"الأوقاف" تبدأ تدريب أئمة المساجد على بناء الخطبة العصرية وفن الإلقاء.. الخطة تبدأ بـ5 آلاف إمام بالقاهرة الكبرى.. وأساتذة متخصصون من كلية الدعوة يدربون الحضور على المقدمات والخواتيم واختيار الأدعية

تعتبر خطبة الجمعة، واحدة من أهم المصادر والوسائل التى يستمد المسلم منها تعاليم دينه، فيقبل عليها الصغير والكبير، لا سيما لو كان الخطيب متمكن من أدواته اللغوية وقدراته على شرح وإيصال المعلومة وكل ما يخص موضوع الخطبة للمتلقى أثناء الخطبة التى لا يتجاوز زمنها حوالى 10 دقائق.

ولأن الخطيب مهمته هى الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ولأنه من أهم مصادر شرح الدين الوسطى ونبذ العنف والتطرف، وضعت وزارة الأوقاف، خطة مكبرة لتدريب جميع أئمة المساجد على عملية بناء الخطبة العصرية الحديثة من ناحية المبنى والمعنى وفن الإلقاء، وتبدأ الخطة يوم الأحد المقبل 28 أغسطس، وذلك بكلية الدعوة بالقاهرة لأئمة محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية بواقع 200 إمام يوميًا، وستشمل هذه الدورات الواعظات وخطباء المكافأة، ثم تنطلق الدورات تباعًا فى مختلف محافظات مصر.

وكشف الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس القطاع الدينى، بوزارة الأوقاف، أن المرحلة الأولى تستهدف تدريب 5 آلاف إمام بالقاهرة الكبرى على يد أستاذة متخصصين فى كلية الدعوة، من خلال دورات اليوم الواحد، ويتضمن التدريب، تنمية مهارات الإمام والخطيب على بناء الخطبة العصرية الحديثة من ناحية المبنى والمعنى، والتأكيد على ضرورة أن تكون المقدمة والخاتمة تكون ملائمة لموضوع الخطبة.

وأوضح عبد العزيز في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن الدورة التدريبية ستشمل التركيز على ختام الخطبة وخاصة الدعاء بحيث يكون ملائم لموضوع الخطبة بعيدا عن المقدمات والخواتيم المحفوظة الطويلة، والتدريب على أن يٌلم الخطيب بموضوع الخطبة فى الوقت المحدد لها فى حدود 10 دقائق.

وشدد رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، على أن الهدف من الدورات التدريبية للأئمة هو مواكبة التطورات العصرية والمستجدات، والقدرة على بناء خطبة محكمة النسج، وأن يكون دائم التطوير لأساليب أدائه، ولا يركن إلى مجرد جمل وعبارات محفوظة، دون أن يدقق فى معنى كل جملة وكلمة، ومدى اتساقها مع الموضوع ومناسبتها للزمان والمكان والمجتمع الذى يخاطبه.

وتابع عبد العزيز: "كما سيتم التدريب على فنون الإلقاء والأداء الصوتي وإتقان اللغة العربية، مع انتقاء الألفاظ والكلمات وتعميم الدعاء بالخير لتعظيم الثواب، وأن يركز الخطيب على ما يبنى ولا يهدم وما يجمع ولا يفرق وأن ينأى عن الخلافيات ويركز على ما يعزز الجانب الإيماني والقيمي والأخلاقى والإنساني في المجتمع.

ولفت رئيس القطاع الدينى بالأوقاف إلى أنه يتم انتقاء نخبة من كبار أستاذة الدعوة والخطابة حيث يحاضر في الدورات المقامة بكلية الدعوة جامعة الأزهر بالقاهرة عميد الكلية الحالي الدكتور أحمد حسين، والدكتور جمال فاروق عميد الكلية الأسبق، والدكتور أحمد ربيع عميد الكلية الأسبق، والدكتور محمد الجندي وكلية الكلية.

وعلى سبيل المثال أشار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إلى أن عبارة "اللهم احفظ مصر وسائر بلاد العالمين"، تم التأكيد على الأئمة لاستخدامها بدلا من كلمة بلاد المسلمين فقط، لما تتعارض هذه العبارة مع فكرة الإنسانية والحوار، مؤكدًا أنه سيتم عمل دورات لجميع الأئمة على مستوى الجمهورية لتطوير الخطبة، وتجاوز المقدمات القديمة المحفوظة والخواتيم المحفوظة ليتم التجديد بصورة تنعكس بشكل أفضل على المجتمع.

وأكد وزير الأوقاف، أن خطبة الجمعة فى الوقت الراهن، تتم بناء على معايير علمية، وكل من يتجاوز أو يتفوه بلفظ غير منضبط على المنابر يحاسب فورًا، دون إبطاء، كما أن الدولة ترعى جيداً الخطاب الديني، وهو الآن فى مرحلة ناضجة جدًا، وتؤتى ثمارها، سواء على مستوى المساجد أو الكنائس.

وقررت وزارة الأوقاف، في 26 يناير عام 2014 توحيد الخطبة في جميع مساجد مصر، سواء كانت هذه المساجد تابعة للأوقاف بشكل مباشر، أو مساجد جمعيات، وأهالي، وقالت الوزارة في ذلك الوقت، إنها هي المسئولة عن إقامة الجمعة والشعائر في جميع مساجد مصر، وقالت أيضًا وبما أنها ماضية في ضم جميع مساجد مصر إليها فإن الأولوية في الضم ستكون لأي مسجد لا يلتزم بالخطة الدعوية التي تحددها والمنهج الذي تلتزمه من الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة دون أي توظيف سياسي حزبي أو مذهبي أو طائفي للمنبر أو للمسجد .

وتضع وزارة الأوقاف، قبل بداية كل شهر خطة دعوية لخطب الجمعة على مدار الشهر تعمم على كافة مساجد مصر، وتُشدد على أئمة وخطباء المساجد بالالتزام بها نصًا أو مضمونا على أقل تقدير، ومؤخرًا ولظروف جائحة كورونا، قررت الوزارة أن يكون زمن الخطبة في حدود 10 دقائق، وعلى سبيل المثالحددت وزارة الأوقاف، عبر موقعها الالكترونى، موضوعات خطب شهر صفر 1444 هـ، حيث من المقرر أن يكون موضوع خطبة الجمعة الأولى من صفر  الموافق 2 سبتمبر المقبل، بعنوان "آيات الاعتبار في القرآن الكريم"، فيما يكون موضوع الجمعة الثانية 9 سبتمبر بعنوان "التحذير من الغفلة والبغتة في القرآن الكريم"، وموضوع الجمعة الثالثة من صفر 16 سبتمبر بعنوان "حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة"، والجمعة الرابعة من صفر  23 سبتمبر المقبل بعنوان "أهل الاستجابة في القرآن والسنة".

واختيار موضوعات خطب الجمعة، تخضعه وزارة الأوقاف، لعدة اعتبارات من بينها التنوع في أفكار الموضوعات مثل: "الناحية الدينية والوطنية والإيمانية التي تقوى الجانب الإيمانى والأخلاقية والحياتية ومواجهة التطرف والمناسبات العامة مثل يوم اللغة العربية و"، حتى لا تصب الخطب كلها في اتجاه واحد، كما يتم مراعاة الخطب التي تم خطبتها على مدار عام ماضى، حيث يكون أمام اللجنة التي تختار الموضوعات خريطة كاملة لخطب الجمعة على مدار عامين سابقين أو عام واحد على الأقل.