وصولي المرحلة الثانوية.
 
أو ربما وقتها أنا أصبحت أعي وأدرك ما يحدث. "عيني فتحت" على الكثير من التفاصيل الصغيرة التي لم أفهمها من قبل، من سوء معاملة اخوتي لي واستبعادي من كل جلساتهم بحجة أنني صغيرة رغم أن ابنة اختي الكبرى كانت في نفس عمري تقريبًا ويسمحوا لها بمشاركتهم جلساتهم ويسمعوا رأيها ويتجاهلوني كأنني صفر على الشمال. 
 
رغم ذلك لم أحمل لهم ضغينة ولا كره ولكنني كنت أشعر بالحيرة وأسأل نفسي لماذا يفعلون ذلك؟ شعرت أن أختى تكرهني لأنني متفوقة عن ابنتها في الدراسة، ولكن ما لا تعرفه أنني اجتهد لأثبت لهم أنني لن أكون فاشلة لأن والدتي أمية كما سمعتهم بالصدفة يقولون من خلف ظهري. بعدما دخلت الجامعة بدأ الخطاب يطرقون بابي، وهو ما أثار غيرة اختي لأنها كانت تريدهم لابنتها فبدأوا يثيرون لي المشاكل ويتهمونني بسوء الخلق وجعلوني أعيش أسوأ أيامي. 
 
أنا الآن لازلت أعيش معهم في البيت نفسه، مضطرة أن أتعامل معهم وأضحك في وجوههم وأطيعهم دون نقاش ولكن من داخلي غير قادرة على تجاوز الألم النفسي الذي سببته معاملتهم لي، وصلت حتى لمرحلة أنني لا أفهم نفسي هل أحبهم أم أكرههم؟ كل ما أعرفه أنني يجب أن أنجح وأثبت نفسي ليروا ثمار تربية أمي، أعرف أنه لا فرصة أمامي أبدًا للفشل لابد أن أنجح دائمًا لأنني إن وقعت لا أحد سيرحمني لا أنا ولا أمي". 
 
****
عزيزتي، من المفترض أن تشكل الأسرة مصدر الدعم اللا مشروط والقبول، وتكون الملاذ الذي نلجأ إليه حين تضيق بنا الدنيا أو نواجه بعض المتاعب فيها، إلا أن هذا لا يحدث دائمًا، ففي بعض الأحيان تكون هي مصدر القلق والخوف، ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك سلبًا علينا إلا أن الجانب الإيجابي هو أن هذا يعلمنا كيف نكون بأنفسنا الملاذ والداعم لأنفسنا. 
 
ما مررتِ به ليس سهلاً ومن الطبيعي أن تشعري بهذا الارتباك في مشاعرك، حيث يقول الدكتور لؤي محمد وجدي، اخصائي المخ والاعصاب والطب النفسيإنه من الطبيعي أن تشعري بهذا الألم النفسي، ليس فقط من معاملة الإخوة ولكن كذلك بسبب فقدان الأب في سن مبكرة من حياتك، أما الإخوة فربما يقلل من حيرتك وألمك تفهم مشاعر الرفض لديهم، فهم أيضًا فقدوا الأم التي تعد بالنسبة لهم رمز لا يمكن استبداله ولا تعويضه لذا كانت لديهم مشاعر رفض تجاه زواج والدهم بعد رحيل أمهم، وهو ما انعكس على معاملتهم.
 
من الواضح أن الأم تتمتع بالكثير من العقل والأخلاق الطيبة السوية، فهي أحسنت معاملتهم بغض النظر عن أي شيء. ومن الطبيعي أن يتسبب إحساسك بالرفض منهم في مشاعر سلبية كالاضطهاد وقلة التقدير ولكن الإيجابي هنا أن دفاعاتك النفسية حتى الآن لا تزال متماسكة بدليل أنك لم تفقدي الدافع إلى النجاح وأنك تعاملينهم معاملة طيبة، رغم أنك تفتقدين للدعم الاجتماعي تمامًا، عدا أمك.
 
اؤمن دائمًا أن البحث عن حل هو نصف الطريق، وقد قطعتيه، عليكِ أن تستمري على ثباتك وإيمانك وإصرارك ودافعك القوي للنجاح، وأن تكوني أنتِ مصدر الدعم لنفسك. عليكِ أيضًا ألا تنتظري منهم تحسن في المعاملة فهذا أمر ربما لن يمكنك تعديله وعليكِ تقبله إلا إذا كان لديكِ من السعة النفسية والطاقة ما يكفي لأن تفتحي معهم حوارًا صريحًا تخبريهم بكل ما تشعرين به وتفتحوا صفحة جديدة معًا. 
 
عليكِ أن تسرعي في الحصول على عمل مهما كان بسيطًا طالما أنه شريف، هذا سيجعلك تشعرين بنفسك أكثر ويساعدك في التغلب على أي مشاعر سلبية سببتها معاملتهم لكِ، أما الخطوة الأهم فهي أن تجري تقييم للشخصية لدى متخصص في إحدى العيادات النفسية، لأن من الطبيعي أن تؤثر كل هذه الظروف على شخصيتك وعندما تعرفي نتائج هذا التقييم سيمكنك أن تعرفي كيف تأثرتِ وكيف تبدأي تدارك الأمر بخطوات صحيحة. 
 
 
خدمة وشوشة
خدمة وشوشة

فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.

يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد سامي يدرس استمرار صبحي سليمان على حساب جنش في حراسة عرين الاتحاد

كل عام وأنتم بخير.. معهد الفلك يكشف موعد المولد النبوى الشريف 2025

هل ينجح لبنان فى معركة "حصر السلاح"؟.. حزب الله يتمسك بسلاحه ويهدد باحتجاجات فى الشوارع.. إيران تجدد الدعم.. جلسة لمجلس الوزراء فى نهاية أغسطس لمناقشة الجدول الزمني للتنفيذ.. وضغوط إسرائيلية تزيد المشهد تعقيدًا

حكاية مقبرة "نى كاعنخ" مشرف القصر أو مشرف المدن الجديدة فى الدولة القديمة.. نحتت على هيئة مصطبة صخرية بهيكلها 16 تمثالا لصاحب المقبرة وعائلته.. ولها بابان وهميان فى جدارة الغربى ونحت خلفهما بئران عموديان.. صور

موعد مباراة الأهلي ضد غزل المحلة فى الدوري والقناة الناقلة


يانيك فيريرا يرفض منح لاعبى الزمالك راحة بعد الفوز على مودرن سبورت

جمعوا 100 مليون دولار.. غانا تسلم أمريكا "النصابين الثلاثة".. ما القصة

ألونسو يدرس الإطاحة بفينيسيوس جونيور من تشكيل ريال مدريد

محمود ناجى حكما لمواجهة السنغال والكونغو فى ربع نهائى "الشان"

محمود فوزى: نظام البكالوريا مجانى ومتعدد ويقضى على شبح الثانوية العامة


تنفيذ الإعدام بحق المتهم الرئيسى فى جريمة اغتصاب سيدة أمام زوجها بالإسماعيلية

برشلونة يحصل على موافقة "يويفا" لخوض أولى مبارياته الأوروبية خارج ملعبه

عمرو يوسف يشاهد فيلم درويش مع الجمهور ويلتقط صورا معهم.. صور

دقيقة حداد على والد الشناوي قبل انطلاق مباراة الزمالك ضد مودرن سبورت

بدرية طلبة تمثل أمام لجنة مجلس تأديب من 5 أعضاء.. اعرف التفاصيل

ليفركوزن يضم إتشيفيري معارًا من مانشستر سيتي ويعزز صفوفه بالفرنسي بادي

النيابة العامة تكشف حقيقة رقص فتاة على منصة القضاء ونقيب الممثلين يعتذر

رئيس الأمن العام البحريني يبحث مع الملحق العسكري الأمريكي التعاون الأمني

الآن نتيجة الدور الثانى للشهادة الإعدادية لمحافظة سوهاج بالاسم ورقم الجلوس

إيما لاين تعلن انطلاق تصوير أحدث أعمالها مسلسل لينك.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى