الإدارية العليا تحظر إساءة معاملة أصحاب المعاشات بعد تعدى مسئول على صاحب معاش

مجلس الدولة - أرشيفية
مجلس الدولة - أرشيفية
كتب أحمد عبد الهادى
قضت المحكمة الإدارية العليا دائرة الفحص برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة، وعضوية المستشارين محسن منصور وشعبان عبد العزيز نائبى رئيس مجلس الدولة بإجماع الاَراء برفض الطعن المقام من (أ.ع.ش) رئيس منفذ صرف المعاشات بمنطقة التأمينات والمعاشات بمطاى بالمنيا لأنه أمسك بالمواطن (م.ع.م) من أصحاب المعاشات من معصمه ودفعه على المواطنين لدى قيامه بصرف معاشه وتعدى عليه بالألفاظ غير اللائقة بسبب جلوس المواطن لعدم قدرته على الوقوف بالطابور لمروره بظروف نفسية صعبة لمرضه ولوفاة نجله فطلب من أحد المواطنين أن يقف مكانه في الطابور، فأمسكه الطاعن من ذراعه بعنف وسحبه فارتطمت المسبحة التي كانت في بيده في وجهه، وتعدى عليه بألفاظ بذيئة، وعاقبته بخصم أجر نصف شهر من راتبه حتى يحسن معاملة أصحاب المعاشات.
 
قالت المحكمة أن الاهتمام بحقوق المسنين قضية مجتمع بأكمله ويحظر جميع الانتهاكات التي يتعرض لها المسنون في حقوقهم خاصة سوء المعاملة واحساس المساس بالكرامة , ويجب احترام الأشخاص المسنين ورعايتهم و مساعدتهم واحترام  تجربتهم في الحياة, لأن سوء معاملة المسنين لها عواقبها الوخيمة على الصحة النفسية والجسدية , مما يستدعى ضرورة حسن المعاملة الحسنة للمسنين وأرباب المعاشات  , ذلك أن المسنين يمثلون تاريخ بلادنا, ولا يجب أن  تجرح كرامتهم وهم فى أرذل العمر, ويجب احترامهم ومحاربة كل أشكال العنف ضدهم وخاصة الأفعال القولية مثل السب والشتم , فلم يكن المجتمع  يشهد هذا النوع من الإساءة في السنوات الفائتة لأن الأساس الأخلاقي كان يحكمها ، لكن نتيجة التغيرات التي صاحبت وسائل التقدم التكنولوجي اهتزت الأسس الأخلاقية ومصر كغيرها من المجتمعات لم تكن بمنأي عن هذه التغيرات .
 
وأضافت المحكمة إن النظرة إلى كبار السن وأصحاب المعاشات في المجتمعات الحديثة لم تعد نظرة إهمال أو شفقة، بل نظرة اهتمام ورعاية متميزة، وقد اعترفت المواثيق الدولية والدستور المصرى بحق المسنين على المجتمع،فأعطتهم حقوقهم من الرعاية والحب مما يخفف عنهم عبء أزمة التقاعد وفقدان العمل الذي يشعر المرء بأهميته وسط مجتمعه ،ولذلك عملوا على رعايتهم معيشيا وصحيا ونفسيا،وقدموا لهم كل ما يساعدهم على جعل الحلقة الأخيرة من حياتهم فترة مريحة وممتعة، ليستعيدوا ثقتهم بأنفسهم , فالشيخوخة ليست مجرد عملية بيولوجية بحتة تظهر اَثارها في التغيرات النفسية والفيزيولوجية التي تطرأ على الفرد حين يصل إلى سن الكبر، وإنما تتمثل في موقف المجتمع من الفرد حين يصل إلى سن معينة بالذات يحددها المجتمع بطريقة تعسفية دون أن يأخذ بعين الاعتبار الحالة النفسية والاجتماعية , وقد تغير وضع المسن عما كان له من مهابة أسرية حيث لم يعد غريبا أن يقوم الأبناء بإيداع والدهم فى دار المسنين كما لم يعد غريبا أن يتقلص دور الأبناء فى التخلى عن والديهم عند الكبر وهنا تظهر أهمية دور المجتمع فى حسن المعاملة دون إساءة جسدية أو لفظية .
 
وأشارت المحكمة أنه رغم كل التطورات فى مختلف مظاهر الحياة التي مرت  على الإنسانية تبقي الأسرة هي الركيزة القوية فيه ولا يقتصر دورها علي مرحلة عمرية معينة بل يمتد إلي جميع مراحل الحياة ، خاصة حينما يكبر الإنسان ويصبح مسناً وتكون أسرته وحسن معاملته من المجتمع هي أهم شيء عنده في هذه المرحلة من حياته حيث لها انعكاسات كبيرة علي صحته الجسمية والنفسية . لذا فإنه من المكارم العظيمة، حسن معاملة المسنين ، ورعاية حقوقهم، والقيام بواجباتهم، وحل مشكلاتهم، والسعي في إزالة المكدرات والهموم والأحزان عن حياتهم، إن هذا من أعظم أسباب التيسير وانصراف المحن والبلايا عن تقدمهم فى أرذل العمر , ذلك إن مِن تعاليم الإسلام في حق الكبير توقيره وإكرامه واحترامه ، بأن يكون له مكانة في النفوس، ومنزلة في القلوب.
 
وانتهت المحكمة أن الطاعن (أ.ع.ش) رئيس منفذ صرف المعاشات بمنطقة التأمينات والمعاشات بمطاى بالمنيا أمسك بالمواطن (م.ع.م) من أصحاب المعاشات من معصمه ودفعه على المواطنين لدى قيامه بصرف معاشه وتعدى عليه بالألفاظ غير اللائقة بسبب جلوس المواطن لعدم قدرته على الوقوف بالطابور لمروره بظروف نفسية صعبة لمرضه ولوفاة نجله ، فطلب من أحد المواطنين أن يقف مكانه في الطابور، فأمسك الطاعن به من ذراعه بعنف وسحبه فارتطمت المسبحة التي كانت في بيده في وجهه ،واعتدى عليه بالسب، ولم يكن للمواطن صاحب المعاش أى رد فعل ,وكان ذلك بشهادة الشهود من المواطنين ومسئولى الأمن بالمكتب وبشهادة زملاء الطاعن في العمل, بما يشكل في حقه إخلالا بكرامة الوظيفة وانحدارا بمسلكه إلي الدرك الأسفل فى التعامل الإنسانى مع جمهور المتعاملين من أصحاب المعاشات ينال من كرامتهم ويجرح كبريائهم وهم فى سن متقدمة وقد أعطوا لبلادهم شبابهم وجهدهم , ويمثل خروجاً سافراً عن السلوك السليم الذى يجب أن يسود داخل دولاب العمل الوظيفى , وإثماً تأديبيا يستوجب المؤاخذة والعقاب , ومن ثم تكون المخالفة ثابتة في حقهما ثبوتاً يقينيا , وتكون مجازاة الطاعن بخصم أجر خمسة عشر يوماً من راتبه هو الجزاء الأوفى .
 
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جورجينيو يعيد الأمل لـ فلامنجو ضد البايرن ويقلص الفارق إلى 2-3.. فيديو

ضبط المتهم بسرقة مشغولات ذهبية من سيدة بمدينة 6 أكتوبر

رامى عادل يرحل عن جهاز أحمد الكأس مواليد 2008

استخراج جثة سيدة بعد تقطيع السيارة إثر سقوط ونش عليها بطريق الأوتوستراد

وزير الخارجية يزف بشرى للمصريين بالخارج: بحث تجديد مبادرة استيراد السيارات


غدا.. رئيس الوزراء يشارك بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأمم المتحدة

السفير المصرى بالمجر يزور بعثة الخماسى الحديث ويحتفل معهم بالإنجاز العالمى

مصرع سيدة سقط عليها ونش أثناء تواجده داخل سيارته فى طريق الأوتوستراد.. صور

إعلام فلسطيني: 11 شهيدًا ومصابون بقصف منزل في جباليا شمال غزة

أسد الحملاوى يرد على شلاسك البولندى بعد اتهامه بالهروب من معسكر الفريق


ريبيرو يرفع شعار ممنوع الاقتراب من سداسي الأهلي فى ميركاتو الصيف

كامل الوزير: إعداد خطة زمنية مضغوطة لإنهاء الطريق الإقليمي بالكامل

حل أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية لطلاب الثانوية العامة.. راجع واحسب درجاتك

ليفربول يخطط لصفقة تبادلية لضم مارك جويهي من كريستال بالاس

كل ما تريد معرفته عن العروض الخارجية لضم لاعبي الأهلي فى ميركاتو الصيف

إعلام إسرائيلى: تبادل إطلاق نار كثيف بموقع حدث أمنى خطير فى خان يونس

الأهلى لـ الخلود السعودي: أليو ديانج ليس للبيع ونرفض رحيله

محمد صلاح يتفوق على مبابي ورافينيا فى سباق أفضل لاعبي العالم 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى