سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أغسطس 1798.. الفلاحون فى «الخانكة» والقرى المجاورة ومائتان من المماليك يهاجمون قوات الاحتلال الفرنسى ويجبرونها على التقهقر

نابليون بونابرت
نابليون بونابرت
انتصرت قوات الحملة الفرنسية، بقيادة نابليون بونابرت، فى معركة «الأهرام» أو «إمبابة»، ففر إبراهيم بك بمماليكه إلى جهة بلبيس، وحمل معه ما استطاع من الأموال والمتاع، حسبما يذكر عبدالرحمن الرافعى فى الجزء الأول من موسوعته «تطور الحركة القومية ونظام الحكم فى مصر»، مضيفا:  «لم تحارب القوة التى اصطحبها معه فى معركة الأهرام، فبقيت سليمة، وإن كانت قليلة العدد، لكن نابليون توجس من وجود هذه القوة فى شرق الدلتا، وعلى مسافة 40 كيلومترا تقريبا من القاهرة خطرا يتهدد مركز الفرنسيين، فاعتزم بعد أن وطد مركزه فى القاهرة أن يتعقب إبراهيم بك ليخلص له الوجه البحرى».
 
كان إبراهيم بك مرابطا بجيشه فى بلبيس، وكان موعد وصول قافلة الحج من الحجاز يقترب، ويذكر الرافعى: «رأى نابليون من مصلحته السياسية أن يتولى تأمين مواصلات الحج، ليحمد أثر ذلك فى نفوس المصريين والعالم الإسلامى، ويكتسب عطف أمراء الإسلام ثم ليقنع شريف مكة وعرب الحجاز واليمن، بأن وجود الفرنسيين فى مصر لا يقطع سبل الحج الذى هو مصدر أرزاقهم»، ويذكر الجبرتى فى موسوعته «عجائب الآثار فى التراجم والأخبار» خطة «بونابرت» إزاء قافلة الحج، قائلا: «فى عشرين صفر 1213 «3 أغسطس 1798»، حضرت مكاتيب الحجاج من العقبة، فذهب أرباب «أعضاء الديوان» إلى باش العسكر «القائد العام»، وأعلموه بذلك، وطلبوا منه أمانا لأمير الحج «صالح بك» فامتنع، وقال: لا أعطيه ذلك إلا بشرط أن يأتى فى قلة، ولا يدخل معه مماليك كثيرة ولا عسكر، فقالوا له: ومن يوصل الحجاج؟ فقال لهم: أنا أرسل لهم أربعة آلاف من العسكر يوصلونهم إلى مصر، فكتبوا لأمير الحج مكاتبة بالملاطفة، وأنه يحضر بالحاج إلى الدار الحمراء، وبعد ذلك يحصل الخير، فلم تصل إليهم الجوابات حتى كاتبهم إبراهيم بك يطلبهم للحضور إلى بلبيس وأقاموا هناك أياما».
 
بدأ نابليون تنفيذ خطته بمطاردة «إبراهيم بك».. يذكر الرافعى: «بدأت طلائع الجيش الفرنسى تزحف يوم 2 أغسطس 1798 من القاهرة، فمرت بالقبة ومنها سارت إلى المطرية ثم إلى المرج دون أن تجد مقاومة ما، فإن الأهالى كانوا ينزحون عن بلادهم قبل قدوم الفرنسيين، ومن المرج سارت القوة إلى الخانقاة «الخانكة»، وبها استقرت، واتخذها الفرنسيون قاعدة عسكرية للزحف ومركزا لتموين الجيش، وأنشأوا بها الأفران ومخازن البقسماط والزاد والعلف».. يضيف «الرافعى»: «قصدت الكتيبة يوم 4 أغسطس قرية أبوزعبل، ولكن صدهم عنها جمع من العرب والفلاحين مسلحين بالبنادق والعصى «الشماريخ»، فعادت الكتيبة أدراجها إلى الخانكة، وأخذ الأهالى من العرب والفلاحين يتعقبونها إلى مستقرها».
 
يذكر الرافعى:  «فى صباح 5 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1956، هاجم الأهالى المخافر الأمامية لمعسكر الخانكة بقوة أكبر من قوتهم الأولى، إذ انضم إليهم مائتان من المماليك، وبدأ الهجوم، فبرزت من غابة أبوزعبل قوة من فرسان العرب يتبعهم عدد حاشد من الفلاحين، ولم يكن هؤلاء يحملون فى الغالب إلا أسلحة ضعيفة، فلم يتجاوز عدد حملة البنادق منهم السدس، فأحاطوا بالفرنسيين من كل جانب تخفيهم الزروع والغيطان، وانضم إليه سكان القرى المجاورة، فأطلقوا النار على الفرنسيين من كل صوب، ولكن نيران المدفعية والبنادق أوقفتهم بعيدا عن المعسكر، فأعادوا الهجوم كرة بعد كرة، واضطر جنود المقدمة إلى التراجع».
 
يضيف الرافعى: «أدرك القائد الفرنسى، الجنرال لكلرك، الخطر من الإصرار على الدفاع عن قرية الخانكة، فأجمع أن ينسحب منها ويرتد غربا، وفى أثناء المعركة، ثارت قرية الخانكة نفسها، فوثب أهلها برجال الحرس الفرنسيين الموجودين فجردوهم من السلاح وقتلوهم، واستولى الفزع على الجنود الفرنسيين، ولم يطيقوا البقاء معرضين للهجمات، فجمع القائد ضباطه وتشاوروا فى الأمر، فاستقروا على إخلاء الخانكة والتراجع عن القرية، فتقهقروا بعد غروب الشمس، وكان عددهم نحو ستمائة مقاتل، وارتدوا قاصدين المطرية، وفى طريقهم إليها قابلهم الكولونيل «سلكوسكى» أحد ياوران نابليون، فأنبأهم بقرب وصول فرقة الجنرال رينيه لنجدتهم، لكنهم استمروا فى إدبارهم حتى وصلوا إلى المرج، وقضوا بها آخر الليل، ولما لاح الفجر وصلت قوة الجنرال رينيه، فرجعوا يريدون استرداد الخانكة، ووصلوا إليها ظهر يوم 6 أغسطس 1798 وقد زاد عددهم، فوجدوها خالية من أهلها فاحتلوها ».
 
كان «بونابرت» مهتما بالخانكة، ويذكر الرافعى السبب قائلا:  «كانت الخانكة من جهة موقعها ذات شأن عظيم، لأنها تكاد تكون فى منتصف الطريق بين القاهرة وبلبيس، لذلك وجه نابليون إليها عناية كبرى فى اتخاذها نقطة ارتكاز للزحف، وكان فى أوامره العسكرية يهتم بجعلها على تمام الأهبة لإقامة الجنود بها، لكن سير الجيش كان محفوفا بصعوبات كبيرة لاصطدامه مع الأهالى أين توجه ».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طائرة خاصة لمنتخب مصر للسفر 7 سبتمبر لمواجهة بوركينا في تصفيات المونديال

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 23 أغسطس 1971.. المدعى الاشتراكى يوجه اتهام «الخيانة العظمى» ضد 91 متهما فى قضية «15 مايو» ويقرر الإفراج عن 38 بينهم خالد محيى الدين ومحمود أمين العالم

ريبيرو يناقش مع جهاز الأهلى موقف محمد الشناوي من مباراة غزل المحلة

مستوحى من أحداث حقيقية.. تفاصيل فيلم ايجى بست بعد انطلاق تصويره

فيريرا يراهن على ثبات تشكيل الزمالك وتجانس الصفقات أمام فاركو


مقر عبادة الإله جحوتى.. مدينة الأحياء الأثرية تحكى تاريخ المنيا القديمة.. صور

مروان حمدى يبدأ اليوم التأهيل للعودة لتدريبات الإسماعيلى

رحلة تستغرق 8 أيام.. موسم صيد التونة أهم مواسم الصياد بدمياط.. فيديو

قالوا وقلنا.. حملة لدار الإفتاء للرد على شبهات الاحتفال بالمولد النبوى.. هل المحبة تكون بالقصائد الشركية والرقص والغناء والموسيقى فى المولد النبوى؟.. وهل كانت تُضرب الموسيقى والطبول والنوبات والكشاكيش؟

النصر يتحدى الأهلي في نهائي كأس السوبر السعودي


طاحونة المندرة بالإسكندرية.. أقدم طاحونة غلال منذ عهد محمد على باشا.. أنشئت عام 1807م.. وظهرت فى فيلم "آثار على الرمال".. إنشاءها تزامن مع إرسال طلاب العلم إلى أوروبا.. وخبير أثرى: سجلت فى الآثار

المصري يتصدر.. ترتيب دوري نايل قبل انطلاق الجولة الرابعة غدا

هل تفلت هدير عبد الرازق من الحبس.. تعرف على موعد الحكم عليها

يانيك فيريرا يحذر نجوم الزمالك من سيناريو سيراميكا قبل مواجهة فاركو

هيثم شعبان يعلن اليوم قائمة الطلائع لمواجهة الإسماعيلى فى الدوري

عبد الرحيم دغموم ينافس زيزو على صدارة هدافى الدوري المصري

وفاة الفنانة المعتزلة سهير مجدى

اليوم غلق باب التقديم على فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

عم طارق.. بطل مزلقان بنى سويف أنقذ شابا من الموت على قضبان السكة الحديد.. ويؤكد لـ"اليوم السابع": ما حسبتهاش وما فكرتش فى نفسى.. حسيت إن ثانية واحدة ممكن تفرق بين حياة وموت إنسان.. فيديو وصور

موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى