د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: مشغول بلغة العُيون

بقلـــم د./ داليا مجدي عبد الغنى
بقلـــم د./ داليا مجدي عبد الغنى

"الحسد" هو من أكثر الأشياء التى يخشى منها الإنسان فى الحياة، ولا خلاف على أنه مُخيف، لأننا لا نشعر به، بل نرى نتائجه، ولأنه واقع وحقيقى، فقد ذُكِرَ في القرآن الكريم، فى قوله تعالى: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).

 

ولكن ألا نرى أننا نخشى من الحسد وننشغل به أكثر من انشغالنا بعمل أشياء عظيمة تستحق أن نُحسد عليها، فطيلة الوقت نحن نرهب هذا السلوك، لدرجة أن كل كلمة فيها مديح زائد، أحيانًا نخشى من أن يكون مدعاها الحقيقي هو الحسد، ونُحاول بشتى الطرق إخفاء أفضل الأمور لدينا، حتى لا نقع في براثن الحسد، وتتوقف أمورنا، ونتعثر قبل إنجاحها، بسبب العين التي أصابتنا.

ولكن هل فكرنا أولاً قبل كل تلك المخاوف التي تُحيط بنا وتُسيطر علينا، ما هي طبيعة الأشياء التي تجعلنا موضع حسد؟ فلا خلاف على أن الحسد قد يأتي على أبسط الأشياء وأقلها، ولكن الإنسان العاقل لابد أن يُركز وينشغل في أن يجعل من أعماله وسيلة لحديث الناس، فلا يهم مَنْ يحسدك؟ ولكن ما يهم هو على ماذا يحسدك؟

فالعلماء لم يخشوا من الحسد، بل ركزوا في الاختراع الذي جعلهم مُخلدين حتى بعد فنائهم من الحياة، والأدباء لم يُركزوا في الحسد، بل وضعوا جُلَّ همهم في الأعمال الرائعة التي جعلتهم مُتربعين على عرش قُلوب الناس مئات وآلاف السنين، وكل عظيم لم يخشَ الحسد، بل انشغل بالعمل العظيم الذي يجعله يستحق أن يُنعت بتلك الصفة على مر التاريخ.

فاسأل نفسك يا مَنْ تخشى من الحسد، لماذا لم يخشَ هؤلاء من الحسد، رغم أنهم نالوا أشياء رائعة تجعلهم بالفعل مناط حسد؟! والسبب ببساطة شديدة أنهم انشغلوا بأسمائهم وتاريخهم، ولم يُشغلوا أنفسهم بنظرات العيون، ونبرات الأصوات، فلم يُؤولوا كل دور إنفلوانزا يُصيبهم على أنه حسد، بل أرجعوه إلى برودة الطقس، وتقصيرهم في حق أنفسهم، ولم يُرجعوا كل حادث في حياتهم إلى الحسد، بل أرجعوه إلى القوة القاهرة، أو السبب الأجنبي، أو الإهمال والتقصير، أو القضاء والقدر. وعليه عاشوا وعُقولهم مشغولة بأعمالهم والتزاماتهم، فنجحوا في تخليد أعمالهم وأسمائهم، وتركوا الآخرين يُفكرون في كيفية درء عين الحسود، وتيقنوا أنه كلما زاد إيماننا، ركزنا مع أعمالنا، وليس مع نظرات عُيون مَنْ حولنا.

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة

مجلس الزمالك ينفى التصويت على مصير شيكابالا ويترك الحرية لقائد الفريق

اتحاد الكرة الطائرة يعتمد ضوابط صارمة قبل بدء موسم 2025-2026

كريم محمود عبد العزيز وشقيقه وزوجته يصلون العرض الخاص لمملكة الحرير

الأهلى يرفض مناقشة أى عروض لرحيل زيزو بعد اهتمام قطبى تركيا بضمه


رونالدو بعد تجديد عقده مع النصر: أقوم بدور مهم في تطوير الكرة السعودية

جيش الاحتلال يعلن اغتيال حكم العيسى أحد مؤسسي حركة حماس

مفيدة شيحة تحتفل بزواج ابنتها منة الله عماد وسط حضور كثيف.. فيديو وصور

شهداء الجوع.. مئات الفلسطينيين يواجهون الموت لإطعام أطفالهم.. أمين الأمم المتحدة: غزة تشهد أزمة إنسانية ذات أبعاد مروعة.. والصحة العالمية: انهيار أنظمة الرعاية الصحية وسط استهداف الباحثين عن الطعام

شاهد تجارب تشغيل جرار البضائع بشبكة القطار الكهربائى السريع.. صور


وسام أبو علي يزين قائمة النجوم الأعلى تقييماً فى كأس العالم للأندية

رسميًا.. ميلان يُنهي إعارة كايل ووكر ويصرف النظر عن تفعيل بند الشراء

كل ما تريد معرفته عن تطورات ميركاتو الزمالك والمدير الفنى الجديد

كلوب: كأس العالم للأندية أسوأ فكرة فى تاريخ كرة القدم

مروان داوود يعود لـ إنبي ويشارك فى أول تدريبات فترة الإعداد

الصحف العالمية اليوم: التصويت على مشروع قانون ترامب "الكبير والجميل" اليوم رغم معارضة الجمهوريين.. الشيوخ يعرقل قرارا يحد من قدرة ترامب على ضرب إيران مجددا.. والأمير هارى وميجان فى قلب خطط جنازة الملك تشارلز

ما لا تعرفه عن الإعلامية كوثر بودراجة بعد وفاتها عقب صراع مع المرض

رئيس الوزراء: ثورة 30 يونيو كانت بداية تصحيح المسار للدولة المصرية

حاكم كاليفورنيا يقاضي فوكس نيوز ويطالب بـ787 مليون دولار..وترامب كلمة السر

موعد انطلاق الدوري المصري موسم 2025 - 2026

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى