"احفظ - سمّع – ارمى"

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب
مؤكد أن اتباع منهج الحفظ والتلقين في النظام التعليمى من أخطر ما تعرضت له المنظومة التعليمية خلال العقود الماضية، لترى الدولة ضرورة حتمية فى تغيير المنظومة بأكملها لتتحول من التعليم إلى التعلّم، وذلك لا يتأتى إلا من خلال إحداث ثورة تجعل أبناءنا على مسار التقدم المعرفي، وليس التعليم للحصول على الشهادات، وبالفعل قررت الدولة الاستثمار فى التعليم الرقمى بداية من 2016 ونجحت فى جلب المحتوى لبنك المعرفة، وبدأ التطبيق 2018 بداية من المرحلة الثانوية ومرحلة رياض الأطفال.
 
إلا أنه ما زال هناك ثقافة عامة لدى بعض أولياء الأمور وبعض المعلمين وأصحاب سبوبة الدروس الخصوصية بالتمسك بالأسلوب القديم في التعليم، والذى يتلخص في ثلاث كلمات وهم "احفظ - سمع - ارمى" وعقيدة هؤلاء الدرجات والشهادات لا الفهم ولا التعلّم، لذلك تجدهم يهاجمون ليل نهار المنظومة الجديدة، بل يصبح للغش مبررا؟ وأن نصل إلى أن يُقاتل بعض أولياء الأمور من أجل أن يغش أبناؤهم الطلاب؟ 
 
وننسى أن هذا الأسلوب القائم على الثلاث كلمات "احفظ - سمع- ارمى" هو من جلب لنا نظاما تعليميا يعترف بالشهادات فقط، فنكون أمام طبيب يتاجر بالمرضى، ومهندس تنهار على يديه العمارات، ومدرسا نصابا وغير كفء على أداء رسالته، وموظفا مزورا بلا ضمير، ومواطنا مخادعا غير مسؤول تجاه نفسه أو تجاه مجتمعه، فينتشر العنف وتنهار الأخلاق.
 
لذا.. لا داعى لهذا المنهج الذى كان سببا رئيسيا في انهيار المنظومة، ويجب منح الفرصة كاملة فى تطبيق ما تصبوا إليه الدولة، وننتظر النتيجة النهائية، فالأهم يا سادة، أن يكون لدينا خريج يصلح لسوق العمل متسلح بكل وسائل المعرفية التى تتناسب مع العصر الذى يعيش فيه، فيعود هذا بالنفع على أسرته أولا ثم على المجتمع ثانيا.
 
أخيرا.. لماذا لما نترك أبناءنا يسيرون فى المسار الطبيعى وفق قدراتهم، فمن يدخل الجامعة يدخل، ومن يقف عند التعليم المتوسط، فيكون هناك طبيب عالم رحيم ومهندس مبدع أمين ومدرس صادق رسول،  وفلاح ناجح أو نجار  أو كهربائيا، والأهم من هذا كله أن لا يشعر أحد فينا بظلم لأنه يعرف قدراته، ولا يشعر أحد فينا أنه أخذ مكان الآخر، فعندما نلتقى كل بمهنته نتعامل بحب ومودة واحترام، وإقرار بالواقع المُستحق، فابحثوا عن التعلّم لا عن الشهادات.. يرحمنا ويرحمكم الله..!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

مصر 30 يونيو.. والمعجزة الاقتصادية

مصر 30 يونيو.. والمعجزة الاقتصادية الخميس، 30 يونيو 2022 12:52 م

قديما.. قالوا

قديما.. قالوا الثلاثاء، 28 يونيو 2022 01:13 ص

لهذا تحولت البيوت إلى جزر منعزلة

لهذا تحولت البيوت إلى جزر منعزلة الإثنين، 27 يونيو 2022 12:11 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

استشهاد طفلين فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمال غزة

آرسنال ضد ليدز.. جيوكيريس يقود هجوم الجانرز فى الدورى الإنجليزى

الداخلية تضبط تيك توكر تحرض على الفسق وبحوزتها كمية من مخدر الآيس بالهرم

الأهلي يرفع كأس السوبر السعودي وسط حسرة رونالدو.. فيديو

رابطة الأندية تعلن عقوبات الأسبوع الثالث بالدورى.. إيقاف أحمد سامى 3 مباريات


وزير خارجية بريطانيا يبلغ عن نفسه بعد صيده السمك دون ترخيص مع نائب ترامب

ريبيرو يستقر على قيادة كريم فؤاد للجبهة اليسري للأهلى أمام المحلة

ماذا فعل حسن البنا فى أول فضيحة ارتكبها صهره داخل الإخوان؟.. أطاح بأعضاء الإرشاد بعد مطالبتهم فصل صهر المرشد لممارسته الرذيلة مع الأخوات فى بيوتهم خلال الجلسات الدعوية.. والجانى يشتهر بـ"راسبوتين" الإخوان

"العش بديلا".. ثنائية بيكهام وداري تقود دفاع الأهلى أمام غزل المحلة

ذكرى ميلاد عبد السلام النابلسي.. أشهر 10 أفلام جمعته بإسماعيل ياسين والعندليب


صاحبة دعوى تعويض ضد الزمالك: تلقيت 1000 مكالمة سب وتنمر عقب نشر إعلان الدباغ

أورلاندو بلوم يُلمّح لعودته في الجزء السادس من "قراصنة الكاريبي"

محمد صلاح ضمن أفضل هدافى القرن الحادى والعشرين عالميًا.. ميسي يتصدر

وزير العمل يتواصل مع عامل مزلقان بنى سويف وصرف مكافأة مالية له

مان سيتي ضد توتنهام.. مرموش أساسيا فى قمة الجولة الثانية بالدوري الإنجليزي

بعد المغرب.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

أخبار مصر.. التموين تطرح السكر بمنافذ المجمعات الاستهلاكية بعد تخفيض الأسعار

ورم في رقبتها وصعوبة بالنطق.. عجز المنظومة الصحية بغزة يهدد حياة الطفلة جوليا

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر

طلاب الثانوية العامة دور ثان يؤدون امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى