نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

العالم فى مواجهة "تحالف الأزمات"

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
مفهوم "الأزمات" شهد تغييرا كبيرا خلال العقود الأخيرة، فيما يتعلق بـ"المستوى العابر للدول"، حيث امتدت بين صراعات تقليدية، على غرار الصراع العربي الإسرائيلي والذى بدأ عامه الـ75، بينما لم تتجاوز تداعياته النطاق الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، في حين اتسعت دائرة الأزمات تدريجيا، عبر تجاوز النطاق الجغرافي لإقليم بعينه، على غرار الأزمة المالية العالمية، التي اندلعت بين عامي 2007 و2008، حيث شملت مساحة جغرافية أكثر اتساعا، على غرار أوروبا والولايات المتحدة، وبعض الدول الآسيوية المرتبطة اقتصاديا بأمريكا والتي تأثرت أسواقها بالأزمة بصورة حادة، مما أدى إلى تكبدها خسائر كبيرة وغير مسبوقة، إلى الحد الذي دفع بعض الخبراء إلى التنبؤ باقتراب نهاية زمن العولمة، والذي أدى إلى تأثر الأسواق بصورة كبيرة ببعضها البعض.
 
الأزمات المذكورة تخللتها أزمات أخرى على مر السنوات الماضية، تجاوزت النطاق الإقليمي، ولكن بشكل محدود للغاية، نظرا لحالة من التداخل الدولي المباشر فيها، من مختلف مناطق العالم، على غرار التحالفات الدولية التي قادتها واشنطن، للحرب على الإرهاب، في منطقة الشرق الأوسط، حيث كانت تأثيراتها محدودة خارج نطاق أقاليمها، وهو ما يبدو في اقتصار الخسائر التي طالت الدول المتداخلة فيها، سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي، على النطاق الجغرافي لأقاليم المعركة، اللهم إلا بعض الاستثناءات النادرة، كأحداث 11 سبتمبر، والتي تمثل طفرة في عمل الجماعات الإرهابية، وبالتالي استنفرت "الحرب ضد الإرهاب" التي قادتها واشنطن في أفغانستان ثم العراق.
 
إلا أن السنوات الأخيرة، شهدت تغييرا عميقا في طبيعة الأزمات الدولية، عبر الامتداد الواسع وغير المحدود للأزمة الواحدة، وتداعياتها على مستوى الكوكب، في إطار تجاوز الجغرافيا الإقليمية أو الدولية المحدودة، لتصبح ذات طبيعة عالمية، وهو ما يرجع، في جزء منه، إلى امتداد الأزمة نفسها، على غرار الوباء أو ظاهرة التغيرات المناخية، والتي تمثل تهديدا للعالم بصورته "الجمعية"، وبالتالي يجد كل عضو من أعضاء المجتمع الدولي نفسه، جزء من "الصراع مع الطبيعة"، بينما يبقى، في جزء أخر، بسبب التداعيات عالمية الممتدة لصراع يبدو محدود، على غرار الأزمة الأوكرانية، والتي تمثل تهديدا صريحا لأمن الغذاء والطاقة، في كل أنحاء العالم، ناهيك عن اتساع دائرة التهديدات الأخرى، على غرار الإرهاب، الذي ربما يجد مساحة جديدة يمكنه الوصول إليها، بل واتخاذها مقرا جديدا له، في قلب أوروبا، بعدما كانت تلك المنطقة من العالم بمنأى عن أي تهديد مباشر، في الوقت الذي مازالت تكافح فيه مناطقنا من هذا الخطر الداهم، وهو ما يعني توسع دائرة التهديد.
 
وهنا تتجلى معضلة "الأزمات"، في صورتها الجديدة، في اختلاط الكثير من العناصر في "بوتقة" مفهوم "الأزمة"، بين ما هو تقليدي، على غرار الصراعات الدولية، والتي باتت تحمل بعدا "يتجاوز الإقليم"، نظرا لتداعياتها الكبيرة، على غرار الأزمة الأوكرانية، من جانب، وغير تقليدي، على غرار "الصراع مع الطبيعة" من جانب أخر، ناهيك عن التزامن بينهما، مع سماح البيئة الدولية الراهنة، في تنامي تهديدات أخرى، كالإرهاب والتطرف، إلى الحد الذي يسمح لجماعات الظلام من التمدد إلى مناطق بعيدة عن إطار نفوذهم التقليدي، بالإضافة إلى أزمات الغذاء والطاقة، مما يساهم في تحول العالم إلى الإطار غير التقليدي لـ"الأزمة" والمرتبط بطبيعة الأوضاع الدولية الراهنة.
 
فلو نظرنا إلى الصراع الراهن في أوكرانيا، (وهو في الأصل لا يخرج عن نطاق الصراعات الدولية) نجد أن ثمة ارتباط واضح بقضية أمن الطاقة، دفعت بعض دول أوروبا إلى العودة إلى الفحم، وهو ما يمثل تراجع خطير في الالتزام الدولي تجاه قضية المناخ (في إطار الصراع مع الطبيعة) لتتحول "ثنائية أوكرانيا والمناخ" سببا في تفاقم أزمتي نقص الغذاء ونقص المياه، في العالم بأسره في الوقت الذي تفتح فيه الباب أمام انغماس عناصر متطرفة من هنا أو هناك في القتال في الأراضي الأوكرانية، لتتحول على المدى المتوسط أو ربما القريب إلى قنبلة موقوته تهدد استقرار أوروبا بأسرها، وهو ما قد يساهم في تعزيز نفوذهم في مناطق أخرى تكافح منذ سنوات في المواجهة ضد جماعات الظلام، بينما لا يخفى على أحد التداعيات الاقتصادية الكارثية على كل ما سبق وتأثيراتها على كافة دول العالم دون تمييز.
 
وهنا يمكننا القول بأن ثمة حالة من التحالف، بين أنواع مختلفة من الأزمات، ربما تطيح بالعالم بأسره، إذا لم تكن هناك مواقف موحدة وقوية، تنهي حالة الانقسام الدولية الراهنة، يمكن من خلالها المجابهة، لتحقيق المصلحة العامة، بعيدا عن المصالح الضيقة لكل دولة، بينما تبدو الحاجة ملحة لتفعيل دور المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، في توحيد المواقف، لحماية السلم والأمن الدوليين، والتي تمثل المهمة الرئيسية التي خلقت من أجلها في الأربعينات من القرن الماضي.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأوقاف: فتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات فيديو لشاب يسىء فيه للمولد النبوى

قانون العمل الجديد يدخل حيز التنفيذ.. 87 قرارا تنفيذيا تدشن عهدا جديدا للعلاقات العمالية فى مصر.. انتهاء عصر الفصل التعسفى والقضاء وحده يقرر مصير العامل.. مفتشون بصلاحيات الضبطية ومنصة إلكترونية ترصد المخالفات

تشييع جنازة فكرى عبد الحميد شبيه عادل إمام اليوم بمسجد عمرو بن العاص

ترتيب مجموعة منتخب مصر فى تصفيات كأس العالم 2026 بعد ثنائية إثيوبيا

زى النهارده.. وليد سليمان يظهر لأول مرة بقميص الأهلى ويسجل فى كيما أسوان


أول زيارة لتل أبيب.. قائد القيادة الأمريكية: واشنطن ملتزمة بأمن إسرائيل

موعد بدء العام الدراسي الجديد فى المدارس الخاصة واللغات

منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواجه تونس وديًا اليوم بالإسماعيلية

جيش الاحتلال يبدأ خطة تهجير الفلسطينيين من غزة ويحدد المواصى منطقة إنسانية

الطقس اليوم.. معتدل فى الصباح الباكر حار نهاراً والعظمى بالقاهرة 34 درجة


موعد مباراة منتخب مصر القادمة أمام بوركينا فاسو فى تصفيات كأس العالم

منتخب مصر يطير غداً لمواجهة بوركينا فاسو على متن طائرة خاصة

محافظ القاهرة: تفكيك كوبرى السيدة عائشة لتطوير الميدان خلال الفترة المقبلة

خبراء الأمم المتحدة يدعون الجمعية العامة لعقد جلسة عاجلة بشأن الوضع في غزة

موعد أول ظهور بعد التوقف.. توقيت مباراة الزمالك والمصري بدوري nile

ترامب: فنزويلا ستكون فى ورطة إذا حلقت طائراتها مجددا

وفاة الفنان فكرى عبد الحميد الشهير بشبيه عادل إمام

"مهندسين ومحاسبين".. فرص عمل بمرتبات تصل لـ12 ألف جنيه

موعد مباراة مصر القادمة أمام بوركينا فاسو فى تصفيات مونديال 2026

حفل زفاف الفنانة هاجر السراج.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى