من الآيات القرآنية إلى البورتريهات الفنية.. صناعة الحصير اليدوى بالبحيرة تزين معارض" الهاند ميد ".. عم محمد الحصرى أشهر صناعها: المهنة تقاوم الاندثار منذ سنوات طويلة وعلينا إعادة الصناعة لمجدها القديم.. صور

جانب من أعمال صناعة الحصير

البحيرة- ناصر جودة

الثلاثاء، 09 أغسطس 2022 10:30 م

" المهنة دى فى دمى وعمرى ما هبطلها.. وحلم حياتى إن الحرفة ترجع زى زمان واعرف أخلص مشروع كتابة المصحف الشريف ".. بهذه الكلمات يختصر محمد فوزى أشهر صناع الحصير اليدوى فى مصر رؤيته وحلمه .

فعلى بعد أميال قليلة من مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة تقع قرية الابعادية التى تشتهر بالصناعات اليدوية والنسيجية، خاصة صناعة الحصر الذى تفرد بها محمد فوزى المعروف باسم عم محمد الحصرى نسبة لهذه المهنة التى ورثها أبا عن جد ليبدع بأنامله لوحات فنية غاية فى الجمال والرقى .

عدسة "اليوم السابع" اقتربت من هذا المشهد الابداعى لرصد تفاصيله المختلفه، والتعرف على صناعة الحصير اليدوى بالبحيرة تلك المهنة التراثية التى تقاوم الاندثار من خلال أشهر صناعها ومحترفيها.

ويروى عم محمد الحصرى الشاهد على العصر الذهبى لإنتاج الحصير اليدوى قصة هذه المهنة التراثية ، ويقول " صناعة الحصير من المهن القديمه التى تعبر بحق عن الهوية المصرية الأصيلة منذ عهد قدماء المصريين".

مضيفا أنه رغم التطورات التكنولوجية المتسارعة فى صناعة السجاد والمفروشات، إلا أن صناعة الحصير اليدوى لها بريقها وتميزها الخاص التى يعرفها من يقدر قيمتها.

وأوضح الحصرى الذى يبلغ من العمر 55 عاما أنه ورث هذه المهنة أبا عن جد وأنه حريص على تعليم أبنائه هذه الحرفة العتيقه حتى لا تندثر مع الزمن خاصة مع انتشار صناعة الحصير الآلى المصنوع من البلاستيك، والذى لا يقارن على الإطلاق بالحصير اليدوى.

مشيرا إلى انخفاض عدد "صنايعية" الحصير المهرة ، والذين هجروا المهنة، وذلك لصعوبة الحصول على المواد الخام مثل نبات السمر الذى ينمو على ضفاف النيل، وكذلك الكتان الطبيعى، بالإضافة إلى ضعف تسويق منتجاتهم .

وعن مراحل إنتاج الحصير اليدوى أكد محمد فوزى : البداية تأتى مع جلب نبات السمر الذى ينمو طبيعا على ضفاف نهر النيل، ثم يترك فترة فى الشمس حتى يجف تماما ليتم نقعة فى المياه ليكون أكثر مرونه تمهيدا لتشكيله عن طريق الانوال الخشبية الخاصة بالحصير و التى تسمى " الحف" و التى تختلف مقاستها على حسب خطة الانتاج .

وأشار فوزى إلى قيامه بتطوير هذه الصناعة من خلال تشكيل اللوحات الفنية والبورتريهات والآيات القرآنية وغيرها ،من "الموتيفات " الفنية على الحصير ليتحول معها الى لوحات فنية غاية فى الإبداع والرقى.

وعن أشهر اللوحات التى رسمها على الحصير، أكد عم محمد الحصرى أن هناك لوحات كثيرة تم رسمها على الحصير، ولكن أشهرها كتابة الآيات القرآنية والأدعية والبورتريهات الفنية مثل لوحة الفلاحة المصرية والنماذج الفرعونية، وكذلك اللوحات المعبرة عن الوحدة الوطنية .

وعن طموحه أكد أشهر صناع الحصير فى مصر أن أحلامه لا تتوقف عند حد معين رغم الصعوبات التى تواجه هذه المهنة العريقه، ولكن أهم طموحاته أن يتم تنفيذ مشروع كتابة المصحف الشريف كاملا على الحصير، وكذلك إقامة مؤسسة متكامله لصناعة الحصير اليدوى وتسويقه خارجيا برعاية الدولة ودعمها لتكون إضافة حقيقية لقوة مصر الناعمة فى العالم أجمع.