المصريون انتظروا يوم القيامة فى سنة 1735 ميلادية.. ماذا حدث؟

المماليك
المماليك
أحمد إبراهيم الشريف
تمر المجتمعات بمراحل صعبة فى حياتها، من ذلك ما مر به المصريون فى زمن الحكم العثماني، ووسادت الخرافات والخزعبلات وخيم الركود على العقول والأفهام، وفقد العلماء روح الابتكار والتجديد وتجمدوا فى إطار التقليد والنقل عن الأسلاف وانطفأت الجذوة الخلاقة التى دفعت المسلمين الاوائل إلى ارتياد آفاق العلوم واكتشاف أسرار الكون واقتصر الإنتاج العقلى على القشور والإغراق فى التنجيم وقراءه الطالع وفنون السحر والشعوذة، حسبما يذكر كتاب "مصر من نافذة التاريخ" لـ جمال بدوي.
 
ويضيف الكتاب، حدث هذا فى الوقت الذى قطعت فيه الشعوب الأوروبية شوطا بعيدا فى مجال الصحوة العقلية والثقافية والعلمية منذ عصر النهضة الإيطالية فى القرن الخامس عشر الى عصر الثورة الفرنسية فى أواخر القرن الثامن عشر، و شهدت هذه القرون الأربعة حركه إحياء الحضارة الإنسانية العالمية.
 
وكان حظ المصريين من ركام الجهل والتخلف كبيرا فقد سيطرت عليهم عصبة من الأفاقين والمشعوذين، راحوا يتحكمون فى مصيرهم عن طريق الخرافات، والشعب يبتلع هذه السموم ويصدقها ويظنها من الدين بعد أن فقد القدرة على التمييز بين الحق والضلال، وحدث أن أشاع هؤلاء المبطلون أنهم توصلوا عن طريق التنجيم إلى معرفة موعد قيام القيامة وبلغ من فجورهم أن حددوا موعدها بعد يومين وصدق الناس الفرية وأخذوا يتهيأون لاستقبال القيامة حسب مواقفهم الخلقية، فالصالحون منهم انكبوا على العبادة والتوبة، والفاسقون انغمسوا فى العبث ليستمتعوا بالساعات القليلة المتبقية لهم فى هذه الدنيا الفانية، فلما مر الموعد المحدد دون أن يتحقق زيفهم راحوا يزعمون أن كبار الأولياء تشفعوا عند الله ليؤجل القيامة وقبل الله شفاعتهم.
 
ويحكى الجبرتى هذه الواقعة تحت عنوان "من الحوادث الغريبة" ففى يوم الأربعاء رابع عشره ذى الحجه عام 1147 هجرية (الموافق 1735 ميلادية) شيع فى الناس بمصر أن القيامة قائمه يوم الجمعه 13 ذى الحجه وفشى هذا الكلام فى الناس قاطبة حتى فى القرى والأرياف، وودع الناس بعضهم بعضا، ويقول الإنسان لرفيقه بقى من عمرنا يومان، وخرج الكثير من الناس والمخاليق إلى الغيطان والمتنزهات ويقول بعضهم لبعض دعونا نعمل حظا ونودع الدنيا قبل أن تقوم القيامة، وطلع أهل الجيزة نساء ورجالا وصاروا يغتسلون فى البحر (النيل) ومن الناس من علاه الحزن وداخله الهم، ومنهم من صار يتوب من ذنوبه ويدعو ويبتهل ويصلى واعتقدوا ذلك ووقع صدقه فى نفوسهم، ومن قال خلاف ذلك، أو قال هذا كذب لا يلتفتون لقوله، ويقولون هذا صحيح، وقاله فلان اليهودى، وفلان القبطى، وهما يعرفان فى الجفور (السحر والتنجيم)، وفلان ذهب إلى الأمير الفلانى وأخبره بذلك، وقال له احبسنى إلى يوم الجمعة وإن لم تقم القيامة فاقتلنى ونحو ذلك من وساوسهم، وكثر فيهم الهرج والمرج إلى يوم الجمعة المعين المذكور، فلم يقع شىء وأصبح يوم السبت فانتقلوا يقولون فلان العالم قال إن سيدى احمد البدوى والدسوقى والشافعى تشفعوا فى ذلك وقبل الله شفاعتهم، فيقول الآخر اللهم انفعنا بهم، فإننا يا أخى لم نشبع من الدنيا ونحو ذلك من الهذيانات.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مكتب التنسيق: إتاحة الفرصة للطالبة عائشة أحمد بإعادة ترتيب الرغبات مرة أخرى

وزير الثقافة يحضر عزاء الدكتور يحيى عزمى بمسجد الشرطة

التداوى بالطبيعة ينعش موسم السياحة العلاجية فى واحة سيوة.. حمامات رمال جبل الدكرور أحد أسرار الطبيعة المتوارثة عن الفراعنة لعلاج أمراض العظام المزمنة.. تخفيف آلام الروماتيزم والروماتويد وآلام المفاصل لمدة عام

البرازيلى خوان ألفينا لاعب الزمالك وزوجته فى زيارة للأهرامات.. صور

الداخلية تضبط متهما زعم صلته بتجار مخدرات وآثار واستعداده لتقديم معلومات عنهم


الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس ودرجات الحرارة خلال آخر أسبوع فى أغسطس

بعد إعلان رؤية هلال ربيع الأول.. تعرف على موعد المولد النبوى الشريف 1447

بدء عزاء يحيى عزمى بمسجد الشرطة بحضور أشرف زكى وإيهاب فهمى

الوكرة ضد الدحيل.. حمدى فتحى أساسيا فى قمة الدورى القطرى

رسميا.. أرسنال يعلن التعاقد مع إيبيريتشي إيزي


نائب رئيس مجلس الوزراء يقرر تكريم عامل مزلقان بني سويف لشجاعته

الداخلية تضبط تيك توكر استدرجت مواطنًا لمنزلها بالسلام وضربته

آرسنال ضد ليدز.. جيوكيريس يقود هجوم الجانرز فى الدورى الإنجليزى

شاهد تصوير جوي لأعمال تركيب القضبان وتشطيبات محطات القطار السريع.. صور

صاحبة دعوى تعويض ضد الزمالك: تلقيت 1000 مكالمة سب وتنمر عقب نشر إعلان الدباغ

تنفيذ حكم الإعدام على مندوب مبيعات أدين فى خطف طفل وقتله بالإسماعيلية

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

وزير الإسكان ومحافظ مطروح يتفقدان محطة تحلية مياه البحر "الرميلة 4"

"بكالوريا ولا ثانوية؟".. 10 فروق بين النظامين.. البكالوريا تجمع عدة مسارات وتعدد مرات دخول الامتحان.. تمنح فرصا محلية بمعايير عالمية وتنهى كابوس الثانوية العامة.. تؤهل لسوق العمل وقواعد التنسيق واحدة بالنظامين

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى