مذكرات المذيع الشهير تريفور نوح تحكى تاريخ الفصل العنصرى في جنوب أفريقيا

حلت مذكرات تريفور نواه "تريفور نوح" الممثل الكوميدى والمذيع التلفزيوني الجنوب أفريقى ومقدم برنامج ذا ديلى شو The Daily Show ضمن قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعًا حيث تم بيع أكثر من مليون نسخة! وهى مذكرات تدور حول فترة طفولته وبلوغه سن الرشد خلال فترة الثمانينيات فى جنوب أفريقيا حيث عانى من ويلات عصر الفصل العنصري.

 

ويروى المؤلف في مذكراته المعنونة باسم" مولد جريمة"  بكل المرح والفكر اللذين يميزان طريقته في التعبير فترة مظلمة ووحشية في تاريخ جنوب إفريقيا وهو الحائز على جائزة Thurber للفكاهة الأمريكية.

 

يحكى تريفور نوح تفاصيل مسار حياته بادئا من معاناته من تفشى نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا إلى مكتب The Daily Show حيث تحول إلى مذيع معروف أما نقطة بداية الكتاب فكانت لحطة ميلاده فقد وُلد تريفور لأب سويسري أبيض وأم سمراء من قبائل الزوسا لجنوب أفريقية في وقت كان فيه هذا الارتباط يعاقب عليه بالسجن لمدة خمس سنوات وفقا للقوانين التى كانت سائدة آنذاك فى جنوب أفريقيا والتى تحكمت فيها التفرقة العنصرية بشكل أساسى.

ظل تريفور نوح متخفيا خلال فترات حياته الأولى في جنوب أفريقيا مقيدًا بالإجراءات المتطرفة في كثير من الأحيان التي اتخذتها والدته لإخفائه عن الحكومة التي يمكنها في أي لحظة أخذه لكونه نتاج زواج رجل أبيض من امرأة أفريقية سمراء بل وقد يصل الأمر إلى سجن الأبوين، وقد تحرر تريفور نوح أخيرًا بنهاية الحكم الأبيض المستبد في جنوب إفريقيا مع وصول الرئيس الجنوب أفريقى الشهير  الراحل نيلسون مانديلا ونهاية عصر التفرقة العنصرية فى جنوب أفريقيا ومن بعدها انطلق ووالدته في مغامرة كبرى بعد صراع دام.

 

يتناول تريفور في كتابه الذى يحظى بإشادة وعبية كبر فى الولايات المتحدة قصة صبي صغير ينمو فى أجواء أفريقية ليصبح شابًا لا يهدأ وهو يكافح ليجد نفسه في عالم لم يكن من المفترض أن يكون موجودًا فيه وعلى خط درامى آخر يصف علاقة ذلك الشاب بأمه الشجاعة والمتمردة والمتدينة بشدة وهي امرأة مصممة على إنقاذ ابنها من دائرة الفقر والعنف وسوء المعاملة التي ستهدد حياتها في النهاية.

 

القصص التي جمعها تريفور في كتابه مضحكة ودرامية ومؤثرة بعمق حيث يذكر بعض المواقف التي تعرض لها في طفولته والتي تشمل العيش على اليرقات لتناول العشاء في الأوقات الصعبة التى تكن العائلة تجد فيها الطعام،  أو الرمى من سيارة متحركة أثناء محاولة اختطاف أو محاولة النجاة من مصاعب الحياة التى لم تكن تنتهي وذكريات المواعدة لأول مرة في المدرسة الثانوية حيث يضيء تريفور عالمه القديم بذكاء لا يتزعزع. 

 

تتشابك قصص المذيع معًا لتشكل صورة مؤثرة ومضحكة للغاية لصبي يشق طريقه عبر عالم مدمر في وقت خطير مسلحًا فقط بحس فكاهي شديد وحب الأم غير التقليدي وغير المشروط.