عادل إمام ..والصعود التدريجي للنجومية فى المسرح بـ 11 عملاً مسرحيًا

" عادل إمام سائق ماهر يعرف الطرق الخفية للوصول إلي قلوب الجماهير بعيدا عن اختناقات المرور" ،، هكذا قال الأديب الكبير يوسف إدريس حينما سُئل عن رأيه في الفنان عادل إمام ، وبالفعل صدق أديبنا الكبير فعادل أمام فنان عاش وسط الفقراء شاركهم همومهم وأخرج الضحكات من عمق الهموم بطريقته وأسلوبه السهل الممتنع وكان المسرح هو العالم الذي دخله فحقق منه الشهرة والنجومية ومن خلاله أصبح نجما في السينما متربعا علي عرشها لسنوات وسنوات .. وصعد إلي سلم النجومية في المسرح خطوة بعد خطوة معتمدا علي نفسه مستندا إلي موهبته ، وحضوره المسرحي الكبير وهذه هي قصته في المسرح ..

كلية الزراعة و زكي جمعه

مسرح كلية الزراعة بجامعة القاهرة كان هو العالم الساحر الذي بهر عادل امام فقرر دخوله ، وهنا نكتشف في هذا المسرح دور " زكى جمعة " الذي ذكر اسمه فى مشهد شهير له بمسرحية "مدرسة المشاغبين" أمام الفنانة الراحلة سهير البابلى، حيث يقول فيه : فين أيام رفاعة الطهطاوى.. وقاسم أمين وعلى مبارك وزكى جمعة.. مين زكى جمعة ده؟

في مسرح كلية الزراعة كان زكي جمعة هو رئيس فريق التمثيل الذى احتضن عادل إمام واختبره قبل التحاقه بفريق التمثيل وهو الآن أستاذ بجامعة الزقازيق ورجل أعمال أيضا واسمه الحقيقى محمد زكى جمعة ، وكان لهذا الرجل فضل كبير علي عادل إمام فقد علمه المسرح والتمثيل والوقوف علي الخشبة، وقدم من خلال مسرح كلية الزراعة الكثير من المسرحيات التي اكسبته خبرة كبيرة ، ثم جاءت أول فرصة حصل عليها الفنان عادل إمام في بداية حياته الفنية وكانت مسرحية " ثورة قرية"  من إخراج حسين كمال عام 1962 ، وفي تلك المسرحية كانت للنجم عادل إمام العبارة الشهيرة: " معايا العسلية بمليم الوقية "، وعلقت جدا تلك الجملة مع الجمهور وظل يرددها .

بلد شهادات صحيح

بعد تلك المسرحية انضم عادل إمام لفرقة "مسرح التليفزيون المسرحية" ثم البداية القوية  في مسرحية " انا وهو وهي" إخراج عبد المنعم مدبولي عام 1964 مع الفنان فؤاد المهندس والفنانة شويكار، برغم أنه شارك عام 1960 بمسرحية " سري جدا " مع نفي الثنائي فؤاد وشويكار إلا أن مسرحية " أنا وهو وهي " كانت الخطوة المهمة في مشوار عادل إمام الفني ونال من خلالها شهرة واسعة ، وكانت فاتحة خير عليه بدور "الأستاذ دسوقي"  وكيل اعمال المحامي ، وقال في هذه المسرحية الجملة الشهيرة والأفيه الأشهر والذي مازال نردده حتي الان : " بلد شهادات صحيح " .

ظل عادل امام مستمرا في المسرح بخطي واثقة ليقدم عام 1967 مسرحية " النصابين " ثم " البيجامة الحمراء " إخراج كمال ياسين ويشارك في بطولتها عقيلة راتب وعبدالمنعم مدبولي ونجوى سالم وأبو بكر عزت وسعيد صالح ، كما شارك في مسرحيات حالة حب (مع فؤاد المهندس وشويكار) ، و" أنا فين وأنت فين"  (مع فؤاد المهندس وشويكار) ثم " غراميات عفيفي " من إخراج نور الدمرداش وبطولة امين الهنيدي وليلي طاهر ومحمود المليجي ونظيم شعراوي ، الي أن قدم المسرحية الأشهر التي جعلت منه نجما وهي مسرحية " مدرسة المشاغبين " التي عرضت لمدة 5 سنوات متوالية منذ عام 1971 .

لماذا رفض عادل إمام المشاركة في " العيال كبرت " ؟

بعد مسرحية "مدرسة المشاغبين"  قررعادل امام أن تكون خطوته المقبلة في المسرح بطولة منفردة فرفض المشاركة في مسرحية " العيال كبرت " كبطولة جماعية مع بعض من أبطال مسرحية " مدرسة المشاغبين " ، وأتذكر هنا ما قاله الفنان حسن مصطفي في حوار معي باليوم السابع عن تلك الواقعة قائلا : عادل إمام بعد مدرسة المشاغبين قرر أن يكون بطلا وأحضر لسمير خفاجة نص مسرحية " شاهد ما شافش حاجة " وقال لسمير : أنا عايز اعمل المسرحية دي ، فقال له خفاجة : بس أنت معانا في مسرحية " العيال كبرت " ، فقال له عادل : أنا عايز اركز في مسرحيتي أحسن وباعتذر عن " العيال كبرت " .

استجاب المنتج الكبير الراحل سمير خفاجة لرغبة عادل امام وانتج له مسرحية " شاهد ما شافش حاجة " بمفرده ، قدم أيضا " العيال كبرت بدون عادل إمام ، وتحقق مسرحية " شاهد ما شافش حاجة " اخراج هاني مطاوع نجاحا كبيرا ويستمر عرضها لمدة 7 سنوات، وبعدها يقدم مسرحية " الواد سيد الشغال " منذ عام 1985 وحتي عام 1993 ثم مسرحية " الزعيم " ا وبعدها " بودي جارد " التي عرضت فترة طويلة مسرحيا ثم صورت وظلت حبيسة الأدراج حتي تم عرضها مؤخرا ، ولكنها لم تلاقي النجاح المتوقع ونفس القدر من نجاحها عند عرضها علي المسرح ، ربما لتغير الأحداث التي كانت تتناولها ولأسباب أخري تتعلق بالنص المسرحي والتكرار في مشاهد تتشابه مع مسرحيات أخري لعادل إمام .