سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 12 أغسطس 1970.. هيكل فى مؤتمر صحفى بوصفه وزيرا للإرشاد القومى: «قدمت ياسر عرفات لجمال عبدالناصر.. وهذه أسباب قبولنا مبادرة روجرز»

روجرز
روجرز
 بعد أربعة أيام من بدء سريان وقف إطلاق النار على الجبهة المصرية مع إسرائيل، تنفيذا لمبادرة «روجرز»، عقد الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل مؤتمرا صحفيا، يوم 12 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1970، وذلك باعتباره وزيرا للإرشاد القومى «الإعلام»، ووفقا لتغطية الأهرام للمؤتمر فى عددها 13 أغسطس 1970، فإن الغرض من المؤتمر كان الإعلان عن الترتيبات الجديدة، التى أعدتها الوزارة لتسهيل مهمة المراسلين الأجانب فى القاهرة، ثم ألح المراسلون على «هيكل» أن يجيب على بعض أسئلتهم، وحضر المؤتمر نحو 50 مراسلا من جنسيات مختلفة.
 
كان «هيكل» وزيرا بقرار من جمال عبدالناصر منذ 25 إبريل 1970 إلى جانب رئاسته لتحرير الأهرام، وتقدم باستقالته إلى الرئيس السادات يوم 3 أكتوبر 1970، واكتسب المؤتمر الصحفى الذى عقده يوم 12 أغسطس 1970 أهميته، لأنه جاء فى توقيت بالغ الحساسية، على أثر قبول مصر مبادرة وزير الخارجية الأمريكية، وليام روجرز، بينما رفضتها أطراف عربية أخرى، فى مقدمتها العراق والجزائر ومنظمة التحرير الفلسطينية.
 
كان موقف منظمة التحرير الفلسطينية هو المجال الأكثر فى أسئلة المراسلين لهيكل، وفى إجابته، كشف العديد من الأسرار حول حديث البعض عن فشل المباحثات، التى جرت فى القاهرة بين مسؤولين من مصر ووفود المنظمة.. قال: «أنا ذلك المسؤول المصرى، الذى كان يتحدث مع ممثلى اللجنة المركزية للفدائيين الفلسطينيين. إننى مازلت أحاول التمسك بشخصيتى الصحفية ولا أريد أن أفقدها، وتعرفون أننى قابلت هؤلاء كصديق فى حقيقة الأمر، وفى الواقع أنه لم يطلب منى رسميا أن أجرى محادثات معهم بصفتى وزيرا للإرشاد القومى، وكنت طوال الوقت الماضى حلقة الاتصال بين منظمة فتح والحكومة المصرية».
يضيف: «أنا منذ ثلاث سنوات ذلك الشخص الذى قدم ياسر عرفات للرئيس جمال عبدالناصر، وظللت فترة من الوقت بمثابة حلقة الاتصال بين الحكومة المصرية ومنظمة فتح، ولما حدث سوء تفاهم بيننا وبينهم، كان من الطبيعى أن أقابلهم، وقابلتهم بصفتى رئيسا لتحرير الأهرام، وجرت المحادثات فى جو بعيد عن الرسميات وفى مكتبى فى الأهرام».
 
يذكر هيكل، أنه قال للفلسطينيين: إن مشروع روجرز لا يعد مشروعا للسلام، ولا يؤدى إلى توقيع معاهدة للسلام بيننا وبين إسرائيل، مثلما يقول البعض.. يؤكد: «قلت لهم أنتم تعرفون أن فى مشروع روجرز شيئين فقط ولا ثالث لهما، أولهما هو وقف إطلاق النار لمدة 90 يوما، وهذا يعنى أنه فى فترة وقف إطلاق النار سوف يتاح ليارنج «مبعوث الأمم المتحدة» أن يعيد إحياء مهمته، ويعود إلى ما كان يفعله قبل أن يتخلى عنها أو قبل أن يوقف جهوده لتنفيذ قرار مجلس الأمن بتاريخ 22 نوفمبر 1967 أو توضع تفاصيله موضع التنفيذ، وهما وحدهما الشيئان الوحيدان اللذان تضمنهما مشروع روجرز وليس شيئا غيرهما».
 
يضيف هيكل: «كنا باستمرار نؤيد قرار مجلس الأمن، وقبلناه وكنا نرى طوال هذا الوقت أنه يمكنه أن يؤدى إلى حل لأزمة الشرق الأوسط، إذا ما طبق بجميع بنوده، ومن ثم فإذا ما أتيحت لنا فرصة وجاءت فيها الحكومة الأمريكية، التى تجاهلت لمدة طويلة وجود ذلك القرار الصادر من مجلس الأمن تجاهلا تاما، إذا ما جاءت وقالت إنها مستعدة لأن تقدم تأييدها لمحاولة أخرى يقوم بها دكتور يارنج، لتنفيذ ذلك القرار، فإننى لا أرى سببا يدعونا إلى الرفض».
 
يرى هيكل، وحسبما قال للفلسطينيين: إن هناك ثلاثة عوامل عامة دعت الحكومة الأمريكية إلى تقديم تلك المبادرة، أولها، أن الإسرائيليين ظلوا على الدوام تحت تأثير فكرة إجبار المصريين بعدة وسائل على الركوع، وحاولوا هذا بعد الحرب ولم ينجحوا، وحاولوه بشن الغارات وبعمليات الهليكوبتر على نجع حمادى، وعلى ساحل البحر الأحمر، ثم جربوا تكتيكا جديدا وهو الغارات فى العمق، والحق أن كل هذه المجهودات لم تزعزع يقين الشعب المصرى أو يقين الحكومة المصرية فى إيمانها بالصمود والمقاومة، والعامل الثانى هو عملية إعادة بناء الجيش المصرى، التى أعطت ثمارها، والجيش المصرى الذى يواجهه الإسرائيليون الآن ليس هو على اليقين، ومن نواحى عديدة الجيش المصرى الذى واجهوه فى عام 1967، أما العامل الثالث الذى لعب دورا مهما للغاية، فهو زيادة العون السوفيتى، الذى استدعى انتباه الحكومة الأمريكية لأول مرة إلى أن هذا الصراع ليس مجرد صراع محلى يمكن تنحيته جانبا.. يؤكد: «نحن نعتقد أن قبولنا لمبادرة روجرز لا تشكل أى عنصر جديد على المقاومة الفلسطينية، فهم لهم الحق فى أن يستمروا أو يفعلوا كل ما يريدون أن يفعلوه».
 
وفى إجابته على سؤال، حول إصرار جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل على المفاوضات المباشرة، قال: «هم لا يستطيعون أن يفرضوا إرادتهم علينا، وليس فى وسعهم هذا، ومن ثم فإنه بوسع جولدا مائير أن تجلس منتظرة إلى الأبد».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مدحت صالح يتألق بأغانى حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات فى الليلة قبل الختامية من مهرجان القلعة ويعلق: أجمل يوم فى السنة اللى باجى فيه هنا‎.. نسمة عبد العزيز تمتع الجمهور بأجمل المعزوفات

"غيابات بالجملة"..موعد مباراة الأهلى أمام غزل المحلة بالدوري المصري

تارا عماد تفاجئ جمهور حفل ويجز.. وتشاركه أغنية "أميرة" فى مهرجان العلمين

حمدي فتحي يبحث عن الفوز الأول مع الوكرة في الدوري القطري

ويجز يشعل حفل مهرجان العلمين بأغنية "خسرت الشعب".. صور


قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا

عم طارق.. بطل مزلقان بنى سويف أنقذ شابا من الموت على قضبان السكة الحديد.. ويؤكد لـ"اليوم السابع": ما حسبتهاش وما فكرتش فى نفسى.. حسيت إن ثانية واحدة ممكن تفرق بين حياة وموت إنسان.. فيديو وصور

موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية

إعلام إسرائيلى: 3 انفجارات ضخمة تهز وسط إسرائيل

بالمر يقود تشكيل تشيلسي في مواجهة وست هام بالدوري الإنجليزي


السفير حسام زكي: التحركات الإسرائيلية في غزة مرفوضة وتعيدنا إلى ما قبل 2005

السفير حسام زكى: الموقف العربى واضح فى دعم حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية

اليوم الأسود للطيران..غدا ذكرى سقوط 3 طائرات ومصرع 194 شخصا..وغموض حول فاجنر

تعليم الجيزة: البكالوريا تمنح الطالب شهادة معتمدة تؤهله للالتحاق بالجامعات

نقل مباراة الزمالك وفاركو إلى استاد السلام بدلا من هيئة قناة السويس

الأهلى ضد غزل المحلة.. موعد المباراة والقناة الناقلة فى الدوري المصري

شاهد بوسترات مسلسل أزمة ثقة قبل عرضه على قناة ON الأحد المقبل

واقعة لاعبة الجودو دينا علاء.. هل تلقت القتيلة 3 رصاصات من الزوج لتفدى أطفالهما؟

اعترافات صادمة لعصابة الثقب الأسود: نضرب الأطفال ونجبرهم على التسول.. فيديو

محمد صلاح يزين قائمة أوفياء الدوري الإنجليزي قبل مواجهة نيوكاسل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى