اللغة العربية والثورة الرقمية.. "الواقع والمأمول"

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

مؤكد أن اللغة العربية من أعرق وأثرى اللغات التي عرفتها البشرية جمعاء، لكن مما لاشك أن هناك أزمة  في ظل الثورة الرقمية، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعى، ومنصات الحداثة الرقمية خاصة بين الشباب، وسط تبادل المحادثات بالرموز والإشارات مما له عظيم الأثر على اللغة العربية وعلى مستوى فصاحتها.

فهل ينكر أحد سيطرة اللغة العامية على حياتنا "العملية والعلمية"، وهل يُنكر أحد ضعف إتقان اللغة لدى فئة الشباب تحدثا أو كتابة، بل أن الغريب أن هناك من يشطح بأن هناك لغة جديدة في السوشيال ميديا، مثل لغة السين، بعد تداول عدد من مستخدمي السوشيال ميديا، عبارات وجُمل غير مفهومه، ولا توجد بينها قاسم مشترك، إلا أن تبدأ كلماتها بحرف السين.

لذا، يجب علينا دق ناقوس الخطر، إذا كنا بالفعل نحب لغتنا باعتبارها تمثل هويتنا وشرفنا وسط الأمم، وإذا كنا فعلا نريد أن نعيد لها رونقها من جديد، وأعتقد أن تكون أول التحركات أن يُعتبر الحفاظ على اللغة مسألة أمن قومى، خاصة أن الدستور ينص على أن اللغة العربية لغة رسمية للبلاد، وخاصة أن هناك إجماع على وجود حرب شرسة ضد هويتنا من أجل ضرب قيمنا وثوابتنا التاريخية والقومية والوطنية بل وقيمنا الأخلاقية، ثم تأتى أهمية العمل على إظهار جمال اللغة العربية في المناهج التعليمية وطرق التدريس، وتنقية هذه المناهج من كل ما ينفر الطلاب، ويدعوهم لإهمال لغتهم وتركها أو الارتماء في أحضان لغات أخرى، أو ابتكار لغات غريبة مثلما نرى الحل على في مواقع التواصل الاجتماعى، من طرق للتواصل ما أنزل الله بها من سلطان.

مع ضرورة توظيف الوعى كسلاح فعال لإنقاذ اللغة، من خلال قيام وسائل الإعلام بحملات وبرامج تستهدف إظهار جمال اللغة، وتدعو للحفاظ عليها، وتُساهم في إتقانها، بالتوازى مع قيام الدولة بإصلاح ما يمكن إصلاحه من مناهج وآليات لإعداد معلم قادر على تعليم اللغة جيدا، بتأهيله أولا وتشجيعه بالعمل فى مجالات اللغة ثانيا وهذا لا يكون إلا بضمان عائد مادى جيد يكفل له حياة ومستوى اجتماعى جيد، وأيضا تأهيل الكوادر والنخب وقيادات العمل الإدارى والوظيفى، لأنه لو حدث ذلك سينعكس على بيئة العمل، وطرق التواصل فتحيا اللغة.

وعلينا أن نحذر من الانجرار وراء خديعة التفاخر والتباهى باللغات أجنبية، فهذا التباهى الكاذب جعل هذه اللغات الدخيلة واقعا في حديثنا، ومنهجا في تعليمنا، ولافتة في شوارعنا، وزينة بملابسنا،  وأن نعود إلى هويتنا ولغتنا من جديد حيث الحماية والشرف والتاريخ.

وفى الختام، نثُمن ما يقوم به مجمع اللغة العربية في القاهرة من جهود مضنية لحماية اللغة، والعمل على إعادة رونقها من جديد، وتمكينها من مواكبة الأجيال والأزمان.. حفظ الله لغتنا الجميلة وحفظ مصرنا الغالية وأمتنا الكريمة..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الزمالك ضد حرس الحدود فى كأس عاصمة مصر

مواعيد مباريات اليوم الخميس 18-12-2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

الحسابات الفلكية تكشف موعد بداية شوال وأول أيام عيد الفطر 2026

باريس سان جيرمان يحقق إنجازا تاريخيا بعد التتويج بلقب كأس الإنتركونتيننتال


تحذير هام من الشبورة المائية.. حالة الطقس اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025

من 10 سنوات سجن إلى سنة مع الإيقاف.. مفاجأة فى قضية تزوير توكيل عصام صاصا

يوسف الشريف والمخرج توبة.. رهان جديد فى «فن الحرب» على شاشات المتحدة

نبيل الكوكى: الأهلي المرشح الأول للدوري.. والمصري يمتلك مقومات النجاح

مراسم تتويج باريس سان جيرمان بلقب كأس القارات للأندية.. فيديو


ارتفاع حصيلة البعثة المصرية بدورة الألعاب الأفريقية للشباب إلى 52 ميدالية

محمود حميدة وشريف منير وعماد زيادة وهانى رمزى يشاركون فى عزاء شقيقة عادل إمام.. صور

قرار عاجل من النيابة فى واقعة وفاة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

رويترز: المملكة المتحدة تعفى حقل ظهر من العقوبات المفروضة على روسيا

اتحاد الكرة: 9 مكاسب فى إسقاط منتخب مصر لنيجيريا قبل أمم أفريقيا

هل يتم تجديد مسلسل It: Welcome To Derry لموسم ثانٍ؟

ابنة نيكول سابا تظهر لأول مرة فى كليب تلج تلج احتفالاً بالكريسماس

أول أيام شهر شعبان فلكيًا الثلاثاء 20 يناير 2026.. وعدته 29 يوما

حكاية مكالمة حزينة جمعت عبد الحليم حافظ وأم كلثوم قبل وفاة الأخيرة

تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى