خديو.. حكاية لقب حكام مصر فى الأسرة العلوية من 1866 حتى 1914

الخديوى إسماعيل
الخديوى إسماعيل
كتب محمد عبد الرحمن
تمر اليوم الذكرى الـ 143 1879 - صدور فرمان 7 أغسطس الخاص بالحد من الصلاحيات الممنوحة لخديوي مصر بعد أقل من أسبوعين من عزل الخديوي إسماعيل وتنصيب الخديوي توفيق، ويعد منصب الخديوى أرفع مناصب الحكومة المصرية في مصر العثمانية، ويخاطب صاحب هذا المنصب بلقب الصدارة العظمى "فخامتلو".
 
و"الخديوى" هو لقب اختص به ولاة مصر العثمانية دون غيرهم من ولاة الدولة العثمانية منذ عام 1866 وحتى إعلان السلطنة المصرية في أعقاب فرض الحماية البريطانية على مصر عام 1914.
 
وكلمة خديوى جاءت الكلمة عبر الفرنسية khédive وعبر التركية khidiv، ومن الفارسية خدیو khidiw أو أمير المشتق من “خُدا” khuda وتعنى السيد أو الأمير، وقد درج بعض الكُتّاب الغربيين المعاصرين لحقبة الخديوية على ترجمة اللقب إلى Viceroy بالإنجليزية أو Viceroi بالفرنسية، تم تسجيله بالإنجليزية في 1867، فقد درج بعض الكتاب الغربيين المعاصرين لحقبة الخديوية على ترجمة اللقب إلى بالإنجليزية أو بالفرنسية.
 
وبحسب كتاب " تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قُبيل الوقت الحاضر" تأليف عمر الإسكندري وسليم حسن، وكان أول من حمل هذا اللقب الخديوِ إسماعيل، أما من سبقوه (بدءاً من "محمد علي باشا" إلى "محمد سعيد باشا" فلم يحملوا هذا اللقب، بل كانوا يحملون لقب ولاة فيحمل الواحد منهم لقب "والي مصر" أو "عزيز مصر")، وقد حمل إسماعيل باشا نفسه لقب "والي مصر" في بداية حكمه عام 1863، ولم ينل لقب "خديوِ" إلا بعد بضع سنوات من توليه حكم مصر في عام 1866، وبذلك نال حاكم مصر حق توريث الخديوية إلى أكبر أبنائه الذكور.
 
لما رأى إسماعيل أن ذلك ربما يُحدث فتنًا بين أفراد الأسرة من أجل العرش — بالسعي لدى الباب العالي، أو بقتل بعضهم بعضًا — طلب إلى الباب العالي أن يجعل الوراثة لأكبر أولاد الخديوي بلا شرط ولا قيد، ليحسم كل نزاع بين أفراد الأسرة في هذا الشأن، فلم يقبل الباب العالي ذلك في أول الأمر، لعلمه أنه ينقص من نفوذه في مصر، فإن هذه المزية لم تتمتع بها الأسرة المالكة في تركيا نفسها، وزار إسماعيل القسطنطينية وسعى بنفسه في الأمر فلم يفلح، ولكن عزيمته لم تفتر، وذهب إليها في زيارة أخرى أجزل فيها العطاءَ فنال مرادَه، وأصدر الباب العالي عهدًا بجعْل الوراثة في أكبر أنجال الخديوي في (12 المحرم سنة 1283هـ /27 مايو سنة 1866م)، وذلك في مقابل زيادة الجزية التي تدفعها مصر من 320000 إلى 600000 جنيه.
 
وسعى أيضًا إسماعيل باشا لدى الباب العالي ليمنحه لقبًا أرقى من "الباشا" المعتاد، وكان غرضه من ذلك تثبيتَ امتياز مصر عن باقي ولايات الدولة، وهو ذلك الامتياز الذي حصَّله محمد علي بتقليد سنة 1841، فمنحه السلطان لقب "خديوي" في (ربيع الأول سنة 1284هـ/يوليو سنة 1867م)، وهو لفظ فارسي الأصل معناه الأمير العظيم، وكان يمنحه الفرس لحاكم الهند في عهد حكمهم لها، وبعدُ فما زال الخديوي يسعى لدى الباب العالي في اكتساب امتيازات جديدة بفضل ما كان يبذله من المال، حتى أصدر الباب العالي في ربيع الآخر سنة (1290هـ/1873م) عهدًا مثبِّتًا كل الحقوق التي منحها للخديوي بمقتضى العهود السابقة، وبهذا العهد أيضًا اعترف الباب العالي باستقلال الخديوي استقلالًا تامًّا بشئون مصر الداخلية، وأذن له بأن يعمل بدون استشارته في قرض الديون، وعقد المخالفات التجارية وغيرها مع الدول الأجنبية، ما دامت تلك التحالفات لا تناقض مصلحة الدولة ولا تحالفاتها السياسية مع الدول، وأن يزيد جيشه حسب ما يراه صالحًا، على شرط أن لا يكون في أسطوله مدرعات، وقد زادت الجزية المصرية في مقابل ذلك إلى 665000 جنيه.
 
ولا شك أن مثل هذا العهد كان من الممكن أن يعود على مصر بأعظم الفوائد؛ إذ يكون من أكبر الدواعي التي تحمل كل خديوي لمصر على أن يسهر على ما فيه صالح البلاد، كي يترك وراءه ملْكًا منظمًا ثابت الأركان.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم السبت 23 – 8 – 2025

حسام حبيب: شيرين عبد الوهاب بخير ومرورها بوعكة صحية كذب

هل تتعرض البلاد لموجة شديدة الحرارة خلال الأيام المقبلة؟

ملخص وأهداف مباراة النصر ضد الأهلى فى نهائى كأس السوبر السعودى

الداخلية تضبط متهما زعم صلته بتجار مخدرات وآثار واستعداده لتقديم معلومات عنهم


بعد إعلان رؤية هلال ربيع الأول.. تعرف على موعد المولد النبوى الشريف 1447

أول تعليق من بيب جوارديولا بعد خسارة مان سيتى ضد توتنهام

الجيش السوري ينفى تسمم وزير الدفاع مرهف أبو قصرة

باكستان تثمن الجهود المصرية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة

أخبار مصر.. ارتفاع طفيف بالحرارة غدا والعظمى بالقاهرة 37 درجة والإسكندرية 33


رابطة الأندية تعلن عقوبات الأسبوع الثالث بالدورى.. إيقاف أحمد سامى 3 مباريات

صاحبة دعوى تعويض ضد الزمالك: تلقيت 1000 مكالمة سب وتنمر عقب نشر إعلان الدباغ

البحوث الزراعية تحذر من منتجات زيت زيتون يتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي

تنسيق المرحلة الثالثة.. القائمة السوداء للكيانات الوهمية التعليمية

محمد صلاح ضمن أفضل هدافى القرن الحادى والعشرين عالميًا.. ميسي يتصدر

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

بعد المغرب.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

عودة ليفاندوفسكي لقائمة برشلونة أمام ليفانتي في الليجا.. وغياب دي يونج

صفقة إيزاك إلى ليفربول تعجل برحيل 4 لاعبين من الريدز

جلسات دعم نفسى لـ محمد الشناوى في الأهلى قبل مواجهة غزل المحلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى