أكرم القصاص يكتب: مقتل الظواهرى ومصير الإرهاب العابر للحدود

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بإعلان مقتل أيمن الظواهرى، قائد تنظيم القاعدة، تغلق صفحة باهتة من كتاب التنظيم الذى أنشأته الولايات المتحدة نهاية السبعينيات من القرن العشرين، وأعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن أن الظواهرى قتل فى أفغانستان، واصفا إياه بأنه تسبب فى مقتل العديد من الأمريكيين فى هجمات مختلفة، وكان مسؤولا عن عمليات إرهابية استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية.
 
بعض الأخبار تشير إلى أن عملية قتل الظواهرى تمت منذ أيام قبل الإعلان عنها، وأن التأخير ربما كان للتأكد من مقتله، وقال بايدن إن العملية تمت بدقة عالية، ووعد بمواصلة مراقبة تهديدات القاعدة من أى مكان، مضيفا: قدمت وعدا للشعب الأمريكى بمواصلة مكافحة الإرهاب فى أفغانستان وخارجها وهذا ما نفعله.
وقال مسؤول أمريكى، إن وجود الظواهرى فى كابول خرق واضح للاتفاقات مع طالبان.
 
وليست هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها الإعلان عن مقتل الظواهرى، لكنها المرة التى يتم فيها التأكيد، ويرى محللون أن الهدف من العملية هو تعديل صورة الرئيس الأمريكى جو بايدن، وتخفيف الضغط على صورته ومنحه دفعة لمواجهة الغضب والتراجع فى صورته، بإعلان قتل الظواهرى أحد خصوم واشنطن، بالرغم من أن الظواهرى وتنظيم القاعدة لم يعودا فاعلين منذ مقتل أسامة بن لادن، وربما قبلها، حيث سحب تنظيم داعش البساط الإرهابى من تحت تنظيم القاعدة.
 
فى عام 2011، عندما أعلن باراك أوباما، الرئيس الأمريكى الأسبق، مقتل أسامة بن لادن، وأعلن دونالد ترامب، استهداف حمزة بن لادن فى سبتمبر 2019، ثم خليفة داعش أبو بكر البغدادى، فى شهر أكتوبر 2019.
 
فى سبتمبر 2018 ظهر أيمن الظواهرى فى فيديو، بمناسبة الذكرى الـ17 لهجمات 11 سبتمبر، وقتها كان تنظيم القاعدة فى وضع ضعيف وخارج حسابات الزمن، ومع هذا خرج ليدعو أتباعه إلى شن هجمات جديدة فى الولايات المتحدة، ويذكر بأن التنظيم هو من نفذ الهجمات، قبلها كان الظواهرى اختفى من الصورة وعاد ليطلق خطابا فلكلوريا يدعو المسلمين لشن حرب ضد الولايات المتحدة و«تدميرها اقتصاديا وعسكريا حتى تخرج من البلاد التى تحتلها مهزومة»، وكعادة التنظيم حشر الظواهرى القدس وسط خطابه، بعد قرار الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وهو خطاب فارغ.
 
ومنذ مقتل أسامة بن لادن، ظل الظواهرى زعيم بقايا تنظيم القاعدة، وكرر إطلاق بيانات مسجلة يحاول فيها التذكير بالتنظيم الذى تراجع أمام زحف داعش، قبل أن يتراجع التنظيم هو الآخر، كان الظواهرى يسعى ليعود إلى الأضواء، وقبلها حاول أن يقنع رعاة داعش أنه أكثر إرهابا، بل إن الظواهرى كفّر داعش واعتبرهم خوارج وأصحاب دين مزيف، بينما القاعدة حارس الدين الأصلى، فى مفارقة لافتة، لأن القاعدة ومن بعده داعش يلعبان دور الوكيل لأطراف وجهات وأجهزة حافظت على تمويله ودعمه، وهى نفس الجهات التى سلمت الظواهرى أو رفعت عنه الحماية، كان تنظيم القاعدة أحد العوامل التى منحت أمريكا وجورج دبليو بوش حجة غزو أفغانستان والعراق، لحماية أمن الولايات المتحدة، ثم تراجع دوره، وبقى فى حالة التهديد والوجود الافتراضى من خلال فيديوهات يهدد فيها أو يتوعد، حتى تم قتله بصاروخ موجه، لتغلق صفحة، ويسعى الرئيس الأمريكى لتوظيف العملية كنوع من استعادة المبادرة، وإنقاذ صورته السياسية.
 
المفارقة أن تنظيم القاعدة نشأ فى ظل الحرب الباردة، ودعمته الولايات المتحدة، لمواجهة الاحتلال السوفيتى، الذى خرج من أفغانستان، وتكررت الاغتيالات لقادته، ويأتى مقتل الظواهرى ليغلق صفحة من تاريخ التنظيمات المتطرفة، لكن تظل الأفكار التى حملها القاعدة وداعش، وتسببت فى صناعة الفوضى والحروب بالوكالة، لتمثل تحديا جديدا، بعد انتشار خلاياها وفلولها فى نقاط مختلفة، ضمن الإرهاب العابر للحدود.
 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا

الجيش الإسرائيلى يعلن قصف عضو بحماس فى منطقة طرابلس شمالى لبنان

سجل بياناتك لتصلك نتيجة الثانوية العامة 2025

مبابي يسحب شكواه بالإبتزاز وسوء المعاملة ضد باريس سان جيرمان

أوبتا تكشف المرشح المفضل للفوز بكأس العالم للأندية 2025


حماس وإسرائيل تتفاوضان على بلورة إطار عام للمرحلة النهائية من المحادثات.. مسؤول: انطباعات إيجابية والعملية التفاوضية تحتاج وقتا.. مصدر إسرائيلي: وقف الحرب بعد نزع سلاح الفصائل.. ومقتل 5 جنود إسرائيليين بالقطاع

اتحاد الكرة يعلن مباريات الجولتين الأولى والثانية بدورى المحترفين

أحمد السقا بعد عرض أحمد وأحمد: الجمهور السعودى ذواق للفن المصري..صور

رسائل رئيس النواب فى نهاية الفصل التشريعى الثانى: المجلس لم يكن قاعة للتداول بل صوتا للأمة.. التنوع السياسى مصدر قوة.. تصدينا لحزمة من التشريعات شديدة الحساسية.. والرئيس السيسي قدم نموذجا فريدا فى القيادة

اشتباكات بالأيدى وتبادل صفعات بين النواب داخل البرلمان الأرمينى.. فيديو


ماكرون يبدأ زيارة إلى بريطانيا هى الأولى منذ البريكست

الحكومة: خدمات المحمول ستعود بكامل جودتها قبل عصر اليوم بالشبكات الأربعة

تفاصيل إلغاء جلسة البورصة لأول مرة بسبب حريق سنترال.. إدارة سوق المال أجرت اختبارات عديدة للتأكد من إجراءات الربط مع شركات السمسرة ومصر للمقاصة والبنوك.. وتعليق التداول لتحقيق تكافؤ الفرص

فلسطين حرة وأوقفوا الإبادة الجماعية.. هتافات خلال مهرجان الثيران بإسبانيا

ميلود حمدى يطلب إقامة معسكر خارج الإسماعيلية استعدادا للموسم الجديد

فرص عمل فى 19 شركة فى الأردن بمرتبات تصل إلى 450 دينار شهريا.. إنفوجراف

طلب خاص من وسام أبو على للأهلى لإنهاء شرط العشرة ملايين دولار

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

مراقبون: ورقة الأفكار اللبنانية فرصة لوضع البلاد على طريق الاستقرار

الزمالك يطالب حسام عبد المجيد بحسم موقفه من تمديد العقد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى