نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

ذكرى 11 سبتمبر.. مراحل التحول في استراتيجيات "الحرب على الإرهاب"

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
تحول كبير شهدته الاستراتيجية الدولية في "الحرب على الإرهاب"، إذا ما قورنت بما كانت عليه في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، والتي تحل ذكراها الحادية والعشرين، باعتبارها العملية الأبرز في تاريخ الإرهاب، ونقطة تحول في مسيرة جماعات الدم، من مجرد تهديد للمناطق التي تتخذها مقرا لها، إلى الانطلاق نحو تجاوز الجغرافيا التقليدية، إلى مناطق أرحب، بينما كان استهداف الولايات المتحدة في عقر دارها، في ظل ما يمكننا تسميته بـ"ذروة" الهيمنة الأحادية، بمثابة صفعة للحقبة الدولية القائمة، والتي افتقدت قدرا كبيرا من التوازن، مع سيطرة قوة دولية وحيدة على التوجهات العالمية، والعمل على فرضها، سواء عبر المرونة الدبلوماسية تارة، أو عصا العقوبات الدولية تارة أخرى.
 
وعلى الرغم من الإرهاب لم يولد في 11 سبتمبر، فقد كان يمثل تهديدا عالميا، قبل ذلك بسنوات طويلة، وربما طال الولايات المتحدة نفسها، من خلال بعض سفاراتها بالخارج، إلا أن الحدث الذي يمثل تغييرا كبيرا في وجهة العالم، كان تحولا مهما في "الحرب على الإرهاب"، من مجرد مهمة خاصة بكل دولة لحماية أمنها، إلى حالة دولية، تحتاج إلى تكاتف عالمي، عبر تدشين تحالف عسكري، تقوده واشنطن، لضرب معاقل الإرهاب، وهو ما بدا في غزو أفغانستان ثم العراق، بينما كان الشعار الأشهر الذي رفعه بوش، وهو "من ليس معنا فهو علينا"، أحد العلامات المميزة لتلك الحقبة، باعتبارها مؤشرا لحالة من "الديكتاتورية الدولية"، لا تسمح بالكثير من الحياد، تتماهى إلى حد كبير مع الطبيعة الأحادية للنظام الدولي.
 
إلا أن التحول المذكور ربما ليس الوحيد من نوعه، فقد شهدت المعركة استراتيجيات عدة، تبنتها الولايات المتحدة، منها ما يمكننا اعتباره "مهادنة"، عبر قبول التعامل مع الجماعات المتطرفة، وهو ما بدا إبان حقبة "الربيع العربي"، والتي مثلت فرصة استثنائية لهم، لاستغلال حالة الفوضى التي شهدتها دول المنطقة، للقفز على مقاعد السلطة، في إطار صفقة، تعتمد في الأساس على تقديم الشرعية الدولية لهم، مقابل عدم المساس بالولايات المتحدة ومؤسساتها، وهو ما يمثل حالة من التخلي الأمريكي الطوعي عن مسؤولياتها الدولية، القائمة على حفظ الأمن والاستقرار العالمي، باعتبارها القوى الدولية المهيمنة.
 
التخلي الأمريكي عن المسؤولية المنوطة بها، إبان العقد الماضي، ربما حمل العديد من التداعيات الكارثية، ربما أبرزها تحول الإرهاب رسميا نحو نطاق يتجاوز الإقليم، إلى العالمية، وهو ما يبدو في ظهور داعش، والذي تمكن بفضل التكنولوجيا الحديثة من اختراق مناطق تبعد عنهم بألاف الكيلومترات، بينما نجحوا في خلق خلايا لهم في مختلف مناطق العالم، وعلى رأسها أوروبا الغربية، والتي تمثل الحليف الأوثق لواشنطن، مما ساهم بصورة كبيرة في تراجع صورة الولايات المتحدة باعتبارها "القائد" الفعلي للعالم، وبالتالي تعزيز صورة قوى أخرى ساعية لمزاحمتها على عرش النظام الدولي، وعلى رأسها روسيا، والتي استغلت تراجع الدور الأمريكي في بعض المناطق، على غرار الشرق الأوسط، لملء الفراغ الناجم عن ذلك، وهو ما بدا بوضوح في المشهد السوري، عندما نجحت موسكو في دحض التنظيم الإرهابي هناك، بالإضافة إلى دورها في العمليات العسكرية التي شهدتها العراق.
 
وهنا أصبحت الاستراتيجية الدولية، في "الحرب على الإرهاب"، تحمل عدة مسارات، بعيد عن الرؤية الأحادية، فالولايات المتحدة باتت تتبنى استراتيجية تقوم على ما يمكننا تسميته بـ"الثأر" عبر استهداف قيادات القاعدة بشكل منفرد، من خلال عمليات تصفية مباشرة، وأخرها استهداف زعيم القاعدة أيمن الظواهري، ومن قبله حمزة بن لادن، وزعيم داعش أبو بكر البغدادي، وهي الاستراتيجية التي بدأت إرهاصاتها في حقبة الرئيس الأسبق باراك أوباما، من خلال تصفية الزعيم التاريخي للتنظيم المتطرف أسامة بن لادن، في حين باتت هناك مسارات أخرى، تعتمد على القيادات الإقليمية، التي يمكنها المساهمة في القضاء على الإرهاب، انطلاقا من الداخل لديها، وحتى التحرك بصورة أكثر جماعية.
 
ولعل الاستراتيجية التي اعتمدتها مصر، تمثل نموذجا فريدا في هذا الإطار، حيث ارتكزت أولا، في أعقاب ثورة 30 يونيو، على دحض جماعات الظلام في الداخل، عبر المسار الأمني التقليدي من جانب، ومن خلال مسار تنموي وتوعوي، يعتمد بصورة كبيرة على حملات إعلامية منظمة، كما قامت بدور ملموس لتحقيق الهدف نفسه في العديد من الدول الواقعة في محيطها الجغرافي، بينما امتد دورها إلى مناطق أخرى عبر استلهام تجربتها، كما هو الحال في فرنسا، والتي اتخذت إجراءات صارمة في مواجهة التهديدات الإرهابية، وأبرزها تشكيل مجلس للأئمة المسلمين، وعدم استيراد خطباء من الخارج، في إطار محاولة صريحة لتصحيح الخطاب، والقضاء على دعاوى التطرف القادمة من الخارج.
 
وهنا يمكننا القول بأن استراتيجية الحرب على الإرهاب، شهدت مراحل متعددة خلال 21 عاما، منذ أحداث 11 سبتمبر، امتدت من التدخل العسكري المباشر، تحت قيادة دولية واحدة، مرورا بالمهادنة، وحتى سياسات التصفية المباشرة والاعتماد على القيادات الإقليمية، وهو ما يمثل انعكاسا صريحا لحالة التغيير الكبير التي تشهدها الحالة الدولية، في إطار حقبة جديدة لن تعتمد على قيادة واحدة بأي حال من الأحوال، بينما ستكون هناك أدوار أكبر للقيادات الإقليمية الأخرى، وفي القلب منها مصر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محافظ القاهرة: تفكيك كوبرى السيدة عائشة لتطوير الميدان خلال الفترة المقبلة

منتخب مصر يغلق صفحة إثيوبيا ويستعد لمواجهة بوركينا فاسو بتصفيات كأس العالم

موعد مباراة الأهلي القادمة أمام إنبى بدوري nile والقناة الناقلة

اتحاد الكرة يحتفل بمحمد صلاح: "الهداف التاريخى فى التصفيات"

باقى على الحلم خطوة.. منتخب مصر يضع قدما فى كأس العالم بعد الفوز بثنائية على إثيوبيا.. الفراعنة يحلقون بالصدارة ويحافظون على فارق الـ5 نقاط مع بوركينا.. صلاح يصل لـ59 هدفا.. و90 دقيقة تفصل مصر عن المونديال


موعد مباراة مصر القادمة أمام بوركينا فاسو فى تصفيات مونديال 2026

منتخب مصر يعزز صدارة مجموعته بتصفيات المونديال بعد الفوز على إثيوبيا

منتخب مصر يُحلق فى الصدارة بثنائية ضد إثيوبيا ويقترب من التأهل لكأس العالم.. صور

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

ترامب يوقع على أمر تنفيذى لتغيير مسمى وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب


يانجو بلاي ترد على الشائعات: منصتنا عربية مقرها دبي ولا علاقة لها بإسرائيل

سامى مغاورى يكشف آخر تطورات الحالة الصحية لابنه كريم

ترتيب مجموعة مصر بعد فوز بوركينا فاسو على جيبوتي

القنوات الناقلة لمباراة مصر وإثيوبيا بتعليق محمد عفيفى والكوالينى

وزارة العمل تعلن عن فرص عمل جديدة برواتب تصل إلى 12 ألف جنيه

مجموعة مصر.. بوركينا فاسو تكتسح جيبوتي بسداسية في تصفيات مونديال 2026

الصحة: تقديم العلاج للحالات الطارئة دون تحميل المريض أى تكاليف لمدة 48 ساعة

مقال رأى لوزير الخارجية فى موقع أمريكى حول مقترح وقف إطلاق النار فى غزة

موعد مباراة مصر وإثيوبيا فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم والقنوات الناقلة

نقل كريم مغاورى للعناية المركزة.. والفنان يطلب الدعاء

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى