أكرم القصاص يكتب: نقاش مهم.. نحن والآخرون فى مواجهة الأزمة العالمية

 أكرم القصاص
أكرم القصاص
عندما بدأت جائحة كورونا، سارعت الدول الكبرى باتخاذ إجراءات إغلاق تام لأشهر، وتوقفت أنشطة صناعية وزراعية بجانب شلل فى السفر، بينما الدولة المصرية اتبعت إجراءات مرنة، بين الإغلاق والفتح، مع إجراءات وقائية وصحية، وتم توفير مستشفيات العزل والأدوية، مع إعلان الأرقام للإصابات والوفيات بشكل مستمر، وتقديم دعم نقدى لفئات من العمالة غير المنتظمة، وإذا عدنا إلى آراء كثيرين على منصات التواصل الاجتماعى، فقد تعرضت الدولة لانتقادات وهجمات، مع مطالب بالإغلاق التام على غرار ما اتبعته أوروبا والدول الكبرى، ورأينا كيف تعرضت الأنظمة الطبية الأوروبية لهزات، وارتباكات، ونقص فى مواد الوقاية، وارتفعت الوفيات والإصابات بشكل كبير، وحتى بروتوكولات العلاج نفسها ظلت محل شك وتضارب. 
 
ويحمل أرشيف السوشيال ميديا ومنصات العداء، الكثير من الآراء والتحليلات التى كانت تشكك فى خطط مصر، وتطالب بإغلاق تام، بل وانتقادات للأرقام، وتقليل من قدرة الدولة على الصمود فى مواجهة الجائحة، لم تلجأ الدولة فى مصر إلى الإغلاق التام، واستمر العمل فى المشروعات الكبرى، سواء كانت زراعية أو طرقا أو طاقة أو مدنا.
 
وفى التقييم النهائى، فإن مصر نجحت - دون دول العالم - فى تخطى الجائحة بخسائر أقل، وتقدمت على دول ذات إمكانيات أكبر، وأى منصف يفترض أن يرى الأمر من زاوية نجاح، وقد اعترفت منظمة الصحة العالمية نفسها، بأن الإغلاق التام كان خطأ، وأن الفزع ضاعف من حجم الخسائر والأخطاء فى التعامل مع كورونا. 
 
نقول هذا ليس من باب الاستعراض والفخر، لكن من زاوية تعنى أن القدرة على التعامل مع أزمة، هى الفيصل فى الحكم على نجاح أو فشل المواجهة، ومن هذا المنظور فإن مصر حققت نجاحا بفضل التعامل بمرونة وثقة، مع جائحة أربكت دولا أكبر فى الإمكانيات والاقتصادات، ويمكننا مراجعة تجارب الدول مقارنة بتجربتنا، حتى يمكننا التوصل لتقييم عادل لما تم. 
 
وهو نفس ما يفترض أن نتعامل به أثناء الأزمة الحالية، وانعكاسات الحرب فى أوكرانيا، والتى أربكت دول العالم بصرف النظر عن شكل ومضمون الواقع، ولسنا بعيدين عن هذه الأزمة، التى تجرى علنا، وعلى الهواء، ولا يمكن إخفاؤها أو تجاهلها، وتستلزم اتخاذ إجراءات لتقليل آثارها، حيث تكاد أزمة الطاقة تعصف بأوروبا والعالم، وتضطر هذه الدول الى إجراءات تقشف وترشيد، وإجراءات مصرفية ومالية، لمعالجة التداعيات المتسارعة، توقف الإنتاج، ونقص السلع، مع ارتفاع غير مسبوق فى الأسعار يدفع فئات كثيرة إلى مستويات اجتماعية أقل، أو اتخاذ قرارات للترشيد والتعامل مع الأزمة.
 
 وعلى سبيل المثال، فإن أزمة نقص العمالة اضطرت سلطات مطار هيثرو فى بريطانيا، لإلغاء رحلات كاملة، ما أدى لتكدس الركاب وإلغاء السفر واللجوء لرحلات طويلة بأضعاف السعر، وفى ألمانيا هناك عمليات قطع للكهرباء وفى فرنسا إظلام لمناطق ومعالم حيوية، وارتفاعات الأسعار توشك أن تقود لانفجارات، لأن ملايين الأسر يتهددها الفقر فى الطاقة، والوضع الاجتماعى. 
 
وفى مصر ليس الأمر خافيا، وهناك تعامل مع الأزمة، لم يصل إلى القسوة التى يتم بها التعامل فى أوروبا والولايات المتحدة ودول غنية، ويفترض أنها اقتصادات قوية ومتقدمة، هناك ارتفاعات فى الأسعار، أقل كثيرا لدينا فى مصر، حيث تكاد الأسعار فى أوروبا تتجاوز حواجز الإمكان لبعض الأسر، وفى مصر هناك إجراءات اجتماعية ودعم للأسر لمدد تصل إلى 6 أشهر أو أكثر، والحفاظ على أسعار الخبز والمواد الأساسية لملايين الأسر، تمثل معالجة، بجانب إجراءات أخرى.
 
وهذه الإجراءات تتم مع إعلان واضح للأزمة وإجراءات التعامل معها، مع استمرار العمل فى المشروعات مثل مبادرة «حياة كريمة»، أو المشروعات الزراعية التى أسهمت فى تأمين نسبة من المحاصيل ومنها القمح، بجانب مشروعات ومبادرات أخرى، وهذا نقوله بمناسبة ما تطرحه بعض المنصات المعادية حول أهمية وجدوى المشروعات الكبرى، والحديث عن فقه الأولويات وتوجيه الإنفاق العام. 
 
لا أحد ينكر أن القضاء على «فيروس سى» لملايين المصريين من صميم فقه الأولويات، أو نقل ملايين من سكان العشوائيات إلى مجتمعات حضارية داخل الأولويات، أو تأمين الطاقة والطرق والإسكان الاجتماعى، والتوسع الزراعى فى توشكى أو مستقبل مصر ومحطات الألبان فى السادات، أو النقل العام فى المترو والقطارات، وهى مشروعات توفر فرص عمل فضلا عن أهمية استراتيجية.
 
نقول هذا ليس من باب التهويل أو التهوين فى التعامل مع الأزمة، لكن من باب النقاش الهادئ، وبنماء سيناريوهات لتخطى هذه الأزمة، وحتى فيما يتعلق بالإجراءات المصرفية والمالية، فإن قرارات البنك المركزى بقيادته الجديدة تصب لصالح دعم مستلزمات الإنتاج والتصدير وتسهيلات وقرارات تعالج أى ملاحظات فى التعامل مع الاستثمار والاقتصاد، وحتى فيما يتعلق بجذب استثمارات،فإن خطوط التنمية والطرق والطاقة، كلها عناصر جذب، وبالتالى فإن استمرار التنمية، ليس مجال اتهام، لكنه نقاط تضيف الى إمكانية النجاح.
 
الشاهد هو أننا ونحن نناقش تقييم تعامل الدولة المصرية مع تداعيات الأزمة العالمية، يفترض أن نناقشها داخل سياق عام عالمى، وآخر محلى، مع وجود أمل فى نجاحات سابقة لمعالجة أزمة سابقة، وهو أمر ليس للتفاخر، وإنما لبناء أمل فى إمكانية تخطى الأزمة، مثلما تم مع سابقاتها، وهى أزمات غير متوقعة، فلا جائحة كورونا، ولا حرب أوكرانيا كانت فى حسبان أحد. 
 

 

 

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

النائب العام ينعى وكيل نيابة بعد وفاته فى حادث سير أليم بمحور 26 يوليو

إنزاجي عن تدريب الهلال: لدينا نهائي دوري أبطال أوروبا

يسرا ونجلاء بدر في حفل زفاف أمينة خليل وأحمد زعتر.. صور

دبلوماسي أمريكي سابق: غزة باتت مصدر إزعاج لترامب.. وويتكوف مفاوض جيد

من المصارعة للدليفري.. "آية" فتاة بورسعيد تثبت أن النجاح مش حكر على جنس أو مهنة.. تروي رحلتها من التعليم الفني لريادة الأعمال.. بدأت العمل فى سن الـ 17 عاما.. وهدفي افتح مشروعي الخاص.. صور


آية سماحة تزور مشيرة إسماعيل لتقديم اعتذارها الشخصي

الجوازات السعودية: وصول مليون و330 ألف حاج من الخارج عبر جميع منافذ المملكة

موعد صلاة عيد الأضحى 2025 فى محافظات مصر

أخبار مصر.. الطقس غدا مائل للحرارة نهارا معتدل ليلا والعظمى بالقاهرة 32 درجة

نماذج استرشادية لامتحان اللغة العربية للشهادة الإعدادية بنظام البوكليت


موعد تسجيل أحمد سيد زيزو في قائمة الأهلى وسفره إلى أمريكا

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز في إياب نهائي أبطال أفريقيا والقناة الناقلة

تراجع سعر تريزيجيه فى سوق الانتقالات العالمية بعد انتقاله للأهلي

وزير خارجية بنما: نؤيد مساعى الهند لشغل مقعد دائم بمجلس الأمن الدولى

حكم من شرب أو أكل ناسيا فى نهار عرفة؟.. دار الإفتاء تجيب

مصرع وكيل نيابة إثر اصطدام سيارة ملاكى بسور محور 26 يوليو

الأهلى ضد إنتر ميامى.. هل يحضر ترامب ضربة البداية فى كأس العالم للأندية؟

بعد جدل المحكمة الرياضية.. سألنا الـ"AI" مين بطل الدوري؟ اعرف الإجابة

رغبة مزيزي ترجح كفة الزمالك واللاعب يقترب من ارتداء التيشرت الأبيض

نتنياهو يجرى عملية تنظير القولون الروتينية فى مستشفى بالقدس المحتلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى