أكرم القصاص يكتب: المعلومات والتنوع وأسئلة الاقتصاد فى الحوار الوطنى

أكرم القصاص
أكرم القصاص
الحوار الوطنى أداة لإدارة التنوع فى المجتمع وإعطاء شعور للجميع بالمشاركة، خاصة أن الدولة وصلت لمرحلة من اللياقة تمكنها من إدارة الحوار الوطنى، الذى يعكس حيوية ويتيح الفرصة لتنوع يملأ مساحات المشاركة وعلى مدار شهور منذ إطلاق مبادرة الحوار الوطنى، جرت مياه كثيرة، وأتاحت الفضائيات ومنصات النشر عرض وجهات نظر مختلفة، فى السياسة والاقتصاد، وإن كان الاقتصاد يشغل المساحة الأكبر لدى البعض، فإن الأحزاب تركز أكثر على الممارسة السياسية.
 
وربما يرى البعض طول فترة التجهيز والإعداد لبدء الحوار، لكن الواقع أن هناك تنوعا واسعا ومساحات بينت التيارات المختلفة، هى التى أخذت وقتا لوضع قواعد عامة تحكم الحوار الوطنى، ربما أهمها هو احترام وجهات نظر الآخرين واستعداد كل طرف لقبول وجهة النظر الأخرى، والاعتراف أنه لا يوجد أحد فى السياسة أو الاقتصاد لديه الحل النهائى لجميع القضايا، وأن هناك نقاطا متفق عليها فى العموم، مع تنوع الآراء فى التفاصيل، منها احترام القانون وتكافؤ الفرص وإتاحة المعلومات والبيانات التى تمنع اللجوء إلى الشائعات أو أنصاف المعلومات.
 
حدث مؤخرا أن نشر عدد من المستخدمين البارزين معلومات مغلوطة بلا مصدر حول أسعار الفائدة وقرارات اقتصادية اتضح أنها لم تصدر، وبعض هؤلاء يقدم نفسه أنه خبير اقتصادى، ويضطر لتكذيب نفسه، لكن بعد أن تكون المعلومات الخاطئة انتشرت وأدت إلى بلبلة أو ارتباك، وبالتالى فمن المهم أن يصل الحوار إلى موازنة بين إتاحة المعلومات، ومنع نشر الشائعات والمعلومات المغلوطة خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد.
 
نفس الأمر فيما يتعلق بتقييم الأنشطة والخطوات، وانعكاسات الأزمة العالمية على اقتصادات العالم، وكيفية التعامل معها محليا من خلال إجراءات وخطط معلنة، من دون تهوين أو تهويل، وبعيدا عن محاولات ترويج آراء متشائمة أو المطالبة بوقف الأنشطة والمشروعات، مع العلم أن هؤلاء أنفسهم كانوا يطالبون بإغلاق تام وقت كورونا، وهو رأى اتضح خطأه، باعتراف منظمة الصحة العالمية ومنظمات اقتصادية كبرى، حيث ساهمت هذه المشروعات فى توفير فرص عمل وبنية أساسية تساعد فى أى توسع صناعى أو استثمارى.
 
الملاحظ أنه بالرغم من اتساع منصات النشر ومواقع التواصل والفضائيات، فإن هناك ما يشبه المنولوج، حيث تجرى العادة على أن كل مستخدم يتحدث لنفسه وللمتفقين معه، وعند أول خلاف يلجأ البعض إلى البلوك أو اتهام المختلف معه أنه لجنة أو خصم، ثم إن الآراء الفردية تعكس وجهات نظر، قد تتفق أو تختلف، ومن هنا تأتى أهمية الحوار الذى يعكس حيوية ويمكن أن يسهم فى جمع المختلفين فى مكان واحد، بشكل يمنح كل منهم الفرصة لعرض وجهة نظره، فى مواجهة آخرين.
 
وفى الاقتصاد مثلا الخبراء يهتمون بالنظريات والقرارات الاقتصادية والمالية والبنكية، والموازنة والفائدة، الاقتصاد يعنى الطاقة والاستثمارات والمنافسة وجذب رؤوس أموال ومضاعفة التصدير ومضاعفة أعداد السياح، والمواطن تهمه الأسعار والدخل والتوازن وقدرته على إدارة ميزانيته وتوفير احتياجاته. 
 
وإن التوسع فى الطاقة والطرق والصناعة والزراعة، يسهم فى جذب استثمارات من الخارج للتوسع فى الأنشطة القائمة أو فتح مجالات جديدة، تنعكس فى صورة فرص عمل، مثلما تسهم مشروعات الطرق والنقل والكهرباء فى توسيع الفرص الاستثمارية فى الصناعة والزراعة والطاقة، والصحة، والسياحة، والتى يمكن للقطاع الخاص المساهمة فيها، بل وشرح أهمية جذب استثمارات خارجية باعتبارها إضافة للاقتصاد سواء بتوسيع رؤوس أموال شركات قائمة، أو الاستثمار فى صناعات مطلوبة فى الغذاء والدواء، أو القطاع العقارى، باعتبار أن الأموال التى تأتى من الخارج، هى إضافة للسوق وللاقتصاد، وعلى الخبراء توضيح ذلك من خلال استعراض الفرص الاستثمارية فى العالم، وعولمة الاقتصاد التى تصنع منافسة لجذب الاستثمارات الخارجية، خاصة فى ظل عولمة اقتصادية تضاعف من المنافسة، وتعطى أفضلية للدول التى تقدم فرصا استثمارية وبنية أساسية.
 
كل هذه الموضوعات تمثل قاعدة للحوار الوطنى والمؤتمر الاقتصادى بحثا عن إجابات عملية قابلة للتطبيق. 
 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلى يجدد مفاوضاته مع دياباتى بعد إصابة النعيمات وتعثر صفقة الصباغ

الحكومة: إصدار تشريع خاص لحماية المطورين الجادين ومحاسبة غير الجادين

اتحاد الكرة يعلن انتهاء النزاع مع فيتوريا داخل المحكمة الرياضية الدولية

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

الخارجية تتابع حادث غرق مركب بالقرب من جزيرة كريت على متنها مصريين


موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

تعرف على بديل تريزيجيه فى تشكيل منتخب مصر أمام نيجيريا

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا


مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

قرار يوفر مشوار.. التأمين الصحى بأسوان يصرف لأصحاب الأمراض المزمنة علاجا يكفى شهرين

محمد صلاح على مقاعد البدلاء.. التشكيل المتوقع لمصر في ودية نيجيريا

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

البحر يفيض.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية برياح سرعتها 60 كم/ الساعة.. الأمواج ترتفع لـ3 أمتار.. النوة تستمر 5 أيام يصاحبها أمطار وانخفاض فى درجات الحرارة.. ترفع حالة الطوارئ واستمرار تطهير الشنايش.. صور

العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

تفاصيل تعاون هيدى كرم مع محمد سعد لأول مرة فى عيلة دياب عالباب

الطقس اليوم.. أجواء شتوية أمطار واضطراب بالملاحة والصغري بالقاهرة 13 درجة

اعرف حقوقك.. لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات في اليوم

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى