نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

"التمييز الإيجابى".. فلسفة "الدعم" فى "الجمهورية الجديدة"

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
ربما ارتبطت حياة المصريين بثقافات معينة، توارثوها عبر الأجيال المتواترة، في مختلف مجالات الحياة، تراوحت بين التعليم والعمل، مرورا بالإنجاب، والوضع الاقتصادي للمواطن، وحتى متطلباته اليومية من سلع ومواصلات وغيرها، إلى الحد الذى أصبحت فيه الحكومات المتعاقبة مسؤولة بشكل تام عن تقديم "حياة مجانية" لمواطنيها بدءً من رغيف الخبز المدعوم، وحتى تخرج الأبناء والأحفاد من الجامعات، بل وتوظيفهم، وتوفير الإمكانات لتزويجهم، حتى تبدأ حياتهم، وبالتالي الدوران مجددا في نفس الفلك الذي استمر لسنوات طويلة، ربما ثقلت كثيرا على الدولة، إلى الحد الذي باتت معه عاجزة عن تحقيق العديد من المفاهيم، القائمة على التكافؤ أو الإنتاج أو الاكتفاء الذاتي، في ظل اعتماد ما يمكننا تسميته بـ"سياسة الدعم" الذي لم يقتصر على فئة معينة أو مجالات بعينها، وإنما امتد إلى كافة المجالات، بصرف النظر عن التكلفة المترتبة على دعمها، أو الفئات، بعيدا عن مدى أحقيتهم بالحصول على دعم الدولة.
 
وهنا تجلت أحد أكبر المعضلات التي واجهتها "الجمهورية الجديدة"، حيث تبقى سياسة "الدعم" الكامل والشامل، بمثابة أحد أبرز التحديات، خاصة وأنها تبقى "إرثا" طويل المدى، فشلت الحكومات على مدى عقود طويلة في تقويضه، سواء من أجل البقاء في صدارة المشهد، أو لتحقيق الاستقرار "الشكلي"، في ظل حالة من "الثبات"، أو بالأحرى "السبات"، جراء العجز الكامل عن تحقيق أية إنجازات على صعيد كافة المجالات، بدءً من التعليم مرورا بالصحة ناهيك عن البنية الأساسية، وغيرها، بسبب ضياع المليارات، من ميزانية الدولة، في إطار السياسات التقليدية في هذا الإطار، ليتحقق في نهاية المطاف ما يمكننا تسميته بـ"المساواة" السلبية، فلا مجال للكفاءات، في الحصول على مزايا تعليمية، بينما لا توجد هناك فرصة للمنافسة بين العاملين في مختلف القطاعات، لتحقيق المزيد من الإنجاز، فيما يتعلق بالإنتاج، لأن الجميع متساوون، فالأكفاء لن يحصلوا في النهاية على مزايا، بينما المتقاعسون لن يجدون ردعا.
 
النهج الذى اتخذته "الجمهورية الجديدة" ارتكز في الأساس على تحويل صورة الدعم، عبر مسارين، أولهما يتعلق بتحديد الفئات التي تستحقه في صورته "العينية"، من خلال تقديم منتجات وخدمات شبة مجانية، وهم محدودي الدخل، وبالتالي اقتصاره عليهم، بينما يقوم المسار الآخر على فكرة الإنجاز، والكفاءة، فأصبح الدعم في جزء منه عبارة "مزايا" أو بالأحرى "مكافأة" تقدمها الدولة لمن يستحق، من الأكفاء، الذين ينبغي تطويرهم وتطوير أعمالهم، سواء من المتفوقين فى مجال التعليم، أو الإنتاج، سواء كان زراعيا أو صناعيا، حتى يمكنهم تحقيق أكبر قدر من الإنجاز، بينما اتجه في جزء أخر، نحو إصلاح بعض القطاعات، على غرار التعليم، عبر التركيز على الجانب التكنولوجي والفني، من أجل إعداد الكوادر التي يمكنها تحقيق متطلبات السوق، مع التحول الكبير في مجالات بعينها، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي.
 
فلو نظرنا إلى التعليم، باعتباره أحد القطاعات الحيوية، التي تشهد تغييرا كبيرا، سواء على مستوى المناهج أو الرؤية، نجد أن الحقيقة التي لا مفر منها، تتجسد في أن التغيير الذي تتبناه الدولة، من أجل تحقيق التطوير الذى نتطلع إليه، عبر تغيير السياسات، يتطلب في المقابل تغييرا في ثقافة المواطن، عبر إدراك متطلبات سوق العمل في السنوات القادمة، وكيفية الخروج بأبنائهم من "التابوهات" التقليدية، على غرار التصنيفات القديمة للكليات بين قمة وقاع، وأسلوب الحفظ والتلقين، والسعي المتواصل نحو طريق الشهادة، كسبيل وحيد لتحقيق "الوجاهة" الاجتماعية، بصرف النظر عن جدواها فيما بعد مع مواجهة الأبناء للحياة العملية، وهو ما ترجمته كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي، حول استعداد الدولة تقديم المليارات لدعم الدارسين الذين يمتلكون المقومات لدراسة العلوم التكنولوجية المتطورة.
 
وهنا يمكننا القول بأن الحديث عن فكرة إلغاء الدعم، هو محض كذب، وإنما يقوم التوجه الذي تتبناه "الجمهورية الجديدة"، في إدارتها لهذا الملف، على ما يمكننا تسميته بـ"تحويل المسار"، ليصبح في حقيقته مرتبطا بالإنجاز، ودافعا نحو التطوير، سواء في قدرات المواطن، عبر الإنجاز، في إطار من "التمييز الإيجابي"، أو في مختلف قطاعات الدولة، من خلال تطويرها من حيث إمدادها بما تحتاجه من إمكانات مادية أو بشرية، لتكون مؤهلة على تحقيق أكبر قدر من المكاسب، ومجاراة الواقع الحالي.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

17 لاعب يغيبون عن الأهلى فى ودية الشباب اليوم.. تعرف عليهم

حسام حسن يلجأ لطريقة 3-5-2 أمام بوركينا فاسو لحسم التأهل للمونديال

عماد النحاس يضمن البقاء فى قيادة الأهلي حتى مواجهة الزمالك بالدوري

إخماد حريق داخل شقة سكنية فى الهرم دون إصابات

وزير الدفاع الإسرائيلى مهددا غزة: عاصفة هائلة ستضرب سماء القطاع اليوم


حسام حسن يضع خطة عبور بوركينا فاسو والتأهل لكأس العالم 2026.. الليلة

محكمة إسرائيلية: الحكومة لم توفر الحد الأدنى من الغذاء للأسرى الفلسطينيين

ترامب يعرب عن "دهشته" لاستقالة رئيس وزراء اليابان

وزارة التعليم: متابعة تطبيق أعمال السنة بالعام الدراسى الجديد بالمدارس

الزمالك يحذر فيريرا من تكرار الإخفاقات فى الدورى بعد الهزيمة من دجلة


ليلة روحانية لفرقة الإنشاد الدينى على مسرح أوبرا دمنهور يوم 11 سبتمبر

لسد العجز.. القانون يجيز التعاقد مع الأطباء بعد بلوغ المعاش حتى 65 عاما

ترامب: أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق بشأن غزة قريبا جدا

"المران الأخير الليلة".. موعد مباراة مصر وبوركينا فاسو فى تصفيات كأس العالم

أرض الحضارة.. معبد الأوزوريون في سوهاج أسطورة فرعونية تحكي أسرار الخلود والعالم الآخر.. تم اكتشافه عام 1903.. يتكون من ممر طويل مائل طوله 60 مترًا وعرضه مترين ونصف.. وعلماء آثار: تصميم نادر.. صور

كريستيانو رونالدو يعزز مسيرة الأرقام القياسية ويطارد حلم الألفية

"مواجهة من العيار الثقيل".. موعد مباراة الزمالك والمصري فى دوري nile

"العودة تقترب".. موعد مباراة الأهلي وإنبي فى الدوري والقناة الناقلة

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس

حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين 8 سبتمبر 2025 فى مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى