3 يوليو.. عندما انطلق "الحوار الوطني"

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
تزامن ملفت بين الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو، واقتراب لحظة انطلاق الحوار الوطني، والذي يمثل علامة فارقة، في تاريخ "الجمهورية الجديدة"، خاصة وأن يمثل حلقة مهمة من مسلسل "التنمية المستدامة"، والتي كانت بمثابة أحد أهم وأسمى الأهداف التي ترجمتها الدولة المصرية في السنوات الماضية، في صورة مشروعات تنموية عملاقة، تحقق مفهوم النمو الاقتصادي، بصورته التقليدية، جنبا إلى جنب مع مراعاة المعايير البيئية الهامة، ناهيك عن التركيز على التوسع الكبير في رقعة تلك المشروعات على النطاق الجغرافي، حيث لم تعد تقتصر على العاصمة أو بعض المدن هنا أو هناك، وإنما امتدت إلى كافة محافظات الجمهورية، وكذلك التوسع الكبير في المجالات المستهدفة، بدءً من تطوير قناة السويس، والعديد من القطاعات الحيوية الأخرى، سواء الكهرباء أو الطاقة أو النقل، أو الزراعة وحتى الصناعة، في انعكاس صريح لحالة من العمومية التنموية.
 
ولعل الحوار الوطني هو أحد أهم أضلاع التنمية المستدامة، والتي تقوم على العديد من الأبعاد، التي لا تقتصر على مجرد أرقام "صماء"، لتقييم الوضع الاقتصادي الحالي، وإنما تمتد إلى عنصر الاستدامة، والذي يقوم في الأساس على الحفاظ على مقدرات الدولة، وإمكاناتها لضمان الاستفادة منها للأجيال القادمة، في إطار المعايير سالفة الذكر، بالإضافة إلى تحقيق عنصر الديمقراطية التشاركية، باعتبارها ضمانا مهما للاستقرار السياسي والمجتمعي، وبالتالي تجنب الأسباب التي قد تؤدي إلى الفوضى وعدم الاستقرار المجتمعي، والتي تمثل الخطر الأكبر على أي عملية تنموية يمكن للدولة أن تحققها، وهو ما ظهر عمليا خلال العقد الماضي، إبان ما يسمي بـ"الربيع العربي"، والذي وضع بلدان المنطقة على حافة الحروب الأهلية، والتي سقطت بعض الدول في مستنقعها فعليا، لتقوض في نهاية المطاف أي أمل من شأنه تحقيق طموحات شعوبهم في مستقبل أفضل.
 
ولكن المفارقة الجديرة بالاهتمام، هي أن الحوار الوطني يبقى أول ثمرات 30 يونيو، بل وأنه استبق، في حقيقة الأمر قرار "الخلاص" الذي أعلنه بيان 3 يوليو، والذى كان بمثابة "ثمرة" حوار، جمع قادة القوات المسلحة، مع القيادات الدينية، جنبا إلى جنب مع الشباب والمرأة، وممثلي الأحزاب السياسية باختلاف توجهاتها وأيديولوجياتها، حيث توجهت الدعوة إلى جميع أطراف المعادلة السياسية والمجتمعية في مصر، دون استثناء، في الوقت الذي قرر فيه طرف بعينه إقصاء نفسه، بمقاطعة الحوار أولا، ثم التوجه نحو نهج يقوم على ترويع الآمنين وإرهاب المواطنين، في انعكاس صريح لحالة من الانعزال عن الواقع، التي كانت، وماتزال تعيشها تلك الجماعة، التي كتبت لها الأقدار أن تحكم أحد أعرق دول العالم من حيث الحضارة والتاريخ، في غفلة من الزمن.
 
الحوار الوطني كان الطريق نحو نجاح الثورة التي شارك بها ملايين المصريين، في 30 يونيو، بينما كان الهدف الرئيسي من ورائها، حيث كان إجراؤه في 3 يوليو يمثل استجابة كبيرة للمطالب التي رفعها الثوار آنذاك، ليضع بذلك دستور "الجمهورية الجديدة"، والطريقة التي سوف تدار بها، عبر حوار "وطني"، يشمل كافة أطراف المعادلة المصرية، سواء سياسيا أو اجتماعيا، أو دينيا، بالإضافة إلى إشراك كافة الفئات، سواء كانوا رجالا أو نساءً، ليضاف إليهم بعد ذلك بعض الفئات المهمشة، وعلى رأسهم ذوى الهمم، ليكونوا طرفا فاعلا في رسم صورة المستقبل للدولة المصرية، بعد سنوات الفوضى.
 
وهنا يمكننا القول بأن الحوار الوطني لم يتأخر في إطار عمل "الجمهورية الجديدة"، وإنما استبق ميلادها، ليقدم لها غطاء الشرعية، الذي حقق لها البقاء والانتصار، ليسطر من وراءه مسلسل من الحوارات، مع الكثير من الفئات، المجتمعية التي عانت تهميشا طال لعقود طويلة من الزمن، ليصبح الإعلان عن الحوار الوطني هو بمثابة ثمرة لكافة الخطوات السابقة، والتي انطلقت فعليا قبل ساعات من بيان 3 يوليو.
 
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نقل المواقف وإخلاء عمارة السكة الحديد.. ماذا يحدث فى ميدان رمسيس.. إنفوجراف

مسؤول الإغاثة فى الأمم المتحدة يطالب باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف انتشار المجاعة والمعاناة فى غزة

ثلاثية غزل المحلة فى الإسماعيلي على مائدة محمد مكي بالمقاولون العرب

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 9 - 9 - 2025 والقنوات الناقلة

زى النهارده.. الأهلي يعلن تعيين مارسيل كولر مديراً فنياً لفريق الكرة


عصام عبد القادر يكتب: رسائل الرئيس السيسي في القمة الاستثنائية لأعضاء بريكس.. الإصرار على التنمية.. والتمسك بمسار السلام.. مقومات العدالة الدولية.. دلالات الموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية

تفاصيل التحقيقات مع 3 متهمين غسلوا 40 مليون جنيه حصيلة أنشطة مشبوهة

منتخب إيطاليا يهزم إسرائيل 5-4 فى تصفيات كأس العالم وسط احتجاجات بسبب غزة

انفصال عمر خورشيد عن الفنانة ياسمين الجيلانى بعد زواج 10 سنوات

جامعة الأزهر تعلن الموافقة على نظام الساعات المعتمدة وتسجيل الرغبات الخميس


وزير الزراعة: توزيع مليون طن أسمدة على المزارعين بالسعر المعلن والمدعم

الرئيس الفلسطينى: لا حكم لحماس فى غزة وستسلم سلاحها للسلطة

الجناح الشرقي للناتو يتأهب لمناورات "زاباد 2025" الروسية.. مخاوف من تكرار الهجوم النووي على وارسو.. خبراء: التدريبات قد تستخدمها روسيا لاختبار رد الفعل على استفزازاتها.. والأطلسى يعلن: سنبقى يقظين

منتخب مصر بالأحمر وبوركينا فاسو بالأبيض فى مباراة حسم التأهل للمونديال غدا

كينجسلى إيدوو ينتقل إلى المصرى فى صفقة انتقال حر

لماذا يصدق البعض خرافة “نيبيرو"؟.. تأويلات تزعم وجود كوكب ضخم يظهر كل بضعة آلاف من السنين ليقترب من الأرض ويسبب الزلازل والبراكين.. وتقرير علمى يرد: لم يتم رصد أى جرم بهذا الاسم فى النظام الشمسى

شاهد استاد 4 أغسطس قبل 24 ساعة من مواجهة الحسم بين مصر وبوركينا فاسو

"حزينة بلا ضغينة".. ترامب يكشف تفاصيل جديدة حول علاقة ميلانيا وبوتين

السجن 7 سنوات لأستاذ جامعى ومدرب كاراتيه لاتهامه بالتعدى على طفل بالفيوم

السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية.. خريطة طريق شاملة لمستقبل مصر وجذب الاستثمارات بالجمهورية الجديدة.. سياسيون: وثيقة إصلاح شاملة تعزز التنمية الإقليمية المتوازنة.. وتساهم فى فتح المجال العام أمام القطاع الخاص

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى