أمازيغ ليبيا.. عقود من التهميش والإقصاء.. يتمسكون بضرورة إقامة دولة حاضنة للتنوع الثقافى واللغوي.. ناشط حقوقي: نطالب باعتبار الأمازيغية لغة رسمية.. "حزب ليبيا الأمة": نرفض مسودة الدستور ونعانى من التشدد الدينى

أمازيغ ليبيا
أمازيغ ليبيا
كتب: أحمد جمعة

يعاني أمازيغ ليبيا خلال العقود الأخيرة من التهميش السياسي وعدم الالتفات إلى شواغلهم التي تتعلق بحقوقهم التاريخية والثقافية، ويبذل الأمازيغ جهود مضنية للحفاظ على هويتهم وثقافتهم الأصلية من الاندثار عبر إحياء العادات والتقاليد وتمسك بعضهم بالحديث باللغة الأمازيغية.

أكد الناشط الحقوقي الليبى سيفاو تواوة أن الأمازيغ في ليبيا ينقسمون لقسمين منهم الناطقين باللغة الأمازيغية والقسم الآخر يتحدث العربية، ويتركز الناطقون بالأمازيغية في جبل نفوسة بأقصى الغرب الليبي والمنطقة الوسطى والساحل الغربي، مشيرا إلى أن الأمازيغ عانوا من الظلم خلال العقود الماضية في الجانب الثقافي والهوية والجانب اللغوي، حيث حاربهم النظام السابق بكل الوسائل.

ولفت "تواوة" في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى أن الأمازيغ لديهم رؤية حقيقية لبناء الدولة الوطنية الحاضنة للتنوع الثقافي واللغوي، موضحا أن أبرز الأمور التي تهم الأمازيغ هو المسار الدستوري باعتباره يمثل الأرضية الأساسية للانتخابات، مشيرا لمقاطعة الامازيغ لانتخاب الهيئة التأسيسية لكتابة مشروع الدستور عام 2014 على خلفية الإعلان الدستوري المؤقت والذي ينظم تكوين الهيئة التأسيسية، مؤكدا تمسك جزء من الأمازيغ بالتفاوض للوصول لتوافق دستوري وآخر يرفض التفاوض حول مسودة مشروع الدستور ويتمسك بمشاركة الأمازيغ في صياغة مواد.

الناشط الحقوقي الليبى سيفاو تواوة
الناشط الحقوقي الليبى سيفاو تواوة

وأوضح أن الأمازيغ يطالبون بالتنوع الثقافي واللغوي وأن تكون الأمازيغية لغة رسمية بجانب اللغات الأخرى وضمان حقهم في تمثيل عادل بالمؤسسات التشريعية أو الدستورية كمجلسي النواب والشيوخ، لافتا إلى أن الأمازيغ في ليبيا تولد لديهم شعور خلال السنوات الماضية بعدم الثقة في الدولة لكن خلال الأشهر الأخيرة بدأت تتحسن وتتغير بعد اصدار القانون رقم 18 القاضي بتعليم الأمازيغية في المناطق الناطقة به، واتجاه الدولة لتبني خطاب الهوية الوطنية الجامعة الحاضنة للتنوع الثقافي واللغوي.

بدوره، أوضح رئيس حزب ليبيا الأمة "ليبو" فتحي بن خليفة أن أبرز الإشكاليات التي تواجه أمازيغ ليبيا، هي نفسها التي يواجهها الوطنيين الليبيين المؤمنين بالدولة المدنية الديمقراطية، معربا عن أسفه مما وصفه بـ"عقلية الانغلاق ورفض التنوع وقبول الآخر."، مضيفا "الأمازيغ ضحايا من يتقاسم معهم الوطن والأرض والمصير ولكنهم يعادون حقوقهم في الوجود والحضور الوطني من منطلق الحق في المواطنة والمساواة في الحقوق كما الواجبات."

ولفت "بن خليفة" في تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن الإشكال الأعظم الذي يعاني منه الأمازيغ في شمال افريقيا وليس في ليبيا فقط عقلية "التعصب القومجي" و "التشدد الديني" بكل أشكالهما، مؤكدا أن الأمازيغ هم المكون الوحيد في ليبيا الذي يرفض مشروع الدستور منذ الشروع في كتابته احتجاجا على آلية توزيع المقاعد الانتخابية، وآليات التصويت وغيرها.

فتحي بن خليفة
فتحي بن خليفة

وأوضح أن أمازيغ ليبيا يرون أن مأساة الدولة تبدأ من خلال ذلك الخلل في الاستحقاقين الدستوري والبرلماني، وتعففوا في أن يكونوا معول هدم وتشتيت حلم بناء ليبيا الوطن كما يجب أن يكون، منتقدا تجاهل المكونات المحلية والأطراف الدولية لرؤية الأمازيغ، مضيفا "تم إقصائنا من جميع الجولات والملتقيات واللقاءات على مدى سنوات وإلى اليوم ومع ذلك لم يحققوا سوى التردي والانحدار...الأوطان المستقرة المزدهرة لا تبنى على أفكار المحاصة وتقاسم الغنائم.. الأوطان ملك مشترك ومسؤوليات جماعية، هذا ما نؤمن به."

وأكد أن الأمازيغ لا يعنيهم من يتولى السلطة، بقدر ما يعنيهم شكل السلطة وركائزها الديمقراطية ومسؤوليات الدولة، مشيرا إلى أنهم قادرون على الحصول على حقوقهم بالطريقة التي يرونها مناسبة، مشددا على ضرورة أن تكون ليبيا لجميع المواطنين بالعدل والمساواة والتوافق، وأضاف قائلا "عندما شرعوا بالمسار الدستوري والتشريعي لرسم ليبيا كما يريدها القوميين والمتأسلمين قاطعناهم بشكل كامل وشعارنا "لن نعترف بمن لا يعترف بنا".

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ريال مدريد يهزم دورتموند ويواجه باريس في نصف نهائي مونديال الأندية.. فيديو

فرص عمل للصيادلة بمرتبات شهرية تصل إلى 9400 جنيه.. تفاصيل

إنذار لـ"حزب الله".. الدولة اللبنانية تطلب ردا من الحزب على ورقة واشنطن.. وتؤكد: لن نسمح بجرنا إلى الدمار.. سلام: الاستعراضات المسلحة ببيروت مرفوضة.. تقارير: الحزب يدرس تسليم جزء من ترسانته مقابل انسحاب إسرائيل

محمد صلاح يتصدر قائمة الأكثر مساهمة بالأهداف فى البريميرليج منذ موسم 2023-24

أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا".. أقصر أيام فى التاريخ خلال صيف 2025.. بريطانيا تعيد العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.. وروسيا تلغى ضريبة تصدير القمح


فرص عمل بمشروع محطة الضبعة النووية بمرتبات تصل إلى 11 ألف جنيه

الداخلية تكشف تفاصيل إشهار شخص بمطعم سلاح أبيض

تحذير عاجل من الأرصاد الجوية لهذه المحافظات خلال الـ48 ساعة المقبلة

العالم هذا المساء.. اندلاع حرائق واسعة فى غابات الساحل السورى.. إعادة السباحة بنهر السين فى فرنسا لأول مرة منذ 102 عام.. تليجراف: صواريخ إيران أصابت 5 منشآت عسكرية إسرائيلية خلال حرب الـ12 يوما

الأرض تدور أسرع.. استعدوا لأقصر أيام فى التاريخ خلال صيف 2025


باريس سان جيرمان يهزم بايرن ميونخ بثنائية دوى وديمبيلى فى مونديال الأندية.. صور

توجيهات رئاسية عاجلة للحكومة بشأن الدائرى الإقليمى

نقلة نوعية كبرى فى منظومة المواقف بالمنيا.. جارى إنشاء ميناء برى بمدخل مدينة المنيا الجديدة على مساحة 5 أفدنة.. والمحافظ: نتعرض لتفاصيل المشكلات لإيجاد الحلول الصحيحة لخدمة أبناء المحافظة

الأهلي يكثف مفاوضاته مع أسد الحملاوي لخلافة وسام أبو على فى الموسم الجديد

تجديد حبس عاطلين انتحلا صفة رجلى شرطة للنصب على المواطنين

موعد مباراة بي اس جي ضد البايرن فى ربع نهائى كأس العالم للأندية

مصابو حادث الطريق الإقليمى: السواق كان بيجرى بسرعة جنونية وبيعمل غرز.. فيديو

ارتفاع عدد المتوفين لـ9 وإصابة 11 آخرين بتصادم سيارتين ميكروباص بـ"الإقليمى"

المعاينة: اختلال عجلة القيادة وراء حادث تصادم سيارتين بالطريق الإقليمى

ارتفاع عدد ضحايا حادث تصادم الطريق الإقليمى لـ6 متوفين و14 مصابا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى