نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

الدولة والمواطن.. مراحل التحول نحو "الشراكة"

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
"الشراكة".. عنوان هام هيمن على سياسات الدولة المصرية في السنوات الأخيرة، ربما تجلى في أبهى صوره مع العديد من المشاهد، منها المشروعات التي تم الإعلان عنها مع ميلاد "الجمهورية الجديدة"، وكذلك قرارات الإصلاح الاقتصادي، التي حملت قدرا من الضغوط على كاهل المواطنين، جنبا إلى جنب مع الحكومة، إلا أنها كانت ضرورية، في إطار خطة إنقاذ، بعد سنوات الفوضى التي وضعت البلاد في أوضاع اقتصادية حرجة آنذاك، لتصبح الخطوات الإصلاحية لا مفر منها إطلاقا، لاستعادة التوازن، بل وكانت نقطة تحول مهمة، نحو الانطلاق إلى حقبة تنموية جديدة، عبر العديد من المشروعات العملاقة، التي تهدف في الأساس إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية لملايين المصريين، وعلى رأسها مبادرة "حياة كريمة"، والتي ساهمت في تحسين حياة قطاع كبير من المواطنين، الذي عانوا جراء التهميش لعقود طويلة.
 
ولعل المبدأ نفسه كان حاكما في مواجهة العديد من الأزمات خلال السنوات الماضية، ربما أبرزها جائحة كورونا، وما ترتب عليها من تداعيات كبيرة، تكفلت الدولة بالتعامل معها، عبر تعويض المتضررين، ممن اضطروا للبقاء في منازلهم، في إطار الإجراءات الاحترازية، وهو الأمر الذي لم تكن الدولة تستطيع إنجازه، لولا قرارات الإصلاح التي اتخذتها قبلها بعدة سنوات، بينما تجسدت المفارقة الجديرة بالملاحظة خلال تلك الفترة، في تحقيق معدلات نمو اقتصادي إيجابية، خلال أعوام الوباء"، في الوقت الذي وصلت فيه أرقام أعتى اقتصادات العالم إلى معدلات صفرية، بل وسالبه، وهو ما يمثل أحد أهم ثمار الإصلاح، القائم على "الشراكة" الحقيقية بين الحكومة المواطن، في تحمل أعباء الوطن ومسؤولياته.
 
وهنا تصبح الإنجازات التي حققتها الدولة المصرية في السنوات الأخيرة، نتيجة ليس فقط قرارات "صماء"، وإنما أيضا انعكاسا صريحا، لحالة من "الشراكة" المتكاملة، بين الدولة ومواطنيها، وهو الأمر الذي ربما دفع إلى توسيع دائرتها، عبر مسارين، أولهما التحول إلى التعامل في العديد من القضايا الاستراتيجية الأخرى، والتي ترتبط بالعديد من الملفات، التي باتت تمثل ليس فقط أولويات داخلية، وإنما تحظى باهتمام دولي كبير، على غرار قضية التغيرات المناخية، وسياسات الترشيد، والتي أصبحت بمثابة ضرورات ملحة من شأنها حماية، ليس فقط منطقة بعينها، وإنما الكوكب بأسره، بينما كان المسار الأخر قائما على فكرة توسيع دائرة المشاركة عبر دخول مؤسسات أخرى على الخط، على غرار الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الدينية.
 
فلو نظرنا إلى قضية التغيرات المناخية، ربما نجد أنها تمثل نموذجا مهما لمبدأ "الشراكة" التي تعتمده الدولة المصرية، في الآونة الأخيرة، حيث اتجهت الدولة المصرية، نحو إطلاق مشروعات عملاقة "صديقة للبيئة"، في ضوء مسؤوليتها الدولية، بالإضافة إلى التوجه نحو تعزيز الاستدامة التنموية، وهو ما ساهم في اختيار مصر لاستضافة قمة المناخ المقبلة في شرم الشيخ، والمقرر انعقادها في نوفمبر القادم، بينما نجد تحركات مهمة، لتوسيع "دائرة الشراكة"، عبر إشراك مؤسسات أخرى، لزيادة الوعي المجتمعي بأهمية احترام المعايير البيئية، في إطار حملات بمشاركة المؤسسات الدينية (الأزهر الشريف والكنيسة القبطية)، بالإضافة إلى تعزيز دور منظمات المجتمع المدني في هذا الإطار.
 
الأمر نفسه ينطبق على سياسات الترشيد، التي تحولت إلى سياسة عالمية لمجابهة الأزمات الجديدة، على غرار نقص الغذاء والمياه والطاقة، والتي ترجع في جزء منها للتغيرات المناخية، بينما تفاقمت الأمور بصورة كبيرة مع اندلاع الأزمة الأوكرانية، ليتحول مبدأ "الشراكة" من مجرد رفاهية سياسية، إلى ضرورة ملحة، في ظل إلزامية تعاون المواطنين مع الحكومات لمواجهة التحديات الجديدة، لتصبح الحالة المصرية هي أحد أكثر النماذج المرنة في هذا الإطار في ظل التوجه العام القائم منذ سنوات في العديد من القضايا الأخرى، في حين يبقى التعاون بين الجانب الرسمي، والمتمثل في الحكومة، من جانب، والغير الرسمي، في صورة المؤسسات الأخرى المشار إليها، أحد أهم أوجه "الشراكة" بين أطراف المعادلة المصرية.
 
وهنا يمكننا القول بأن "الشراكة" بين المواطن والدولة، شهدت مراحل عدة في السنوات الماضية، ربما انطلقت مع بداية عهد "الجمهورية الجديدة"، في دعم المواطن للدولة، سواء في مشروعاتها أو سياساتها، لإنقاذ بلاده بعد سنوات الضعف، بينما دعمت الدولة مواطنيها بعد ذلك في ظل الوباء، وكذلك عبر مشروع "حياة كريمة" لانتشال ملايين المصريين نحو حياة أفضل تتسم بآدميتها، في حين تحول الأمر إلى "شراكة" متعددة الأبعاد، بعد ذلك، عبر إشراك أطراف أخرى فاعلة في المجتمع، كالأزهر والكنيسة ومنظمات المجتمع المدني، لمواجهة حزمة من الأزمات المعقدة ذات الطبيعة الاستثنائية.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأوقاف: فتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات فيديو لشاب يسىء فيه للمولد النبوى

قانون العمل الجديد يدخل حيز التنفيذ.. 87 قرارا تنفيذيا تدشن عهدا جديدا للعلاقات العمالية فى مصر.. انتهاء عصر الفصل التعسفى والقضاء وحده يقرر مصير العامل.. مفتشون بصلاحيات الضبطية ومنصة إلكترونية ترصد المخالفات

تشييع جنازة فكرى عبد الحميد شبيه عادل إمام اليوم بمسجد عمرو بن العاص

ترتيب مجموعة منتخب مصر فى تصفيات كأس العالم 2026 بعد ثنائية إثيوبيا

زى النهارده.. وليد سليمان يظهر لأول مرة بقميص الأهلى ويسجل فى كيما أسوان


أول زيارة لتل أبيب.. قائد القيادة الأمريكية: واشنطن ملتزمة بأمن إسرائيل

موعد بدء العام الدراسي الجديد فى المدارس الخاصة واللغات

منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواجه تونس وديًا اليوم بالإسماعيلية

جيش الاحتلال يبدأ خطة تهجير الفلسطينيين من غزة ويحدد المواصى منطقة إنسانية

الطقس اليوم.. معتدل فى الصباح الباكر حار نهاراً والعظمى بالقاهرة 34 درجة


موعد مباراة منتخب مصر القادمة أمام بوركينا فاسو فى تصفيات كأس العالم

منتخب مصر يطير غداً لمواجهة بوركينا فاسو على متن طائرة خاصة

محافظ القاهرة: تفكيك كوبرى السيدة عائشة لتطوير الميدان خلال الفترة المقبلة

خبراء الأمم المتحدة يدعون الجمعية العامة لعقد جلسة عاجلة بشأن الوضع في غزة

موعد أول ظهور بعد التوقف.. توقيت مباراة الزمالك والمصري بدوري nile

ترامب: فنزويلا ستكون فى ورطة إذا حلقت طائراتها مجددا

وفاة الفنان فكرى عبد الحميد الشهير بشبيه عادل إمام

"مهندسين ومحاسبين".. فرص عمل بمرتبات تصل لـ12 ألف جنيه

موعد مباراة مصر القادمة أمام بوركينا فاسو فى تصفيات مونديال 2026

حفل زفاف الفنانة هاجر السراج.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى