معركة دومة الجندل.. كيف نجح النبى فى تأمين طريق القوافل إلى الشام؟

غوات المسلمين
غوات المسلمين
محمد عبد الرحمن
خرج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فى مثل هذا اليوم من عام 626، على رأس جيش نحو قبيلة قضاعة التى كانت تنزل شمال قبائل أسد وغطفان، فى حدود قبائل الغساسنة الموالين للدولة الرومية (بيزنطة)، والمشرفة على سوق "دُومة الجندل" الشهير.
 
وتقع دُومة على بُعد 600 كيلو مترًا شمال المدينة النبوية، وذكر الحموي في معجم البلدان أنها سُميت بذلك نسبة إلى حصن بناه دوماء بن إسماعيل. أما الجندل: فهي الحجارة، ومفرده: جندلة، وعلى هذا يكون معنى اسم المنطقة: "الحصن الذي بناه دوماء في منطقة مليئة بالحجارة" وكان يُضرب المثل بمناعة حصن دومة وشدته.
 
وبحسب كتاب "الرحيق المختوم" تأليف صفي الرحمن المباركفوري، عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، وقد ساد المنطقة الأمن والسلام، واطمأنت دولته، فتفرغ للتوجه إلى أقصي حدود العرب حتى تصير السيطرة للمسلمين على الموقف، ويعترف بذلك الموالون والمعادون‏.‏
 
مكث بعد بدر الصغري في المدينة ستة أشهر، ثم جاءت إليه الأخبار بأن القبائل حول دومة الجندل ـ قريباً من الشام ـ تقطع الطريق هناك، وتنهب ما يمر بها وأنها قد حشدت جمعاً كبيرا تريد أن تهاجم المدينة، فاستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة سِبَاع ابن عُرْفُطَة الغفاري، وخرج في ألف من المسلمين لخمس ليال بقين من ربيع الأول سنة 5هـ، وأخذ رجلاً من بني عُذْرَة دليلاً للطريق يقال له‏:‏ مذكور‏.‏
 
خرج يسير الليل ويكمن النهار حتى يفاجئ أعداءهم وهم غارون، فلما دنا منهم إذا هم مغربون، فهجم على ما شيتهم ورعائهم، فأصاب من أصاب، وهرب من هرب‏.‏
 
وأما أهل دومة الجندل ففروا في كل وجه، فلما نزل المسلمون بساحتهم لم يجدوا أحداً، وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أياماً، وبث السرايا وفرق الجيوش، فلم يصب منهم أحداً، ثم رجع إلى المدينة، ووادع في تلك الغزوة عيينة بن حصن‏.‏ ودُومة بالضم‏:‏ موضع معروف بمشارف الشام بينها وبين دمشق خمس ليال، وبُعْدُها من المدينة خمس عشرة ليلة‏.‏
 
بهذه الإجراءات السريعة الحاسمة، وبهذه الخطط الحكيمة الحازمة نجح النبي صلى الله عليه وسلم في بسط الأمن، وتنفيذ السلام في المنطقة، والسيطرة على الموقف، وتحويل مجري الأيام لصالح المسلمين، وتخفيف المتاعب الداخلية والخارجية التي كانت قد توالت عليهم وأحاطت بهم من كل جانب، فقد سكت المنافقون واستكانوا، وتم إجلاء قبيلة من اليهود، وبقيت الأخرى تظاهر بإيفاء حق الجوار، وبإيفاء العهود والمواثيق، واستكانت البدو والأعراب، وحادت قريش عن مهاجمة المسلمين، ووجد المسلمون فرصة لنشر الإسلام وتبليغ رسالات رب العالمين‏.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصادر مصرية للقاهرة الإخبارية: حماس تعتبر المقترح بداية الطريق للحل الشامل

حماس تعلن موافقتها على مقترح مصر لصفقة تهدئة غزة وتبادل الأسرى

أخبار مصر.. ارتفاع مؤقت بدرجات الحرارة غدا والعظمى بالقاهرة 37 درجة

نص القرار الجمهورى بالتجديد لـ"حسن عبد الله" محافظًا للبنك المركزى

مادونا تحتفل بعيد ميلادها الـ67 بحضور سباق الخيل الأكثر جنونا بالعالم.. صور


حكاية بتوقيت 2028 تتصدر المشاهدة على watch it بالتزامن مع انطلاق عرضها

كيف نعى سليم ابن تيمور تيمور والده برسالة مؤثرة؟

الحكومة: خفض أسعار السيارات المحلية والمستوردة بنسب تتراوح بين 10% إلى 20%

الأهلي يرسل لاتحاد الكرة تكلفة استقدام حكام أجانب لمباراة بيراميدز

الزمالك يتصدر قائمة "الكلين شيت" بعد مرور جولتين بالدورى المصري


المصابتان فى حادث طريق الواحات: لا نية للصلح ولا توجد مفاوضات للتنازل

بكاء نيمار وإقالة مدرب سانتوس الأبرز بعد فضيحة السداسية

المصابتان في حادث مطاردة الفتيات بطريق الواحات يحضران أولى جلسات محاكمة المتهمين

رابطة الأندية تعلن عقوبات الأسبوع الثانى بالدورى اليوم.. إيقاف هاني الأبرز

بعد نجاح أولى حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو.. تعرف على باقى حكاياته وأبطاله

جنايات دمنهور تستأنف جلساتها فى قضية الطفل ياسين.. تفاصيل

المصري فى الصدارة.. ترتيب الدوري قبل انطلاق الجولة الثالثة غداً

تعرف على مواعيد حفلات مهرجان القلعة للموسيقى والغناء وأسعار التذاكر

ليدز يونايتد يتحدى إيفرتون فى ختام الجولة الأولى من الدوري الإنجليزي

إيران.. مقتل 6 إرهابيين واعتقال 2 آخرين فى تبادل لإطلاق النار جنوبى البلاد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى