روشتة تجاوز الأيام الصعبة والأزمات الاقتصادية

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

هل فعلاً الأيام المقبلة صعبة، وتحمل تبعات أشد وطأة على الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وتحتاج استعدادات خاصة، وتصورات أكثر انضباطاً من الحكومة والمواطن على حد سواء، الحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال لا يمكن اختزالها في ثنائية " نعم أو لا "، أو الردود المتسرعة، دون التوقف عند حجم الإجراءات التي تتم، وما يخفيه المستقبل في ظل الأزمات المتصلة، والمشكلات الاقتصادية التي باتت مزمنة ومعقدة وتلقي بظلالها على العالم أجمع، لذلك أتصور أن الفترة المقبلة صعبة، لكنها قطعاً ستمر مثل غيرها، وكلما كان الوعي بها أفضل، كلما كان الخروج أسهل وأيسر وبأقل الخسائر الممكنة.

كتبت كثيراً - قبل عدة أشهر - عن ضرورة أن تتجه الحكومة لوضع خطة متكاملة للتقشف وتقليل الإنفاق، وقد بدأت الحكومة بالفعل في تنفيذ هذه الخطة بصورة جيدة، من خلال تقليل استهلاك الكهرباء وهيكلة الموازنة، ووضع حلول وسيناريوهات أكثر تشاؤماً للاستعداد لما هو قادم خلال الفترة المقبلة، وهذا إجراء ممتاز على سبيل التحوط، ويدفع نحو التقليل من الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، لكن يبقى الدور الأهم والأكبر على المواطن.

ضبط النفقات والحفاظ على مستويات السيولة في الأسواق، هو أقرب الحلول للخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة، خاصة أن السيولة ستتراجع مستوياتها في الفترة المقبلة مع صعود وتيرة الركود التضخمي، وتراجع معدلات الإنتاج والاستهلاك، التي ستبدأ مع نهاية العام الجارى، وهذا يدفع نحو ضرورة الحفاظ على "الكاش" بالشكل الذي يضمن حيوية الأسواق والإبقاء على نسب البطالة عند الحدود الآمنة، بالسعي نحو خلق أكبر عدد ممكن من الوظائف والفرص.

أول خطوة على الطريق في دعم أداء المواطن لمواجهة تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية أن يتجاوز كل النصائح العشوائية التي يتم التسويق لها، وتحمل في طياتها مخاطر غير محدودة على معدلات النمو وفرص الاستثمار على المديين المتوسط والطويل، خاصة أنها تدفع مباشرة نحو الركود والتباطؤ، نتيجة اندفاع الأفراد نحو تحويل مدخراتهم إلى ثروات عقارية أو مشغولات ذهبية، وهذا كفيل أن يضرب الأسواق في مقتل، ويستنزف قوتها، ويرفع معدلات البطالة، ويزيد من خشونة الأزمة، وآثارها السلبية على المجتمع.

تحويل مدخرات الناس للمعادن والحوائط والأعمدة الخرسانية قد يحافظ على قيمة الأموال لوقت معين، لكن حال توجه الجميع للتفكير بنفس الطريقة، سيخلق ركود ممتد، وعدم القدرة على تسييل هذه الأصول مرة أخرى، خاصة في ظل انخفاض مستويات السيولة، لتصبح النتيجة إما بيع بنفس الأسعار القديمة أو بالخسارة فى أغلب الأحيان، وهنا سيتحمل المواطن تكلفة الفرصة البديلة الناتجة عن توظيف مدخراته في تجارة أو صناعة أو شهادات بنكية مرتفعة العائد، لذلك يجب التنبه خلال الفترة المقبلة لخطورة ما يتم الترويج له من نصائح غير مدروسة، فليس أخطر على الاقتصاد من الانكماش، وليس أكثر من توظيف الأموال في أصول بلا عائد سرعة في الوصول إلى سيناريو الانكماش، لذلك علينا الحذر والتحوط للأزمة الراهنة بالعمل الجاد وتقليل الاستهلاك والادخار المخطط.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

التفكير داخل الصندوق!

التفكير داخل الصندوق! الإثنين، 15 أغسطس 2022 11:03 ص

التوسع العقارى الأفقى.. أرقام صادمة

التوسع العقارى الأفقى.. أرقام صادمة الثلاثاء، 09 أغسطس 2022 09:33 ص

السلعة اللى تغلى بلاش منها

السلعة اللى تغلى بلاش منها الخميس، 04 أغسطس 2022 10:11 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كيف تفاعلت الأسواق مع اجتماع بوتين وترامب في ألاسكا.. الذهب يتعرض لهبوط كبير بـ1.8% والأونصة تتراجع 3329 دولارًا.. الأسواق تتجاهل تحذيرات الرئيس الأمريكي بشأن العقوبات على موسكو.. والأسهم تنتعش

الداخلية تضبط 2 تيك توكرز تقدمان محتوى رقص بحوزتهما أقراص مخدرة.. فيديو

الأهلي يستفسر من لجنة الحكام عن سبب طرد محمد هاني فى مباراة فاركو

الحماية المدنية تواصل أعمال مكافحة حريق مخزن فى بولاق أبو العلا.. صور

تشكيل إنبى ووادى دجلة فى مباراة اليوم بدورى NILE


حقائق من دفتر تاريخ مواجهات الزمالك والمقاولون قبل لقاء الليلة.. الأبيض يتسلح بـ52 انتصارا و126 هدفا.. فوز ذئاب الجبل شعار المواجهة الأخيرة.. فيريرا يبحث عن الفوز الثانى مع أبناء ميت عقبة.. ومكى في مهمة صعبة

الأقصر للسينما الأفريقية يطلق استمارة قبول الأفلام لدورته الخامسة عشرة

حقيقة إعلان المحكمة الرياضية قرارها بشأن شكوى بيراميدز

حبس ممرضة 4 أيام بتهمة إشعال النار داخل مستشفى حلوان

ميسي: لامين يامال يذكرني بنفسي


المقاولون العرب يتسلح بـ13 صفقة جديدة فى مواجهة الزمالك بالدوري

جدول ترتيب الدوري المصري قبل مباراة الزمالك والمقاولون العرب الليلة

ليفربول ضد بورنموث.. أرقام قياسية بالجملة لـ محمد صلاح ورفاقه

ريبيرو يكشف سبب تغيير أليو ديانج فى مباراة الأهلى وفاركو

وزارة التعليم: تسجيل غياب الطلاب يوميا بالعام الدراسى الجديد 20 سبتمبر

هدف ودموع ووفاء.. محمد صلاح يتألق فى ليلة استثنائية بالدوري الإنجليزي.. ملك ليفربول يواصل تحطيم الأرقام القياسية ويدخل نادي عظماء البريميرليج أمام بورنموث.. ويقترب من إنجاز تاريخي غير مسبوق للأجانب

كليات مسار الطب وعلوم الحياة بالبكالوريا بعد التصديق على قانون التعليم

غلق شارع 26 يوليو لتنفيذ مونوريل وادى النيل -6 أكتوبر.. اعرف تحويلات المرور

78 مليار جنيه لدعم الإنتاج والشباب.. أكبر حزمة تحفيز بموازنة 2025/2026

علشان تختار لابنك صح.. أبرز 10 فروق بين البكالوريا والثانوية العامة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى