نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

مفهوم "الحماية الاجتماعية".. أبعاد جديدة لمنظومة "الدعم"

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بقلم : بيشوى رمزى
ربما يبقى مفهوم "الحماية" الاجتماعية، هو أحد أهم المفاهيم التي أرستها "الجمهورية الجديدة"، في إطار التحول من سياسات "الدعم" التقليدية، والتي أصبحت بمثابة "كابوس" اقتصادي، يشكل ثقلا كبيرا على الدولة المصرية، منذ منتصف القرن الماضي، والتي كانت تهدف في الأساس إلى تحقيق قدرا من العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى تقديم "الحماية" للمواطن في أوقات الأزمات، إلا أن المعضلة التي واجهت الحكومات المتعاقبة، تجسد في تحول هذه السياسات، إلى حالة أشبه بـ"السنة" الحكومية، التي امتدت لتتجاوز الهدف الذي خلقت من أجله، وهو حماية فئات محددة من المواطنين، في أوقات معينة، لتصبح دائمة وممتدة، دون قيود أو شروط، وهو الأمر الذي تسبب في حالة من الترهل ليس فقط على مستوى الاقتصاد الكلي للدولة، جراء عدم قدرة معدلات النمو التي تتحقق عن تغطية العجز الناجم عن تلك السياسات، وإنما أيضا عن على المستوى المجتمعي، عبر تهميش المزيد من الفئات، والمناطق، بل والمحافظات التي ابتعدت تماما عن دائرة التنمية المستهدفة، ناهيك عن تدهور الأوضاع السياسية بشكل أسفر عن حالة الفوضى التي ضربت البلاد مع انطلاق العقد الماضي.
 
وهنا نجد أن مفهوم "الدعم" شهد تغييرا كبيرا مع مرور السنوات، حيث تحول من معناه المجرد، والقائم على "حماية" فئات معينة، خلال أزمنة معينة (أوقات الأزمات)، إلى سياسة متكاملة الأركان، تحولت في جوهرها إلى أيديولوجية، يمكن من خلالها كسب الأصوات الانتخابية، والاحتفاظ بمقاعد السلطة، لسنوات طويلة، لصالح قوى سياسية بعينها، تحت شعارات رنانة، بينما كانت خاوية من الهدف الحقيقي وراء تلك السياسات.
 
ولذا كان العودة إلى المفهوم، هو السبيل الذى انتهجته الدولة المصرية، في إطار "الجمهورية الجديدة"، لاستعادة التوازن، فيما يتعلق بالدعم، عبر ربط السياسات التي تنتهجها بفكرة "الحماية" الاجتماعية، عبر التركيز على الفئات المهمشة، من محدودي الدخل، وهو ما بدا في توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة للحكومة بتقديم حزمة إجراءات شاملة تشمل قطاعا كبيرا من المواطنين الذين تأثروا بتداعيات الأزمة الأوكرانية، وسكان العشوائيات، عبر مشروعات "حياة كريمة"، وغيرهم ممن يعانون أوضاعا اقتصادية صعبة، وهو ما يساهم، في استعادة الهدف، من وراء تلك السياسات، ناهيك عن ضمان وصول الدعم لمستحقيه، دون أن يذهب إلى فئات أخرى لا تستحقه، كما كان الحال قبل قرارات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها الحكومة قبل عدة سنوات، بالإضافة إلى تحقيق قدر كبير من المرونة، فيما يتعلق بسياسات الدعم، عبر ربطها، في بعض الأحيان بظروف معينة، على غرار الأزمة الراهنة، أو قبل عدة أشهر خلال أزمة كورونا.
 
إلا أن "الحماية" في رؤية الدولة المصرية، لم تقتصر في جوهرها على دعم الفئات المهمشة اقتصاديا، وإنما امتدت إلى العديد من القطاعات الأخرى، ممن عانوا تهميشا بأشكال أخرى، على غرار "ذوى الهمم"، الذين لم يلقوا حماية تذكر لسنوات طويلة، إلى الحد الذي كانوا يتعرضون فيه التنمر في أحيان كثيرة، من قبل بعض المنفلتين، دون ردع، بينما اهتمت بهم من الناحية القانونية عبر استصدار التشريعات التي من شأنها حمايتهم، كما وفرت لهم كافة الفرص، ليس فقط للاندماج في المجتمع وإنما أيضا عبر التواجد بقوة على الساحة، إلى حد التمكين، وهو ما يبدو في العديد من القرارات والإجراءات، ناهيك عن التفاعل معهم عبر توفير الفرصة للمتميزين منهم للدخول في حوار مباشر مع رأس الدولة، الرئيس عبد الفتاح السيسي.
 
الحماية امتدت بغطائها إلى الشباب المتفوق، سواء علميا أو عمليا، عبر منحهم الفرصة نحو المزيد من الإبداع، بعدما تساووا مع معدومي الكفاءة، مما أصاب قدرا كبيرا منهم بالإحباط، وعدم القدرة على الاستمرار، وبالتالي كانوا بحاجة إلى "دعم" الدولة، أو بالأحرى "حمايتها"، في ظل الحاجة إليهم، لتحقيق المزيد من الإنجاز في مختلف المجالات، وهو ما يبدو في تنظيم المنتديات، وإتاحة الفرصة لهم لتحقيق الاندماج مع النماذج المشابهة لهم من الدول الأخرى، حتى يمكن خلق مزيج من الخبرات، لتحقيق طفرة كبيرة في مختلف المجالات، خاصة مع زيادة حاجة السوق إلى مجالات جديدة، كالذكاء الاصطناعي، والتحول التكنولوجي، وهي المجالات التي اهتمت بها الدولة ودعمتها بصورة كبيرة خلال السنوات الماضية، باعتبارها أهم المتطلبات، في المرحلة الراهنة، وبالتالي تبقى الحاجة ملحة لـ"دعمها" هي الأخرى، من أجل تخريج جيل قادر على مجاراة العصر الحديث.
 
شمولية مفهوم "الحماية" لم يقتصر على فئات مجتمعية، وإنما امتد إلى مناطق أصابها التجريف، بسبب الإهمال الذي طال لسنوات وسنوات، بسبب التوجيه الخاطئ لسياسات "الدعم، سواء كانت في العاصمة أو المحافظات، وهو ما يبدو فيما يمكننا تسميته بـ"إعادة إعمار" العشوائيات، والعمل على توسيع نطاق المشروعات التنموية نحو العديد من المحافظات المصرية، سواء في صعيد مصر أو سيناء حتى يمكنها استيعاب أكبر قدر من أبنائها في العمل بعيدا عن الهجرة التي شهدتها تلك المحافظات، خلال سنوات، دفعت إلى تجريفها من الكوادر، وبالتالي حرمانها من ثمار التنمية التي تتحقق.
 
وهنا يمكننا القول بأن مفهوم "الحماية" الاجتماعية، يمثل في جوهرة طفرة الإصلاح في منظومة الدعم، حيث أعاد لها التوازن، بل والهدف الذي خلقت من أجله، ليكون الهدف منها مركزا على الفئات التي تحتاج أو بالأحرى تستحق الحصول على الدعم، لتصبح أكثر شمولا، متجاوزة البعد الاقتصادي، نحو أبعاد اجتماعية أعم وأشمل، تعتمد معايير إضافية، أبرزها الكفاءة، وظروف الحياة (على غرار ذوى الهمم)، وحتى الأبعاد المكانية، من خلال تعميم العملية التنموية لتشمل كافة المحافظات والمناطق التي عانت التهميش لعقود طويلة من الزمن.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حازم إمام ظهير الزمالك السابق يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ"37"

القضية الفلسطينية فى قلب مهرجان فينسيا.. صوت هند رجب يحصد جائزة لجنة التحكيم الكبرى وسط عاصفة من التصفيق.. كوثر بن هنية تُهدى الجائزة للهلال الأحمر وتؤكد: الفيلم ليس قصة هند فقط وإنما قصة نظام الاحتلال الإجرامى

وفاة طبيبة علاج طبيعى متأثرة بإصابتها فى حادث سير ببنى سويف

منتخب مصر الثانى يهزم تونس بهدف أفشة وديا استعدادا لكأس العرب.. صور

العالم هذا المساء.. رئيس فنزويلا يهدد بـ"الكفاح المسلح" إذا تعرضت بلاده لهجوم أمريكى.. وداع مهيب للمصمم الإيطالى العالمى جورجيو أرمانى فى ميلانو.. وترامب يأمر بإزالة خيمة مقامة قبالة البيت الأبيض منذ 30 عاما


إعلام عبرى: محادثات مباشرة بين أمريكا وحماس بعد انقطاع لأسابيع

منتخب البرتغال يدك أرمينيا بخماسية فى تصفيات كأس العالم ويتصدر المجموعة

طفل يبكى بعد مشاهدة رونالدو قبل مباراة أرمينيا ضد البرتغال.. فيديو

164 يوما على الشهر المبارك.. موعد شهر رمضان 2026 وأول أيامه فلكيًا

شاهد شق الجبال وتركيب القضبان في مشروع الخط الاول للقطار السريع


مصر تستعد لصلاة الخسوف.. اعرف شروطها وكيفية النداء لها

وزارة الأوقاف تصدر بعد قليل تعميما بضوابط إقامة صلاة الخسوف فى المساجد

مش بس بيسبب السرطان.. المشروبات الغازية الدايت تزيد من شيخوخة المخ وتدهور الذاكرة

أرقام حسام حسن مع منتخب مصر قبل خطوة الصعود لكأس العالم 2026

مساجد الكويت تقيم صلاة الخسوف غداً

هل يكفي منتخب مصر "التعادل" مع بوركينا فاسو للصعود لكأس العالم 2026؟

موعد مباراة مصر وتونس الودية استعداداً لكأس العرب

هل يقف براد بيت أمام المحكمة بسبب قضية إسكان ضحايا إعصار كاترينا؟

انخفاض بالحرارة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس من الأحد حتى الخميس

جاتوزو: نأسف للأوضاع الإنسانية وقتل الأطفال ووجود إسرائيل فى مجموعتنا أمر لا نتحكم فيه

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى