السلعة اللى تغلى بلاش منها

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

لم يتوقف أصحاب المصالح عن التصريحات حول ارتفاع أسعار الأعلاف ودورها المباشر في رفع أسعار بيض المائدة، من أجل تمرير الارتفاعات غير المسبوقة في سعر هذه السلعة، حتى جاء رد المستهلك صادماً مبدداً كل هذه الأطماع، بعد المقاطعة الرشيدة التي تمت باحترافية شديدة، انخفض معها طبق بيض المائدة من 80 إلى 55 جنيهاً، وهذا لم يكشف فقط عن دور المستهلك وقدرته على التحكم في أسعار السلع والمنتجات، لكنه كشف أيضا حجم الاحتيال والمغالاة في التسعير من جانب أصحاب المصالح.

في غضون 3 أيام فقط شهدت أسعار البيض انخفاضات غير مسبوقة، خاصة أنها سلعة سريعة البوار، عمرها العملي لا يزيد عن 7 أيام، وتفسد سريعاً في  ظل الظروف الجوية الحارة، ونتيجة اتجاه المواطن للمقاطعة و تقليل الاستهلاك، دفع تجار الدواجن والبيض نحو خسائر يومية بعشرات الملايين، ولحقت بمن حولهم من وسطاء وحلقات متعددة وصولا إلى المستهلك النهائي، وهذا كله بدعم من تحركات الأفراد عبر السوشيال ميديا، وانحياز  بعض وسائل الإعلام لمصلحة المستهلك، الأمر الذى أسهم في انخفاض الأسعار بسرعة الصاروخ، وربما المزيد منها خلال الأيام المقبلة، حال استمرار الاتجاه في تقليل الاستهلاك.

حدثني أحد الأصدقاء المهتمين بتربية الدواجن وإنتاج البيض، حول حجم الاستهلاك في هذه التجارة الضخمة، وأخبرني أن الفرخة الواحدة تأكل يومياً ما يعادل 100 جرام من العلف، في حين يبلغ سعر طن العلف 10 آلاف جنيه بعد الزيادات الأخيرة، بما يعني أن الدجاجة الواحدة تستهلك بقيمة واحد جنيه يومياً، ولو تمت إضافة 50% من هذا المبلغ للعمالة والإنتاج والكهرباء والمصروفات المختلفة، ستصبح تكلفة البيضة الواحدة 1.5 جنيه تقريباً، ثم وضع هامش ربح بحوالي 35% وهذه النسبة تمثل حوالي 50 قرشاً، بما يعني أن البيضة الواحدة تحقق مكاسب خيالية – 35%  - سوف يصل سعرها إلى 2 جنيه فقط، ويصبح سعر الطبق 60 جنيهاً عند أقصى تقدير وبمستوى الأرباح المذكور، وليس 80 جنيها كما كان يباع منذ عدة أيام.

"الحاجة اللي تغلى ما تشتروهاش"، هذه عبارة شهيرة ذكرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل عدة سنوات، وهي من وجهة نظري أفضل علاج لمواجهة الغلاء غير المبرر في بعض السلع والمنتجات الأساسية، خاصة تلك المنتجة محلياً ويوجد منها فوائض للتصدير، فالحل الوحيد أمام المواطن هو تقليل حجم الاستهلاك، والامتناع عن أي سلعة يجد مغالاة أو ارتفاعات غير مبررة في أسعارها، وهذه المعادلة في جوهرها أساس قانون العرض والطلب، الذي يتحكم بصورة أساسية في فلسفة التسعير لأي سلعة أو خدمة.

يجب أن يكون الرهان دائماً على المستهلك باعتباره نهاية سلسة التجارة والهدف الأساسي لأي بائع أو مقدم خدمة، والفترة المقبلة التي تشهد ذروة معدلات التضخم حول العالم، تحتاج إلى تحرك وإدارة واعية من جانب المستهلك لاحتياجاته المختلفة، والامتناع عن شراء أي سلعة ترتفع أسعارها، واستبدال المستورد الأجنبي بالمحلي المصري، لدعم الصناعة من جهة، وتخفيف الضغط على العملة الصعبة من جهة أخرى، فالتحدي الأكبر يرتبط بتقليص حجم الواردات والحفاظ على معدلات آمنة للاحتياطي النقدي الأجنبي، فالتحرك المستهلك الإيجابي تستفيد منه الحكومة أيضا،  لذلك وجب التشجيع على سلوكيات أكثر إيجابية للمستهلك المصرى.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

مجموعات المصالح وفلسفة الأسعار

مجموعات المصالح وفلسفة الأسعار الثلاثاء، 02 أغسطس 2022 11:04 ص

البيضة بجنيه!

البيضة بجنيه! الإثنين، 01 أغسطس 2022 10:40 ص

اعشم فى نفسك

اعشم فى نفسك الخميس، 28 يوليو 2022 11:01 ص

نهاية عصر البقال والسوبر ماركت!

نهاية عصر البقال والسوبر ماركت! الأربعاء، 27 يوليو 2022 10:00 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هنادي مهنا تعيش نشاطا فنيا بمسلسل وفيلمين

كيف تفاعلت الأسواق مع اجتماع بوتين وترامب في ألاسكا.. الذهب يتعرض لهبوط كبير بـ1.8% والأونصة تتراجع 3329 دولارًا.. الأسواق تتجاهل تحذيرات الرئيس الأمريكي بشأن العقوبات على موسكو.. والأسهم تنتعش

الداخلية تضبط 2 تيك توكرز تقدمان محتوى رقص بحوزتهما أقراص مخدرة.. فيديو

فيلم ريستارت يحتل المركز التاسع ضمن قائمة الأفلام الأكثر تحقيقًا للإيرادات

الطقس غدا.. استمرار انخفاض درجات الحرارة وظهور السحب والعظمى بالقاهرة 35 درجة


محافظ القاهرة يشكل لجنة هندسية لبيان مدى تأثير حريق بحى بولاق على العقار

حقيقة إعلان المحكمة الرياضية قرارها بشأن شكوى بيراميدز

جون إدوارد يرفض الجلوس على دكة الزمالك ويختار متابعة المباريات من المدرجات

مصطفى شوبير يحتفل بارتداء شارة قيادة الأهلى: "شرف ما بعده شرف"

ماذا قدم بيرسي تاو بقميص الأهلى قبل الظهور فى الدوري الفيتنامى؟


جدول ترتيب الدوري المصري قبل مباراة الزمالك والمقاولون العرب الليلة

محطة الركاب السياحية بميناء الإسكندرية.. تضم 4 أرصفة بحرية وتستقبل مئات السائحين من مختلف الجنسيات.. وتستقبل أكثر من 8000 سائح فى ذات الوقت.. وتُقدم أفضل الخدمات.. صور

مؤسس المطبخ العالمي خوسيه أندريس يصل قطاع غزة لتقديم الطعام للسكان.. صور

وزارة التعليم: حظر تحصيل أية مبالغ مالية من أولياء الأمور

المصري يبدأ رحلة تجديد عقود 9 لاعبين لتحصينهم ضد العروض

78 مليار جنيه لدعم الإنتاج والشباب.. أكبر حزمة تحفيز بموازنة 2025/2026

18 قتيلا و24 مصابا فى حادث سقوط حافلة وسط العاصمة الجزائرية.. صور

سفير روسيا في واشنطن: ستعقد قريبًا جولة جديدة من المشاورات مع أمريكا

ترامب: أمنح لقائي مع بوتين في ألاسكا تقييم 10 على 10

كل الطرق تؤدى للوادى الجديد.. ساعة توصلك أكبر وأجمل محافظة بأرخص طيران

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى