"دنيا".. 40 عاما من الكفاح والعمل الشاق بحثا عن الرزق الحلال.. تحملت المسؤولية منذ طفولتها.. عملت باليومية في الأراضي الزراعية.. وواصلت مسيرتها في الحياة ببيع الأنابيب لتوفر لأسرتها حياة كريمة

دنيا تكافح من أجل لقمة العيش
دنيا تكافح من أجل لقمة العيش
الدقهلية - مرام محمد

بابتسامة رضا لا تفارق محياها، وقلب عامر بالصبر والعزيمة والأمل، وروح تفيض بالصفاء والخير والعطاء تبدد آلامها وأحزانها بالكفاح والعمل، ضربت دنيا عبد الله صاحبة الـ57 عاما أروع الأمثلة في الصمود والكفاح والتحدي، بعد أن رفضت الاستسلام أمام ظروف الحياة ومارست مهن الرجال من أجل الكسب الحلال.


عاشت "دنيا" ابنة قرية ميت عباد بمدينة نبروه التابعة لمحافظة الدقهلية، حياتها تجوب الشوارع بسيارة أنابيب، تسعى وراء رزقها ولقمة عيشها، تحملت المسؤولية وكانت خير معين لوالدتها وشقيقها في شدته فى سبيل توفير حياة كريمة لأسرتها. أربعون عاما، شاهدة على نضال تلك السيدة والأم العظيمة، فمنذ طفولتها خطت طريق الشقاء بالعمل باليومية فى الأراضى الزراعية، ومن ثم واصلت مسيرة كفاحها في الحياة ببيع الأنابيب التي تجوب بها شوارع قريتها يوميا، لمساندة أسرتها على أعباء الحياة وتوفير حياة كريمة لهم.

تسلحت "دنيا" بالقوة والشجاعة وعاشت فى الحياة بعزة وكرامة، صانعة بعطائها وتضحياتها وشقائها اليومي ملاحم كفاح، فتبدأ رحلة شقائها اليومية مع ساعة "الفجرية" وتخرج مسرعة لمستودع الأنابيب في قريتها، تحصل على حصتها منه، ثم تتجول بين شوارع قريتها، تحمل في يدها مفتاحا، تطرق به على أنبوبة برفقتها، فيخرج صوتا مدويا يرنو في أرجاء قريتها، ليخبر الأهالي عن قدوم أمهم "دنيا".

اعتادت "دنيا" على أن تناضل كالفرسان بقوة وشموخ لتحصل على قوت يومها وقوت أسرتها، تسعى فى الحياة بكل همة ونشاط وعزيمة وأمل مع كل طلعة شمس والناس نيام حاملة مسئوليات وهموم مثقلة تنوء بها الجبال، تثابر لتقهر المستحيل بالشقاء والعمل والعرق الطاهر، فقالت لـ"اليوم السابع"، إنها كافحت في الحياة بكل عزيمة وإرادة منذ أن كانت في الـ15 من عمرها، حيث بدأت مسيرتها بالعمل باليومية في الأراضي الزراعية لتساند أسرتها على أعباء الحياة، واستمرت في عملها باليومية في الزراعة إلى أن انفصلت عن زوجها بعد عام واحد من الزواج وهي حامل في ابنتها الوحيدة.

وتابعت أنها اهتدت للعمل في بيع الأنابيب منذ أن انفصلت عن زوجها لتتمكن من الإنفاق على نفسها وابنتها ووالدتها دون مساعدة من أحد، موضحة أنها قررت العمل برفقة شقيقها، والذي كان يعمل هو الآخر في بيع الأنابيب إلى أن تمكنت من تعلم قيادة سيارتها الربع نقل وأكملت المسيرة وحدها من بعد وفاته، مؤكدة أنها من بعده تحملت المسؤولية وأصبحت هي الداعم لأبناء شقيقها من بعد وفاته، ومتكفلة بمصاريف ابنهم الصغير بعد إصابته بالفشل الكلوي.

وأشارت إلى أنها تبدأ يومها من الساعة السابعة صباحا، تذهب لمستودع الأنابيب، تستبدل الأنابيب الفارغة بأنابيب ممتلئة وتستلم حصتها من الأنابيب، ومن بعدها تبدأ رحلة شقائها اليومية بالتجول في كافة أنحاء قريتها لتبيع الأنابيب إلى الأهالي حتى الرابعة عصرا، "أنا بشتغل بعرق جبيني، وكفاحي كله لوجه الله، وربنا عطاني الصحة عشان أقدر أكمل واشتغل وأوفر عيشة كريمة ليا ومصاريف علاج ابني الهادي".

سنوات طويلة من الكفاح والعمل، تحملت "دنيا" خلالها مشقة العمل، غير آثمة على نفسها بل راضية وصابرة، لم تمل يوما أو تكل من توصيل أسطوانات الغاز للزبائن، ملبية نداء "الهادي" ابن ابن شقيقها، الطفل الصغير الذي أصيب بالفشل الكلوي ومازال ينازع في الحياة بكل صبر وقوة على أمل أن تنقذه والدته وحبيبته "دنيا"، موضحة أن بالرغم من صعوبة المهنة ومشقتها إلا أنها تتسلح بالصبر والعزيمة لمواصلة الكفاح والعمل بعرق جبينها لتتمكن من توفير مصاريف علاج ابن ابن شقيقها الصغير المريض بالفشل الكلوي، "أنا بشتغل عشانه، وبشيل الحديد على ضهري ومستحملة، هو اللي مصبرني على بيع الأنابيب، وطول ما ربنا مديلي الصحة هفضل أشتغل وأكافح.. أملي في الحياة إنه يتعالج ويعمل عملية زراعة الكلى ويخف عشان يعيش حياته زي كل الأطفال".

 

دنيا-40-عاما-من-الشقاء-ببيع-الأنابيب-في-الدقهلية
دنيا-40-عاما-من-الشقاء-ببيع-الأنابيب-في-الدقهلية

 

دنيا-بائعة-الأنابيب
دنيا-بائعة-الأنابيب

 

دنيا-تبيع-أنابيب-في-الدقهلية-لتوفر-حياة-كريمة-لأسرتها
دنيا-تبيع-أنابيب-في-الدقهلية-لتوفر-حياة-كريمة-لأسرتها

 

دنيا-تكافح-ببيع-الأنابيب-في-الدقهلية-لتوفر-حياة-كريمة-لأسرتها
دنيا-تكافح-ببيع-الأنابيب-في-الدقهلية-لتوفر-حياة-كريمة-لأسرتها

 

دنيا-عبد-الله
دنيا-عبد-الله

 

دنيا-عبد-الله-57-عاما-وتكافح-ببيع-الانابيب
دنيا-عبد-الله-57-عاما-وتكافح-ببيع-الانابيب

 

دنيا-عبد-الله-بائعة-الأنابيب
دنيا-عبد-الله-بائعة-الأنابيب

 

 

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

دي ماريا يحرز هدف تعادل بنفيكا ضد تشيلسي 1-1 فى الدقيقة 95.. فيديو

القومى لحقوق الإنسان يستعد لانتخابات 2025 بنشر ثقافة المشاركة السياسية

جمال ياقوت يقدم ورشة في الإخراج بمهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة بالشارقة

قبة الحرارة.. إعصار يواجه أوروبا ويسبب موجة حر شديدة.. يونيو يحطم الأرقام القياسية.. الفوضى تعم باريس ومصرع شخصين وانقطاع الكهرباء بفرنسا..ووفاة شخص بسبب الحر فى إسبانيا.. تأهب فى اليونان وقبرص خوفا من الحرائق

جيش الاحتلال يزعم اغتيال حكم العيسى بغزة


مواعيد مباريات اليوم الأحد 29-6-2025 والقنوات الناقلة

بصور شهداء فلسطين ورسالة لينا الظاهر.. كايروكى يدعمون أهل غزة من استاد القاهرة

توقف مباراة بنفيكا ضد تشيلسي في مونديال الأندية لسوء الأحوال الجوية

منتخب إنجلترا يتوج بلقب بطل أمم أوروبا للشباب بثلاثية ضد ألمانيا.. فيديو

تحفة معمارية جديدة تقدم لأهالى السيدة زينب.. "روضة السيدة 2" جاهز لاستقبال السكان.. 572 وحدة سكنية كاملة التشطيب تقدم لسكان منطقة الطيبى بعد إزالتها.. تضم ملعبا وحدائق وحضانة ومبنى إدارى.. صور


شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة

تحذير عاجل من هيئة الأرصاد الجوية لسكان هذه المحافظات

مفيدة شيحة تحتفل بزواج ابنتها منة الله عماد وسط حضور كثيف.. فيديو وصور

دماء الأخوة على مذبح الطمع.. المؤبد لمتهم بقتل شقيقه فى فارسكور بسبب الميراث

التشكيل الرسمي لقمة بالميراس ضد بوتافوجو البرازيلية فى كأس العالم للأندية

إعفاء أبناء الشهداء والمصابين بعجز كلى من مصروفات الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية

حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز تكلفته أكثر من 20 مليون دولار وخاتم الزواج 10 ملايين دولار.. فستان الزفاف بتوقيع دولتشي آند جابانا.. والعروس تغير اسمها على إنستجرام وتحذف منشوراتها القديمة

بعد أوفا ودويدار.. محمد حامد يرحل عن إنبى بعد نهاية مشواره

زد يضع الرتوش الأخيرة على صفقة ضم عبد الفتاح ورضا من الأهلي

الطقس غدا.. ارتفاع بدرجات الحرارة واضطراب بالملاحة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى