الدولة والمواطن.. مراحل التحول نحو "الشراكة"

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
"الشراكة".. عنوان هام هيمن على سياسات الدولة المصرية في السنوات الأخيرة، ربما تجلى في أبهى صوره مع العديد من المشاهد، منها المشروعات التي تم الإعلان عنها مع ميلاد "الجمهورية الجديدة"، وكذلك قرارات الإصلاح الاقتصادي، التي حملت قدرا من الضغوط على كاهل المواطنين، جنبا إلى جنب مع الحكومة، إلا أنها كانت ضرورية، في إطار خطة إنقاذ، بعد سنوات الفوضى التي وضعت البلاد في أوضاع اقتصادية حرجة آنذاك، لتصبح الخطوات الإصلاحية لا مفر منها إطلاقا، لاستعادة التوازن، بل وكانت نقطة تحول مهمة، نحو الانطلاق إلى حقبة تنموية جديدة، عبر العديد من المشروعات العملاقة، التي تهدف في الأساس إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية لملايين المصريين، وعلى رأسها مبادرة "حياة كريمة"، والتي ساهمت في تحسين حياة قطاع كبير من المواطنين، الذي عانوا جراء التهميش لعقود طويلة.
 
ولعل المبدأ نفسه كان حاكما في مواجهة العديد من الأزمات خلال السنوات الماضية، ربما أبرزها جائحة كورونا، وما ترتب عليها من تداعيات كبيرة، تكفلت الدولة بالتعامل معها، عبر تعويض المتضررين، ممن اضطروا للبقاء في منازلهم، في إطار الإجراءات الاحترازية، وهو الأمر الذي لم تكن الدولة تستطيع إنجازه، لولا قرارات الإصلاح التي اتخذتها قبلها بعدة سنوات، بينما تجسدت المفارقة الجديرة بالملاحظة خلال تلك الفترة، في تحقيق معدلات نمو اقتصادي إيجابية، خلال أعوام الوباء"، في الوقت الذي وصلت فيه أرقام أعتى اقتصادات العالم إلى معدلات صفرية، بل وسالبه، وهو ما يمثل أحد أهم ثمار الإصلاح، القائم على "الشراكة" الحقيقية بين الحكومة المواطن، في تحمل أعباء الوطن ومسؤولياته.
 
وهنا تصبح الإنجازات التي حققتها الدولة المصرية في السنوات الأخيرة، نتيجة ليس فقط قرارات "صماء"، وإنما أيضا انعكاسا صريحا، لحالة من "الشراكة" المتكاملة، بين الدولة ومواطنيها، وهو الأمر الذي ربما دفع إلى توسيع دائرتها، عبر مسارين، أولهما التحول إلى التعامل في العديد من القضايا الاستراتيجية الأخرى، والتي ترتبط بالعديد من الملفات، التي باتت تمثل ليس فقط أولويات داخلية، وإنما تحظى باهتمام دولي كبير، على غرار قضية التغيرات المناخية، وسياسات الترشيد، والتي أصبحت بمثابة ضرورات ملحة من شأنها حماية، ليس فقط منطقة بعينها، وإنما الكوكب بأسره، بينما كان المسار الأخر قائما على فكرة توسيع دائرة المشاركة عبر دخول مؤسسات أخرى على الخط، على غرار الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الدينية.
 
فلو نظرنا إلى قضية التغيرات المناخية، ربما نجد أنها تمثل نموذجا مهما لمبدأ "الشراكة" التي تعتمده الدولة المصرية، في الآونة الأخيرة، حيث اتجهت الدولة المصرية، نحو إطلاق مشروعات عملاقة "صديقة للبيئة"، في ضوء مسؤوليتها الدولية، بالإضافة إلى التوجه نحو تعزيز الاستدامة التنموية، وهو ما ساهم في اختيار مصر لاستضافة قمة المناخ المقبلة في شرم الشيخ، والمقرر انعقادها في نوفمبر القادم، بينما نجد تحركات مهمة، لتوسيع "دائرة الشراكة"، عبر إشراك مؤسسات أخرى، لزيادة الوعي المجتمعي بأهمية احترام المعايير البيئية، في إطار حملات بمشاركة المؤسسات الدينية (الأزهر الشريف والكنيسة القبطية)، بالإضافة إلى تعزيز دور منظمات المجتمع المدني في هذا الإطار.
 
الأمر نفسه ينطبق على سياسات الترشيد، التي تحولت إلى سياسة عالمية لمجابهة الأزمات الجديدة، على غرار نقص الغذاء والمياه والطاقة، والتي ترجع في جزء منها للتغيرات المناخية، بينما تفاقمت الأمور بصورة كبيرة مع اندلاع الأزمة الأوكرانية، ليتحول مبدأ "الشراكة" من مجرد رفاهية سياسية، إلى ضرورة ملحة، في ظل إلزامية تعاون المواطنين مع الحكومات لمواجهة التحديات الجديدة، لتصبح الحالة المصرية هي أحد أكثر النماذج المرنة في هذا الإطار في ظل التوجه العام القائم منذ سنوات في العديد من القضايا الأخرى، في حين يبقى التعاون بين الجانب الرسمي، والمتمثل في الحكومة، من جانب، والغير الرسمي، في صورة المؤسسات الأخرى المشار إليها، أحد أهم أوجه "الشراكة" بين أطراف المعادلة المصرية.
 
وهنا يمكننا القول بأن "الشراكة" بين المواطن والدولة، شهدت مراحل عدة في السنوات الماضية، ربما انطلقت مع بداية عهد "الجمهورية الجديدة"، في دعم المواطن للدولة، سواء في مشروعاتها أو سياساتها، لإنقاذ بلاده بعد سنوات الضعف، بينما دعمت الدولة مواطنيها بعد ذلك في ظل الوباء، وكذلك عبر مشروع "حياة كريمة" لانتشال ملايين المصريين نحو حياة أفضل تتسم بآدميتها، في حين تحول الأمر إلى "شراكة" متعددة الأبعاد، بعد ذلك، عبر إشراك أطراف أخرى فاعلة في المجتمع، كالأزهر والكنيسة ومنظمات المجتمع المدني، لمواجهة حزمة من الأزمات المعقدة ذات الطبيعة الاستثنائية.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الزمالك ضد حرس الحدود فى كأس عاصمة مصر

هل المستأجرون الممتد إليهم العقد ملزمون بالقيمة الإيجارية الجديدة؟

تفاصيل التحقيقات مع 5 متهمين غسلوا 280 مليون جنيه حصيلة تجارتهم بالمخدرات

أعلاف من قلب الصحراء.. تجربة مبتكرة تخفض التكاليف وترفع الإنتاج.. نجاح إنتاج خليط من نبات الأزولا وكمبوست مخلفات النخيل فى الوادى الجديد كعلف حيوانى.. والخليط عالى القيمة الغذائية للمواشى وبتكلفة مخفضة.. صور

حمدي الوزير عن تكرار شائعة وفاته: لا أتأثر ومستوعب الأمراض النفسية


الحسابات الفلكية تكشف موعد بداية شوال وأول أيام عيد الفطر 2026

نتيجة مباراة باريس سان جيرمان ضد فلامنجو فى نهائى كأس إنتركونتيننتال

من 10 سنوات سجن إلى سنة مع الإيقاف.. مفاجأة فى قضية تزوير توكيل عصام صاصا

المتحدث باسم الحكومة: الأعوام المقبلة ستشهد تحسنا فى معدلات الدخل

باريس سان جيرمان يتوج بكأس إنتركونتيننتال على حساب فلامنجو بركلات الترجيح


القضية السابعة.. فيفا يقرر إيقاف قيد نادى الزمالك لـ 3 فترات جديدة

قرار عاجل من النيابة فى واقعة وفاة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

حالة الطقس.. سحب ممطرة على السواحل الشمالية الشرقية وأمطار متفاوتة الشدة

رويترز: المملكة المتحدة تعفى حقل ظهر من العقوبات المفروضة على روسيا

اتحاد الكرة: 9 مكاسب فى إسقاط منتخب مصر لنيجيريا قبل أمم أفريقيا

رئيس الوزراء: سنناقش إنهاء إجراءات تحويل الدعم العينى إلى نقدى الأسبوع المقبل

مجدى فكرى يقلب السوشيال ميديا بصور لرجل مختل عقليا.. والفنان يكشف الحقيقة

لقطات جديدة من الموسم الثانى لـ Hijack لـ إدريس إلبا

أول أيام شهر شعبان فلكيًا الثلاثاء 20 يناير 2026.. وعدته 29 يوما

قرار حكومى بالعفو عن باقى مدة العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى