أكرم القصاص يكتب: الجامعات جسور بين الطالب والصناعة والمجتمع

أكرم القصاص
أكرم القصاص
التعليم هو السبيل الأول والأهم للتقدم والتنمية، وعلى مدى سنوات تبذل الدولة جهدها لتطوير التعليم، والتفاعل مع تجارب العالم الحديث، والمفارقة أن عملية تطوير التعليم مستمرة، وتسعى المؤسسات العلمية لاستيعاب التطورات فى مناهج التعليم، وتعديلها استجابة لما يحدث من قفزات تكنولوجية.
 
ويؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، دائمًا أهمية تطوير التعليم، باعتباره نقطة الانطلاق إلى التقدم والتحديث، وربط التعليم بسوق العمل، خاصة أن التطورات التكنولوجية المتسارعة تطيح بالكثير من الوظائف التقليدية وتخلق فرصا أخرى، وأن التعليم وحده قد لا يكون كافيا، وأنه يتطلب مهارات وتدريبات حتى يمكن أن يكون الفرد مؤهلا للعمل، وهذا يتعلق بنوعية ما يقدم من مناهج أو مواد تتناسب مع حجم التطور التكنولوجى، بحيث لا تقدم الجامعات مناهج بالكاد تمنح الخريج شهادة تخرج، للآلاف سنويًا، لا يمكن أن تتوفر وظائف لأغلبهم، ونجد أنفسنا أمام معضلة طاقات بشرية معطلة، ووظائف لا تجد من يشغلها.
 
وربما لهذا وجه الرئيس بجانب الجامعات العامة والخاصة والأهلية أن تكون هناك أفرع لجامعات كبرى عالمية فى مصر، يمكن أن تنقل تجاربها فى الدراسة والعمل، وكيفية ربط التعليم الجامعى بأسواق العمل، وأن يكون هناك جسر بين الجامعات والصناعة والمجتمع، وأن تكون الجامعات نقاطا ومراكز استشارات لتوجيه المجتمع والبحث عن حلول عملية لمشكلاته وأيضًا للشركات والأفراد. 
 
وقد تحدثنا عن جامعة ريرسون فى مدينة تورنتو بكندا، التى تم افتتاح فرع لها فى مصر، وتقدم نموذجا ملهما فى ربط التعليم بالتخصص والمجتمع، وعندما زرناها وعدد من الزملاء، بدعوة من الدكتور مجدى القاضى رئيس مؤسسة الجامعات الكندية فى مصر، شاهدنا محاولات للإجابة عن أسئلة التطوير، من خلال كليات الهندسة التى تقدم مناهج للتعامل مع الطرق، والطاقة المتجددة، وإدخال الحاسب والتقنيات الحديثة فى الاختبارات والعمل، والهدف تخريج طلاب يجدون فرص عمل داخل وخارج بلادهم.
 
اللافت أن كلية الهندسة أقامت مركزا يجمع بين التعليم والتدريب وتقديم الاستشارات، وهو «حاضنة الأعمال»، والتى تمثل جسرا بين الجامعة والصناعة وريادة الأعمال والمجتمع، وهذه الحاضنة تقدم استشارات وحلولا للشركات الكبرى، التى تلجأ إلى الحاضنة، بمقابل نسبة من حجم الأعمال، لكن نفس الحاضنة تقدم خدمتها بالمجان للشركات الصغيرة والناشئة، التى تحل مشكلاتها وتقف على قدميها، وعندها يمكن أن تحصل الحاضنة على مقابل، وعلى سبيل المثال فإذا كان طلاب كليات الهندسة لديهم مشروعات تخرج، يمكنهم أن يتقدموا للحاضنة، ليطوروا المشروع ويحولونه إلى مشروع قابل للتطبيق، عندها تساعدهم الحاضنة، وتقدمهم إلى شركات تكون لديها مشكلات بحاجة إلى حل، وبالتالى فإن الجامعة ومن خلال الحاضنة تكون جسرا بين الطلاب والشركات والمجتمع، وفى النهاية تعود الفائدة على كل الأطراف الطلاب أو الخريجين والجامعة والشركة والمجتمع، وهناك شركات تقدم منحا ودعما للطلاب لتنفيذ مشروعاتهم وعندما تنجح فإنها تفيد الجميع.
 
وهنا فإن الجامعة والتى بلا أسوار، مفتوحة على المجتمع، وهناك تواصل واتصال وتنسيق بينها وبين الشركات والطلاب والشركات الناشئة. ويصبح التعليم والجامعات جزءًا من انشغال المجتمع كله، سواء الجامعة أو مجتمع الأعمال والشركات الكبرى التى تحصل على حاجاتها من الخبرات ومن الخريجين والمشروعات، وتمول بجزء من أرباحها عملية تطوير التعليم والحاضنات التى تقوم من الجامعات ليس بهدف الربح، ولكن لخدمة العلم والمجتمع والدولة ككل.
 
تجربة جامعة ريرسون، وغيرها من الجامعات الكبرى، تحل المعادلات الصعبة بين التعليم والمجتمع، وتؤكد أن إدراك المجتمع لأهمية الجامعة، والطلاب، يساهم فى إسقاط الحواجز، ويفتح باب التعاون ليعود بالفائدة على الجميع، ونظن هذا هو الهدف من مشروع تطوير التعليم الجامعى والفنى فى مصر، والذى تدفع الدولة بكل طاقتها لإنجازه.
 
p
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزراعة والرى ركيزتا الأمن الغذائى وتدعمان الصناعة الوطنية.. خطة التنمية 25/26 ورؤية مصر 2030 تستهدفان التوسع الأفقى والزراعة الذكية وترشيد المياه.. ودعم الثروة الحيوانية وزيادة الصادرات لتحقيق تنمية مستدامة

زوج يتهم زوجته بالتزوير والاستيلاء على ملكية مسكن الزوجية.. التفاصيل

"دولة التلاوة".. أضخم مسابقة قرآنية فى تاريخ مصر بالتعاون بين الأوقاف والمتحدة

شاطئ الغرام أيقونة مصيف مطروح وملتقى العشاق والذوق الرفيع.. يتميز بموقع فريد وإطلالة بانورامية على واجهة المدينة وخليج مرسى مطروح.. يتوافد عليه آلاف المصطافين يوميا للاستمتاع بروعة الطبيعة والسباحة الآمنة.. صور

تفاصيل إحالة لصوص الهواتف المحمولة فى منشأة ناصر للمحاكمة


تحريات أمن الجيزة تكشف ملابسات مصرع كهربائى فى العياط

تفاصيل التحقيق مع متهم بتجارة العملة خارج نطاق السوق المصرفية

مواعيد مباريات اليوم الخميس 21 - 8 – 2025 والقنوات الناقلة

8 لاعبين يغيبون عن الزمالك أمام مودرن سبورت بالجولة الثالثة من الدورى

المولد النبوى الشريف 2025.. الأمة الإسلامية تستعد للاحتفال فى 4 سبتمبر


هيئة الدواء: وثيقة سحب الأدوية منتهية الصلاحية ملزمة لأطراف المنظومة لحماية المريض.. فترة إضافية 3 أشهر للمصانع والموزعين والمخازن لاستكمال السحب.. وتحميل الصيدلى أى مسئولية بعد انتهاء فترة التسجيل أمر غير صحيح

أهم الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. السويد تطلب المشاركة فى الضمانات الأمنية لأوكرانيا.. روسيا تعاقب إعلام ومنظمات غير الحكومية ببريطانيا.. مسئول فلسطينى يدعو العالم لاختصار الوقت فى مواجهة الاحتلال

للزوجات.. خطوات قانونية للحصول على متجمد نفقات عن فترات تخطت الـ10 سنوات

محمود سعد: وضع أنغام الصحى صعب وفقدت الكثير من وزنها (فيديو)

الرئيس السيسى ورئيس وزراء اليونان يؤكدان أهمية التركيز على تنمية التبادل التجارى وزيادة الاستثمارات بين البلدين.. ويشددان على ضرورة البدء فى إعادة إعمار غزة عقب وقف إطلاق النار ورفضهما القاطع لتهجير الفلسطينيين

اليوم السابع الموقع الإخبارى الأول في مصر والشرق الأوسط بفضل قرائه.. مليار و400 مليون مشاهدة آخر 12 شهرا.. وأكثر من 300 مليون مشاهدة فى يوليو.. و12.5 مليار معدل وصول صفحة فيس بوك في النصف الأول من العام الجارى

الجيزة: كسر مفاجئ بخط طرد محطة الطالبية يتسبب فى انقطاع المياه عن كفر طهرمس

الداخلية تضبط سيدة تلقى نفسها أمام السيارات بالشرقية

مصدر مقرب من أنغام يكشف آخر مستجدات حالتها الصحية

براءة المتهم بابتزاز الفنان طارق ريحان فى الطالبية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى