أوروبا تستعد للشتاء بتدابير جديدة بهدف توفير الطاقة بعد أزمة الغاز مع روسيا.. ألمانيا تلزم مواطنيها بتدفئة المبانى على 19 درجة.. إيطاليا تغلق المحلات التجارية الساعة 7 مساء.. وهولندا تستورد الغاز من النرويج

تستعد معظم الدول الأوروبية لفصل الشتاء بسبب أزمة الطاقة الخاصة بالغاز الروسى، حيث حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، من أزمة الطاقة التى تواجهها القارة العجوز فى ظل وقف الإمدادات الروسية للغاز الطبيعى خلال الفترات القادمة، ولذلك لجأت عدة دول لتدابير.

وناقش مجلس النواب الخميس، المرسوم مع إجراءات توفير الطاقة التى اقترحتها الحكومة. سلسلة من المقترحات تشمل كلاً من قيود الطاقة (قيود منظم الحرارة فى الأماكن العامة، وإغلاق نوافذ المتاجر، والإغلاق التلقائى للأبواب فى المتاجر) ومساعدة المستهلك.

ألمانيا

وافقت الحكومة الألمانية، وهى إحدى الدول الأوروبية الأكثر اعتمادًا على الطاقة الروسية، على مرسوم يوم الأربعاء تحدد فيه أن تدفئة المبانى العامة يجب أن تقتصر على 19 درجة كحد أقصى اعتبارًا من سبتمبر، بالإضافة إلى إيقاف تشغيلها فى المساحات المشتركة مثل الممرات والقاعات.

وفى مجموعة الإجراءات هذه، يحظر المستشار الألمانى أولاف شولتز الإضاءات الليلية للمنشآت الاعلانية وكذلك المبانى والمعالم الأثرية حيث تكون الإضاءة لأسباب جمالية.

سيخضع الأفراد أيضًا لقيود، حيث لن يتمكنوا من تدفئة حمامات السباحة بالغاز والكهرباء، وسيتعين على شركات الطاقة إبلاغ العملاء بالاستهلاك المتوقع وتدابير التوفير الممكنة. هذه الإجراءات، التى تمت الموافقة على العديد منها بالفعل من قبل الحكومات البلدية فى بعض المدن، أصبحت الآن إلزامية على المستوى الوطنى.

فرنسا

سيكون الحد من التدفئة والإضاءة الليلية هو أيضًا المبدأ التوجيهى فى تدابير توفير الطاقة التى اقترحتها حكومة إيمانويل ماكرون، كما يجب إطفاء إضاءة الإعلانات أول شيء فى الصباح، وكذلك الإشارات الضوئية غير الضرورية تمامًا (مثل اللافتات فى الأماكن العامة المفتوحة ليلاً).

يجب على الشركات تنفيذ الإغلاق التلقائى للأبواب للحفاظ على درجة الحرارة الداخلية، حيث لا يمكن أن تتجاوز التدفئة 19 درجة هذا الشتاء، ولا تكييف الهواء عند 26 درجة فى الصيف، بغرامات تصل إلى 750 أو 1500 يورو حسب المخالفة.

إيطاليا

لم يمنع المناخ السياسى الغامض الذى تمر به إيطاليا الحكومة الحالية من إعداد سلسلة من تدابير توفير الطاقة على غرار البلدان الأوروبية الأخرى.

على الرغم من حقيقة أن استقالة ماريو دراجى قد أدت إلى إبطاء عمل الحكومة فى توفير الطاقة من خلال فرض التدابير والإجراءات للحد من استهلاك الطاقة، إلا أن هناك بعض الإجراءات التى تتم تنفيذها، حسبما قالت صحيفة "كورييرى ديلا سيرا" الإيطالية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من هذه الإجراءات، قيود المنازل وفرض التدفئة حتى 19 درجة مئوية، وتكييف الهواء عند 27 درجة مئوية، واغلاق المحلات التجارية فى الساعة السابعة مساءا والفنادق فى الساعة 11 مساء.

اليونان

انضمت اليونان أيضًا إلى هذا الإجراء من خلال الحد من درجة الحرارة إلى 27 درجة مئوية فى استخدام تكييف الهواء فى الصيف و19 درجة مئوية فى الشتاء فى سلسلة من المقترحات التى تشمل تعزيز كفاءة استخدام الطاقة فى المبانى.

فى غضون ذلك، تخطط بلجيكا وهولندا لاتفاقيات تجارية مع النرويج لاستيراد الغاز من الدول الاسكندنافية، خاصة النرويج التى تعتبر واحدة من أكبر منتجى الغاز فى العالم، لكن الدولة أعلنت عن خطط للحد من صادرات الكهرباء وأشارت إلى أنها لا تستطيع زيادة الإمدادات الحالية من الغاز الطبيعى إلى بقية أوروبا.