"جاكسون العطشانة".. أزمة مياه تضرب بلدة أمريكية.. والبيت الأبيض: لم نتلق طلباً رسمياً للتدخل.. عمدة المدينة: نحتاج مليار دولار للصيانة.. وطوابير أمام مراكز التوزيع.. والسلطات تطالب المستخدمين بغلى المياه أولاً

أزمة مياه جديدة تشهدها ولاية ميسيسبي الأمريكية بالتزامن مع موجة جفاف بدأت آثارها في الظهور في عدد من الولايات الأخرى ، حيث كشفت شبكة اية بي سي نيوز أن سكان مدينة جاكسون يعانون اختفاء شبه كامل للمياه الجارية مرشح للاستمرار، وذلك بسبب نقص الصيانة وقلة الفنيين المختصين.

وقال تشوكوي أنتار لومومبا عمدة مدينة جاكسون إن نقص الموظفين  ومشاكل في النظام ، وفشل في المعدات أدى إلى أزمة حيث فقد سكان المدينة المياه الجارية لفترة غير محددة من الوقت، مشيرا الى ان نقص المياه يعود لقلة الصيانة على مدي العقود الماضية.

ووفقا لشبكة ايه بي سي، قال مسؤولون إن 180 ألف شخص على الأقل سيحرمون من مياه الشرب الموثوقة إلى أجل غير مسمى في جاكسون بعد فشل المضخات في محطة معالجة المياه الرئيسية هذا الأسبوع.

وقال لومومبا: "إن سكان جاكسون يستحقون نظامًا يمكن الاعتماد عليه ، ونتطلع إلى تحالف من الراغبين الذين سينضمون إلينا في الكفاح لتحسين هذا النظام الذي فشل منذ عقود .. هذه مجموعة من المشاكل المتراكمة على أساس الصيانة المؤجلة التي لم تحدث على مدى عقود".

وقدر لومومبا أن إصلاح نظام توزيع المياه سيكلف مليار دولار على الأقل ومليارات أخرى لحل المشكلة تمامًا.

وقال حاكم ولاية ميسيسيبي ، تيت ريفز ، في مؤتمر صحفي ، إن محطة معالجة المياه في كورتيس تضررت ، مما أجبر المدينة على استخدام مضخات احتياطية، وأعلن حالة الطوارئ يوم الثلاثاء وقام بتنشيط الحرس الوطني للولاية لمساعدة المسؤولين في التعامل مع حالة الطوارئ المائية الجارية.

وقال ريفز في المؤتمر إن الولاية تحشد موارد هائلة لحماية سكان مدينة جاكسون، وأشار الى إن نقص المياه سيجعل من الصعب على جاكسون إنتاج ما يكفي من المياه لمكافحة الحرائق والاحتياجات الأساسية الأخرى.

واصطف السكان على الطرق والطرق السريعة في جميع أنحاء المدينة للوصول إلى مواقع توزيع المياه، وحذر مسؤولون إن السكان لن يحصلوا على مياه جارية يمكن الاعتماد عليها في عاصمة الولاية حتى يتم حل المشكلة.

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير ان الرئيس جو بايدن على علم بالمشكلة وتم إبلاغه وأشارت إن ولاية ميسيسيبي لم تطلب رسميًا من الحكومة الفيدرالية المساعدة في جلب المياه لكنها مستعدة للمساعدة "بأي طريقة ممكنة" عند تقديم هذا الطلب.

وقالت كارين جان بيير في المؤتمر الذي اقامته على متن طائرة اير فورس وان خلال رحلتها بصحبة الرئيس جو بايدن الى بنسلفانيا امس: "نحن على استعداد ونحن حريصون على تقديم المزيد من المساعدة بمجرد أن نتلقى طلبًا رسميًا من الدولة".

ويحذر المسؤولون سكان المدينة من شرب المياه لأنها مياه خام من الخزانات التي يتم دفعها عبر الأنابيب.

ووفقا للتقرير، أصدرت السلطات في مدينة جاكسون تعليمات بغلى المياه قبل الاستعمال منذ 29 يوليو الماضي، وهذه ليست اول مرة تعاني فيها المدينة من أزمات في الاحتياجات الأساسية ففي فبراير 2021 ، تسببت درجات الحرارة المنخفضة في انقطاع المياه والكهرباء في جاكسون.

واكد عمدة المدينة في تصريحات لشبكة ايه بي سي أن جاكسون لا تحتاج فقط إلى نظام مستدام ، ولكن أيضًا نظام عادل، وقال "نعاني في الجزء الجنوبي من مدينتنا بشكل غير متناسب بعض المناطق الأكثر فقرًا في مدينتنا تشعر بوطأة هذا التحدي بشكل أكثر ثباتًا وأسوأ من بقية مدينتنا".

 وقالت المنطقة التعليمية إن جميع مدارس جاكسون العامة ستتحول إلى التعلم الافتراضى يوم الثلاثاء بسبب نقص المياه، وقالت المقاطعة "سنواصل مراقبة أحوال المياه عن كثب على أساس يومى فى مدارسنا مع التشاور مع مسؤولى المدينة لتحديد متى يمكن للعلماء والموظفين العودة بأمان للتعلم الشخصي".

وتشعر المستشفيات أيضا بالضغط، حيث أصدر المركز الطبي بجامعة مسيسيبي بجامعة جاكسون بيانًا قالت فيه إن تكييف الهواء بمركز جاكسون ميديكال لا يعمل بشكل صحيح "لأن ضغط الماء الذي يغذي المبردات به منخفض جدًا".

وبدات الازمة يوم الجمعة، حيث تم إبلاغ الحاكم أن جاكسون لن يكون قادرًا على إنتاج ما يكفى من المياه لجميع سكانها، وقالت المدينة على موقع تويتر إنها لن تقطع المياه عن سكانها، قائلة أنه من المتوقع أن يستمر نقص المياه يومين، وأعلن الحاكم حالة الطوارئ يوم السبت لأجزاء من وسط ميسيسيبى تأثرت بفيضانات كبيرة أجبرت السكان على الإخلاء.

وبحسب تقرير اية بي سي ، فإن تفسيرات تعطل نظام جاكسون معقدة، حيث قال الحاكم إن الأضرار التي لحقت بالمضخات هذا الصيف في مرفق معالجة المياه الرئيسية جعلت الفشل محتملًا بشكل متزايد مع تقدم الصيف. وقال لومومبا إن الفيضانات بعد هطول أمطار غزيرة الأسبوع الماضي أثرت على عمليات المعالجة وبالتالي كمية المياه الجارية التي يمكن أن يوفرها النظام.